“يوم غضب فلسطيني” الجمعة ضد جرائم الاحتلال

“يوم غضب فلسطيني” الجمعة ضد جرائم الاحتلال

 البوصلة – يحتشد الفلسطينيون، غدا الجمعة، في “يوم غضب فلسطيني” بفعاليات ومسيرات احتجاجية ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، التي أدت لاستشهاد ثلاثة شبان في نابلس وأنضم اليهم الفتى الفلسطيني مؤمن جابر أول من أمس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في الخليل.

يأتي الغضب الفلسطيني كرد فعل على العدوان الأخير للاحتلال على غزة، وتزامنا مع استنفار الاحتلال وتشديد إجراءاته وتعزيزاته الأمنية خشية تنفيذ عمليات فلسطينية جديدة، وسط حالة قلق وإرباك تسود الداخل الإسرائيلي.

ويتقاطر الفلسطينيون من مختلف أرجاء الوطن المحتل حول أنشطة حاشدة يتم تنظيمها في “يوم الغضب الفلسطيني”، غدا، تنديدا بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وفق منسق القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية، واصل أبو يوسف.

وقال أبو يوسف، في تصريح أمس، إنه “سيتم توسيع رقعة الفعاليات للتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال”، الذي “يشن حربا شاملة ضد الشعب الفلسطيني وعليه الدفاع عن نفسه، واستمرار المقاومة الشعبية من كفر قدوم حتى مسافر يطا”، بالضفة الغربية.

ويلاحظ تصعيد قوات الاحتلال من عملياتها العسكرية العاتية في الضفة الغربية، لاسيما القدس المحتلة، وذلك بعد ساعات فقط من وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في قطاع غزة بوساطة مصرية بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، يوم الأحد الماضي، عقب عدوان إسرائيلي أدى لاستشهاد 47 فلسطينيا، إثر استشهاد الفلسطيني إبراهيم شحدة أبو صلاح، متأثرا بجروحه التي أصيب بها.

وتخشى الأجهزة الأمنية والسياسية الإسرائيلية من تنفيذ عمليات ما تسميه “انتقامية” فلسطينية في الضفة الغربية رداً على اغتيال شهداء نابلس الثلاثة، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، بأن “المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عبرت عن مخاوف من وقوع عمليات “انتقامية” في منطقة نابلس تستهدف المستوطنين وجيش الاحتلال، لاسيما في قبر يوسف”، الذي يشكل موضع اعتداء دائم من قبل المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال.

وتجسد التصعيد الإسرائيلي، أمس، في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، بإغلاق قوات الاحتلال منطقة “باب العامود” في القدس المحتلة، بحجة وجود جسم مشبوه في المنطقة، بينما ما تزال أجواء التوتر والغليان الشديدين تسود المدينة.

فقد نصبت شرطة الاحتلال المتمركزة في “باب العامود” السواتر الحديدية عند مداخل ساحة “باب العامود”، ومنعت حركة الفلسطينيين، وذلك عقب ليلة دامية من المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال قرب حاجز “قلنديا” العسكري، الذي يفصل شمال الضفة الغربية عن مدينة القدس المحتلة.

في حين أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، بأن عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحموا، أمس، المسجد الأقصى المبارك على شكل مجموعات كبيرة، من جهة “باب المغاربة”، بحماية قوات الاحتلال.

وأوضحت “الأوقاف الإسلامية” أن المقتحمين نظموا الجولات الاستفزازية وأدوا الطقوس التلمودية المزعومة وتلقوا الشروحات المُزيفة عن “الهيكل”، المزعوم، بخاصة في منطقة “باب الرحمة”.

وفرضت قوات الاحتلال قيوداً مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، واحتجزت هوياتهم عند بواباته الخارجية، وواصلت منع العشرات منهم من الدخول إليه لفترات متفاوتة.

يأتي ذلك بينما تتواصل الدعوات الفلسطينية للحشد وتكثيف شد الرجال إلى المسجد الأقصى للدفاع عنه وحمايته ضد اقتحامات المستوطنين والتصدي لمخطط الاحتلال بتهويد الأقصى والسيطرة عليه.

وفي الأثناء؛ استولت قوات الاحتلال على 16 دونماً من أراضي بلدة أبو ديس، شرقي القدس المحتلة، القريبة من جدار الفصل العنصري، لصالح المستوطنين المتطرفين، كما جرفت قطعة أرض في مخيم شعفاط بالمدينة عقب اقتحامه.

ورجحت المواقع الإسرائيلية أن “تكون تلك المنطقة الموقع التالي المتفجر في القدس المحتلة، مع ترجيح حدوث مواجهات بين أصحاب الأراضي من السكان الفلسطينيين وبين جيش الاحتلال”، إذ إن تلك الأراضي ليست خالية وإنما تضم عدة منازل تعود للفلسطينيين.

فيما أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح مختلف خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تزامناً مع قيام الاحتلال بشن حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.

وتكرر عدوان الاحتلال عند إصابته لعشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، أطلقها باتجاههم أثناء اقتحامه غرب مدينة طولكرم.

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، التصريحات والمواقف التحريضية العنصرية التي تصدر عن قادة الاحتلال للتفاخر بالقوة العسكرية والاصرار على قتل الفلسطيني أينما كان، والتهديد بارتكاب المزيد من الاغتيالات والقتل والتنكيل بحق الفلسطينيين.

وأشارت “الخارجية الفلسطينية”، الى أن جرائم الاحتلال المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، تتم بتعليمات مباشرة من المستوى السياسي الإسرائيلي الذي يسهل على الجنود إطلاق النار على الفلسطيني بهدف القتل من دون أن يشكل أي خطر على حياتهم، ما حولهم إلى آلات متحركة للقتل.

وأكدت أن جرائم الاحتلال تهدف بالأساس إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المحتلة، وتهويد المساحة الأكبر منها وتخصيصها كعمق استراتيجي للاستيطان وحل مشاكل الاحتلال المختلفة على حساب الشعب الفلسطيني ومستقبل أجياله، في تذكير إسرائيلي رسمي لجميع الأطراف بأن برامج حكومات الاحتلال المتعاقبة لا يوجد فيها بند يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين أو حل الصراع بالطرق السياسية.

وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن انتهاكاتها وجرائمها المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين العزل، منتقدة صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من دون أن يحرك الضمير العالمي أو يستدعي موقفاً قانونياً وأخلاقياً صادقاً منسجماً مع القوانين والأعراف الدولية.

وكالات

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: