اقتحم المسجد الأقصى اليوم ٣٨ متطرفاً صهيونياً، وهو أقل عدد مقتحمين في يوم عيد يهودي يفتح فيه باب الاقتحام منذ عام ٢٠١٠، علماً أن بعض الأعياد اليهودية على مدى العقد الماضي لم يفتح فيها باب الاقتحامات من أساسه، إذ كانت شرطة الاحتلال تخشى فتح باب الاقتحام في الأعياد اليهودية التي تتقاطع مع الأعياد الإسلامية حتى يوم ٢٨ رمضان صيف عام ٢٠١٩، واقتحام الأضحى في ١١-٨-٢٠١٩.
هذا التراجع الكبير عائد لإجراءات تقييد الحركة التي فرضتها الحكومة الصهيونية تحت اسم مكافحة كورونا، وهو مصدر جدل كبير داخل جماعات المعبد، ويتوقع أن تحاول تلك الجماعات الاستجابة له بأحد اتجاهين:
الأول: المطالبة باستثناءات من القيود للمتطرفين الذين يريدون اقتحام الأقصى، والسماح بتنقلهم لمسافات بعيدة، أو محاولة الدعوة إلى تلك الاقتحامات باعتبارها “تظاهرات” واللعب على وتر “الحق في التظاهر السلمي” في الأقصى، وقد وجه اتحاد منظمات المعبد إخطاراً فعلياً إلى شرطة الاحتلال في القدس بنية “تنظيم تظاهرات” في الأقصى طوال الأيام المقبلة وحتى عيد الغفران يوم الإثنين ٢٨-٩. العائق الحقيقي أمامها هو خلاف المصالح النادر بينها وبين نتنياهو الذي يريد الاستمرار في القيود للحد من التظاهرات ضده.
الثاني: أن تحاول معاودة الضغط لإغلاق الأقصى في وجه المسلمين من جديد، في حال استمر عجزها عن استقطاب عدد كافٍ من المقتحمين وعن فرض طقوسٍ جديدة في الأقصى وعلى رأسها النفخ في البوق، للتعويض بإقفال الأقصى أمام خصمها ما دامت عاجزة عن تحقيق أهدافها في موسم الأعياد اليهودية الحالي.