11/11.. هل يُشكل نقطة انطلاقة جديدة لـ “قطار الربيع العربي”؟

11/11.. هل يُشكل نقطة انطلاقة جديدة لـ “قطار الربيع العربي”؟

نخب تدعو لهبة عربية تضامنية مع الشعب المصري وتطالب الأنظمة العربية بالتقاط اللحظة التاريخية بإصلاح حقيقي يعيد للمواطن العربي كرامته وحقوقه

البوصلة – رصد

في الوقت الذي تترقب فيه الساحة العربية يوم 11/11 القادم بعد دعواتٍ شعبية واسعة النطاق في مصر للخروج والتظاهر ضد الظلم والقهر والاستبداد واستعادة الربيع العربي الذي أفشلته “الثورة المضادة”، دعت نخبٌ عربية كافة الشعوب العربية للتظاهر والتضامن لاستعادة الكرامة العربية والوقوف إلى جانب شعوب مصر وفلسطين وتونس، فيما أكدت نخبٌ على ضرورة أن تلتقط الأنظمة اللحظة وتشرع بإصلاح حقيقي يكون أقل كلفة من حالة الفوضى الذي ستنتجها ثورات الشعوب العربية بسس تراكم المظلوميات والفشل السياسي والاقتصادي.

المرزوقي يطالب الشعوب العربية بالتضامن ضد الاستبداد

وطالب الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي الشعوب العربية للتضامن مع  الشعب المصري يوم 11/11 ضد الظلم والاستبداد وجعله يوم انطلاقة جديدة للربيع العربي.

وقال المرزوقي في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي: إنّ يوم 11 نوفمبر القادم دعا فيه إخواننا في مصر لتظاهرات في كامل الوطن للتعبير عن غضبهم وآلامهم ورفضهم للوضع الذي يعيشون فيه والمتمثل في تزايد الفقر والقمع وفقدان الاستقلالية في القرار الوطني والتفريط في المياه والأراضي وغياب مصر عن الدور الذي لعبته دومًا كرائدة للأمّة العربية.

ولفت إلى أنّ “هؤلاء الإخوة يحتاجون إلى دعم كل شعوب الأمّة حتى يشعروا أنّ وراءهم أمّة تسندهم”.

وقال المرزوقي: أتوجه لكم أخواني في تونس والوطن العربي أن تكونوا أيضًا في يوم 11/11، وتسندوا إخوانكم المصريين في تظاهراتهم.

ووجه رسالة لمن يقولون: نحن لا ينقصنا مشاكل في تونس، قائلا: صحيح ذلك، لكن يا إخواني وأهلي وأحبائي فإنّ مشاكلنا ومشاكل الشعب المصري هي نفسها، وأريد أن أذكركم في تونس أنّ المنقلب الذي في تونس قام بانقلابه بعد زيارته للسيسي وهو مقلد له في كل شيء.

ولفت إلى أنّ “ما يعانيه المصريون اليوم من انهيار قدرتهم الاقتصادية، وانهيار سمعتها في كل مكان، هي بالضبط ما يعاني منه التونسيون والعرب، مؤكدًا على أنّ “مصيرنا واحد”.

يجب أن نعلم أن غرفة العمليات التي دمّرت بلدان العالم العربي واحدة، ونحن للاسف الشديد لم نتحرك لنسند بعضنا البعض ولذلك استفردوا بنا شعبًا شعبًأ، ودمروا الشعب السوري والشعب اليمني والشعب الليبي والشعب المصري والشعب التونسي.

وشدد المرزوقي أنّ علينا أن نكون سندًا لبعضنا البعض ونخرج لندافع عن إخوتنا المصريين وإخوتنا الفلسطينيين الذين يعانون الآن من عودة حكومة يمينية متطرفة، وننتظر منها كل الفظاعات الممكنة.

وقال: يجب علينا أن نسند بعضنا البعض فثورتنا واحدة، وأطلب من الجميع يوم 11/11 لمساندة كل الشعوب المقهورة من طرف الأنظمة المستبدة.

وشدد على أنّ الثورة يجب أن تتواصل وتكون 11/11 يجب أن تكون نقطة معاودة انطلاق الربيع العربي من جديد، بعد أن فشل من قاموا بإفشال الربيع العربي بثورتهم المضادة وأصبحت الأوضاع كما نراها اليوم.

وأضاف، يجب أن تنطلق الشعوب العربية ليس دفاعًا عن الشعب المصري فحسب، بل عن حقوق كل الشعوب العربية في الحرية والكرامة والاستقلال والرخاء.

واستدرك المرزوقي بالقول: “ليكن يوم 11/11 يوم انطلاقة عربية جديدة لأنه لأول مرة في التاريخ سيحصل تلاحم بين الشعوب العربية ولربما تصبح تقليعة وفترة جديدة من تاريخ هذه الأمّة”.

كما دعا لإطلاق حملة دعم في الفضاء الافتراضي للثورة المصرية والثورة العربية والثورة التونسية، وحضور المظاهرات التي تدعو لها الحراكات السياسية التونسية.

وأكد على ضرورة أن تكون المظاهرات سلمية لأنّ الأنظمة القمعية تريد العودة إلى السلاح والقمع لكي تجد في ادعائها أنّها تحارب الإرهاب.

الرواشدة محذرًا: انتبهوا.. الخطر يلوح بالأفق

أما الكاتب حسين الرواشدة فتساءل بمقالته في صحيفة الدستور: هل سنُفاجأ بجولة جديدة من الربيع العربي؟، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ استدعاء جردة حسابات 11 عاما، منذ خروج المارد الشعبي في عالمنا العربي، يكفي لفهم ما تحمله السنوات، وربما الأيام القادمة، من أحداث ومفاجآت، الإنسان العربي الذي استيقظ على واقع مزدحم بالخيبات والتراجعات، ثم خرج للاحتجاج عليه، و المطالبة بتغييره، ‏اكتشف، الآن، أن عجلة هذا الواقع عادت للوراء، وأن يومه أصبح أسوأ من أمسه، وبالتالي فإنه مهيأ، أكثر من أي وقت مضى، لتسديد فواتير جديدة، يتوقع أن تعوض ما لحق به من خسارات.وقال الرواشدة: حين ندقق بمشهدنا العربي الآن، نجد أن الظروف والشروط التي أنتجت مطالب التغيير آنذاك ما زالت قائمة، وربما امتدت أفقيا وعموديا، وتعمقت بشكل أوضح، ‏نجد، ثانيا، أن جيلا جديدا من الشباب العربي بدأ يكتشف ذاته، ويتصاعد وعيه على عالم مفتوح، يتغير ويتطور نحو الأفضل، فيما لا يوجد صدى لهذا التغيير في البلاد التي يعيش فيها، نجد، ثالثا، إن تداعيات أزمتي كورونا وأوكرانيا ألقت بأثقالها، اقتصاديا واجتماعيا، على المواطن العربي، فزادت من معاناته، ‏وما يواجهه من ضغوطات ‏على كافة المستويات.

وقال الرواشدة: حين ندقق أكثر، نجد أن حالة «الفشل العام» أصبحت عنوانا عريضا في عالمنا العربي، وعود التغيير تكسرت على صخرة العناد والمماطلة، كل المحاولات لإعادة بناء الدولة الوطنية انتهت لمزيد من التبعيات والانشطارات، والتدخلات الدولية والإقليمية، نجد، أيضا، أن حالة «الإرهاق العام» التي أصابت المجتمعات لم تقتصر على ضيق المعيشة، ‏واتساع فجوة الطبقية، وتراجع الخدمات، وتغلغل الفساد، وإنما امتدت لتحطيم المعنويات، وهزّ الكرامة الإنسانية، والاستهانة بأصوات الناس ومطالبهم البسيطة.

ولفت إلى أنّه إذا كان ما حدث قبل 11 عاما هو «انفجار التاريخ العربي»، بكل ما تراكم في الذات العربية من احتقانات، ودمامل وخيبات، فإن ارتدادات هذا الانفجار ما تزال قائمة، وهي أكثر ما تكون قابلية للتسارع نتيجة استمرار حالتي الفشل العام والإرهاق العام، هنا أخشى ما أخشاه أن تكون صيغة هذه الارتدادات مختلفة تماما عن السابق، ليس، فقط، لأن تجارب الشعوب عمقت داخلها المزيد من الوعي والفهم لطبيعة ما تريده من أهداف، وما تمتلكه من أدوات، وإنما لأن المحنة التي عاشتها بعد أن دفعت أثمانا باهظة، تجعلها أكثر تصميما، وربما اقل حكمة، عند التعبير عن نفسها.

‏وتابع بالقول: هنا يجب أن ننتبه، أقصد الدولة والنخب معا، لمسألتين: الأولى أن عدوى التغيير ستنتقل بسرعة من مكان إلى آخر، وهي عابرة للحدود والخصوصيات، والأفضل أن يستبقها العقلاء بما يلزم من قرارات وإجراءات، تتناسب مع حركة الشعوب، ومع حركة التاريخ وشروط الحاضر والمستقبل.

وأضاف، أما المسألة الثانية، فهي ان كلفة التطوير والإصلاح، اقل بكثير من كلفة الفوضى التي لا يستطيع أحد أن يتنبأ بوزنها وخساراتها ‏، وبالتالي فإن الخروج من حالة الإنكار والعناد، إلى المصارحة والتوافق على المشتركات الوطنية، هو أقصر طريق لترسيخ الاستثناء، وتجنب الوقوع بالمصائد والمكائد التي وقع بها الآخرون.

‏وختم بالقول: باختصار، لقد تراكمت في عالمنا العربي مظلوميات كفيلة بخروج مارد الغضب الشعبي من جديد، العقلاء وحدهم هم القادرون على استدراك هذا الغضب، بما يلزم من تغييرات وإصلاحات حقيقية، تعيد للمواطن ثقته بنفسه ومؤسساته، وما افتقده من عدالة وكرامة، وما يبحث عنه من حقوق، تضمن له حياة خالية من القهر، والإحساس بالإهانة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: