أفريقيا لا بواكي لها

أفريقيا لا بواكي لها

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 85

د. عبدالحميد القضاة

أفريقيا لا بواكي لها

          ينضوي تحت إصطلاح الأحياء الدقيقة مجموعةٌ كبيرة ٌمن المخلوقات الجرثومية المجهرية مثل  الفطريات والطفيليات وحيدة الخلية والبكتيريا والركتسيا والفيروسات…الخ ، وكل واحدة منها تضم مئات بل ألاف الأنواع، وأشهرها ربما البكتيريا والفيروسات.

          عالم البكتيريا مختلف تماما عن الفيروسات، البكتيريا خلية وحيدة مستقلة تعتمد على نفسها بالتمثيل الغذائي والنمو والتكاثر، حيث تمتلك من منظومة الإنزيمات والمعامل الداخلية ما يكفيها للإعتماد على نفسها، ولهذا تتأثر بالمضادات الحيوية التي تُدمر أحد مكوناتها الأساسية، بينما الفيروسات على العكس تماما، فهي ذراتٌ ميتةٌ وطفيليةٌ ،لا تعيش إلاّ على الخلايا الحية، ولا تتأثر بالمضادات الحيوية،وهي أصغر من البكتيريا بآلأف المرات.

          بعض البكتيريا ممرض للإنسان ومثلها الفيروسات، بعض البكتيريا الممرضة لم يُعرف لها منشأ للآن، فمثلا الجرثومة اللولبية التي تُسبب مرض الزهري، الذي ينتشر عن طريق الزنا والشذوذ الجنسي، رغم أنها اكتشفت قبل أكثر من مائة عام، إلاّ أنّ العلماء لم يعرفوا من أين جاءت، وبالتالي اقترحوا بلا أساس مُقنع أنها وصلت الغرب مع عبيد أفريقيا.

          وكذلك فيروس الأيدز، اتهموا به القرد الأخضر الذي يعيش في زائير، حيث وجدوا به قبل ربع قرن فيروسا شبيها بفيروس الأيدز وليس نسخة طبق الأصل، فنسجوا على ذلك نظرية وفرضوها على العالم، بأن هذا القرد عض شاذا، فنقل له الفيروس ثم أنتشر بين الشاذين، ومذ ذاك لم يستطيعوا تحويل النظرية الى حقيقة، لأنّهم يريدون إلصاق الفيروس بأفريقيا.

          فيروس كورونا المستجد  سبب صراعا إعلاميا، فالغرب عموما يتهم به الصين، ويحاول جمع الأدلة  لذلك بكل ما يستطيع، والصين تنفي ذلك كليا، ولا أحد يعرف الحقيقة، والثابت هذه المرة أن أفريقيا منهُ براء، إلاّ أن تتغير المعادلة، فالسياسة لا  مبدأ ولا دين لها.

لا تفرض نفسك على غيرك!

          ذكر الإمام البخاري في صحيحه نصيحةً أوصى بها الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي اللّه عنهما تلميذَه عكرمة ، فقال له : “حدّثِ الناس كلّ جمعةٍ مرّة، فإن أبيتَ فمرّتين، فإن أكثرتَ فثلاثَ مرّات، ولَا تُملَّ النَّاسَ هذا القرآنَ، وَلَا أُلْفينَّكَ تأتي الْقومَ وهُم في حديث من حديثِهم، فتقُصُّ عليهم، فتقطعُ عليهم حديثَهم، فتُملَّهم؛ ولكن أَنْصتْ، فإِذا أَمروك فحدّثْهم وهُم يشتهونه” ، ما أجمل هذه النصيحة، وما أجمل أن يتمثلها بعضُ الدُعاة الذين يفرضون أنفسهم على السامعين في أوقات غير مناسبة، وكأنه يريد أنّ يرفع عن نفسه عهدة التكليف كيفما اتفق.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: