تأخّر تأسيس نقابة المعلمين الأردنيين كثيراً مقارنة بزميلاتها من النقابات المهنية الأخرى من مهندسين وأطباء وممرضين وغيرها رغم أنها التعداد الأكبر ربّما من حيث أعداد المنتسبين، وحتّى تأسيسها كان كمن خطف اللقمة من فم الأسد في ظل ظروف الربيع العربي وصعود صوت الشعب عالياً لمكانته التي يجب أن تكون في أي نظام سياسي.
ومنذ اليوم الأوّل للنقابة تعاملت معها الحكومات المتعاقبة بالنديّة والمناكفة والترصّد وتشويه سمعتها وسمعة منتسبيها سواء عن قصد أو من غير قصد تارة بحجّة الإسلاميين وتارة بحجّة تعطيل العملية التربوية وتارة بحجج الموازنة رغم أننا جميعاً أنها نقابة ناشئة ولا شكّ أن لها العديد من المطالبات السابقة التي لم تستطيع في وقت سابق من المطالبة بها لعدم وجود نقابة لها!.
كل هذا التمهيد السابق كان ضرورياً لتسليط الضوء على طبيعة العلاقة أصلاً بين الحكومة والنقابة منذ البداية وحتى هذا الوقت والاستنتاج الواضح هو أننا أمام استهداف لقطاع التربية والتعليم ومحاولة لسحب صلاحياته ومن ضمن ذلك بالتأكيد المعلم وأننا أمام علاقة متأزمة منذ البداية وحالة عدم اعتراف من الحكومة بالنقابة وعدم رضا عن وجودها أصلاً، أي أننا أمام موقف متشنّج ومبدئي من الحكومة لوجود نقابة للمعلمين ولكن الواقع والحقيقة تقول أنها موجودة وأن على الحكومة النزول عن الشجرة والكفّ عن كلّ تلك الممارسات التي تحاول شيطنة النقابة والمعلم وتخوينها واتهامها في وطنيتها والتي نقرأها من خلف السطور والتصريحات.
أما بخصوص مطلب المعلمين بعلاوة 50% فأكد الباحث والكاتب المتخصص في توثيق الوثائق التاريخية د. مهند مبيضين خلال حواره على أحد الإذاعات المحلية بأن هناك اتفاقاً أبرم بين نقابة المعلمين الأردنيين ممثلة بنقيبها د. حسام مشه والحكومة ممثلة بوزير التربية والتعليم د. محمد الذنيبات في مبنى مجلس النواب وبحضور رئيس لجنة التربية النيابية د. محمد القطاطشة تم الاتفاق فيها على علاوة على الراتب الأساسي بنسبة 50% تصرف بالتدريج ابتداء من موازنة 2015 وحتى موازنة 2019 والتي تقدر بـ 112 مليون دينار.
ليس هذا فقط، فقد أكدت أمين عام حزب أردن أقوى والنائب السابق د. رولا الحروب خلال استضافتها على إحدى القنوات الأجنبية بأن مطلب العلاوة للمعلمين مطلب قديم أثير سابقاً في حكومة دولة عبد الرؤوف الروابدة عام 1999 – 2000 وأن الروابدة تعهّد بتحقيق هذا المطلب على مدار 10 سنوات أي حتى عام 2010 وهذا ما لم تطبقه الحكومات المتعاقبة، أي أننا أمام انتظار 19 عامًا لتحقيق هذا المطلب التاريخي!!.
منع وصول المعلمين من المحافظات لعمان عبر نقاط غلق أمنية، وإغلاقات لقلب عمّان لمنع المعلم من الوصول لمكان مقرّ الحكومة، واعتداء بالهراوات والغاز المسيل للدموع على المعلمين لمنعهم من الوصول لمقرّ الحكومة، وما زالت الحكومة تقول بأنها مستعدة للحوار، وعند إجراء أي حوار يتحدثون عن المسار المهني وليس عن العلاوة في تضليل واضح للرأي العام وتشويه لمطالب المعلمين التاريخي، هل يعقل أن الحكومة لم تفهم مطلب المعلمين منذ 19 عامًا؟.
(البوصلة)