ﻫـﻞ ﻳُﺤﺒﻨﻲ ﺍﻟله؟!

ﻫـﻞ ﻳُﺤﺒﻨﻲ ﺍﻟله؟!

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (202)

          يقول ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻨﻄﺎﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ﺭﺍﻭﺩﻧﻲ ﺴﺆﺍﻝٌ في نفسي: ﻫﻞ ﻳُﺤﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ؟

ﻓﺘﺬﻛﺮﺕ ﺃﻥ ﻣﺤﺒﺔَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺗﺄﺗﻲ ﻷ‌ﺳﺒﺎﺏٍ ﻭلأﻭﺻﺎﻑٍ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.

          ﻗﻠّﺒﺘُﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻷ‌ﻋﺮﺽَ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ فلم ﺃﺟﺪ ﻟﺴﺆﺍﻟﻲ ﺟﻮﺍبًا، ﻓﻮﺟﺪﺕُ ﺃن الله ﻳﺤﺐ “ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ”، ﻭﻻ‌ ﺃﺟﺮﺅ ﺃﻥ ﺃﺣﺴﺐ ﻧﻔﺴي ﻣﻨﻬﻢ.

          ﻭﻭﺟﺪﺕُ ﺃن الله ﻳﺤﺐُ “ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ”، ﻓﺘﺬﻛﺮﺕ ﻗﻠﺔ ﺻﺒﺮﻱ، ﻭﻭﺟﺪﺗﻪ ﻳﺤﺐُ “ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ” ﻓﺘﻨﺒﻬﺖ ﻟﻜﺴﻠﻲ ﻭﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺘﻲ.

          وﻭﺟﺪﺗﻪ ﻳﺤﺐُ “ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ” ﻭﻣﺎ ﺃﺑﻌﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ…. ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ وﺧﺸِﻴﺖُ ﺃﻻ‌ ﺃﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳُﺤﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻷ‌ﺟﻠﻪ.

          ﻭﺗﻔﺤّﺼﺖ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺭِ ﻭاﻟﺸﻮﺍﺋﺐِ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮبِ، ﻓﺨﻄﺮ ﻟﻲ ﻗﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: “ﺇﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﻦ”.

          وﻛﺄﻧﻨﻲ ﻟﻠﺘﻮّ ﻓﻬﻤﺖُ ﺃﻧّﻬﺎ ﻟﻲ ﻭﻷ‌ﻣﺜﺎﻟﻲ، ﻓﺄﺧﺬﺕُ ﺃﺗﻤﺘﻢُ: “ﺃﺳﺘﻐﻔﺮُ ﺍﻟﻠﻪَ ﻭﺃﺗﻮﺏُ ﺇﻟﻴﻪ، ﺃﺳﺘﻐﻔﺮُ ﺍﻟﻠﻪ َ ﻭﺃﺗﻮﺏُ ﺇﻟﻴﻪ”، ﻟﻌﻠّﻲ ﺃكونُ من بين ﺃﺣﺒﺎﺑﻪ.

الشيطان يعدكم الفقر

          قال الحسن البصري: “قرأت في تسعين موضعا من القرآن؛ أنّ الله قدر الأرزاق وضمنها لخلقه، وقرأت في موضع واحد: الشيطان يعدكم الفقر، فشككنا في قول الصادق في تسعين موضعًا وصدّقنا قول الكاذب في موضع واحد.

          يقول ابن القيم: لو كشف الله تعالى الغطاء لعبده، وأظهر له كيف يُدبر الله له أموره، وكيف أنّ الله أكثر حرصا على مصلحة العبد من العبد نفسه!، وأنه أرحم به من أمه، لذاب قلب العبد محبة لله، ولتقطع قلبه شكرًا لله عز وجل.

          لذلك إذا أتعبتك آلآم الدنيا فلا تحزن… فربما اشتاق الله لسماع صوتك وأنت تدعوه، فضع أمنياتك في سجدة.. ثم انسها، واعلم أن الله تعالى لا ينساها.. سبحانه وتعالى.

التوبة التوبة

          ليس البكاء على النفس إن ماتت، ولكنّ البكاء على التوبة إن فاتت. أستغفرك ربي وأتوب إليك دائمـًا وأبدًا.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: