56 سنة على النكسة.. هل تغير واقع العرب؟

56 سنة على النكسة.. هل تغير واقع العرب؟

أكد خبيران فلسطينيان على أن حال الأمة العربية في الوقت الحالي لا يختلف كثيرا عما كانت عليه إبان هزيمة عام 1967، مشدديْن على أن “الشعب الفلسطيني بدأ مشروع التحرر بعدما اعتمد على سواعد أبنائه”.

وفي الخامس من حزيران عام 1967، تمكنت دولة الاحتلال من هزيمة ستة جيوش عربية في حرب سريعة، لتكمل احتلال بقية الأراضي الفلسطينية، فيما عرف باسم “النكسة” آنذاك.

وقال رئيس دائرة اللاجئين واللجان الشعبية في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، محمد المدهون: “النكسة واغتصاب ما تبقى من فلسطين مشروع استيطان غربي، رأس حربته المشروع الصهيوني، هدفه حماية امبراطوريات الغرب، التي ترى أن المنطقة العربية يتوفر لها مقومات التراث في التاريخ والجغرافيا والدين واللغة، وأن نهضتها ووحدتها ستشكل تهديداً استراتيجياً لإمبراطوريات الغرب، فكان القرار بزراعة جسم غريب”.

وأضاف المدهون لـ “قدس برس”: “الكيان الاحتلالي مشروع إحلالي، ويصاحَبَ تلك المرحلة ضعف في جسد الأمة في شتى النواحي، سمح للإمبراطورية الغربية أن تنفذ مشروعها.”

وشدد على أن عناصر الهزيمة في النكسة “تجلت بأبعادها كافة، لينتقل الشعب الفلسطيني من نكبة إلى نكسة، منصرفاً عن مقومات النصر عبر تشتت الانتماءات”.

وأشار إلى ان الجهالة العقدية والفكرية والسياسية، سيطرت في تلك الفترة، والتسليم للأجنبي، والقتال إلى جانب العدو ضد الأخ والصديق، فكانت النكسة التي ينبغي محوها.

وأكد على ضرورة بناء أجيال جديدة، تملك مقومات محو المرحلة ومشروعها لإحلالي، وذلك باعتماد “فلسطين وقضيتها، مركزية الصراع الكوني”.

وقال المدهون: إن “الفرق بين الهزيمة والانتصار شاسع، وإذا كانت النكسة المعلم الأبرز للهزيمة والاندحار والتراجع العربي، فإنها كذلك بداية لعودة الوعي لتكون الانتفاضة (انتفاضة الحجارة 1978-1994) أول مؤشرات بداية الانتصار، على طريق العودة بعد اللجوء وبعد الهزيمة”.

وأضاف: “أشعل الشعب الفلسطيني انتفاضته الأولى بعد عقود من النكسة، ليكتب برأس الصفحة الأولى ملامح لصورة الانتصار، وليغرس فسيلة الحرية، بعد أن بدأ يستعيد وعيه بالسعي لامتلاك مقومات الانتصار بالعودة إلى الانتماء، ولينشأ جيل الوعي بالأرض والهوية؛ مع الاستعداد الكافي للتضحية، رغم شح الإمكانات، وقلة الموارد وضعف ذات اليد، وتخلي القريب وجفوة البعيد”.

 وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني عزز بعد ذلك بانتفاضته الثانية (انتفاضة الأقصى 2000) الأدق تنظيماً، وأكثر إيلاماً للاحتلال وإدماءً له، والأعظم تضحيةً وعطاءً من جانب شعب الشهادة، الذي قدم عبر هذه الانتفاضة خيرة قادته شهداء على مذبح الحرية.

ولفت المدهون إلى أن الشعب الفلسطيني “حقق عبر انتفاضة الأقصى الاندحار الأول للمشروع الصهيوني عن جزءٍ عزيزٍ من أرضه الغالية؛ التي احتلت في النكسة والتي يمكن أن يقيم عليها الدولة بعيداً عن اشتراطات الاحتلال، وسعياً لتحرير أرض إضافية مع بقاء الصراع مفتوحاً؛ لتقول فيه أجيال اللجوء والنكبة والنكسة كلمتها الأخيرة”.

وأوضح: “يقف شعب اللجوء اليوم على أبواب انتفاضته الثالثة، مواصلاً التشبث بحلم العودة، بعد أن خاض في الأيام القلائل الأخيرة ملحمة (سيف القدس 2021) وما أحيته من حلم عودة لم يعد بعيدا”.

وتابع: “النكسة وذكراها ضوء أحمر يشتعل في مطلع حزيران/ يونيو من كل عام، ليتذكر شعب القدس واللجوء ما لم ينسه، ويحيي ما لم يمته، ويعيش مجدداً على أمل التحرير العودة، ويعزف على أنغام الذكرى لحن العودة، ليرهف العالم سمعه إلى الشعب الوحيد اللاجئ في القرن الـ21 في لجوء وتشرد وحرمان”.

وشدد على أن “المشروع التحريري الفلسطيني لم يستطع إلى الآن هزيمة المشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية، لما يملكه المشروع الصهيوني من إمداد وعون، ولكنه شرف عظيم أن يمتلك المشروع الفلسطيني، الذي يعيش على حلم التحرير” لافتاً إلى قدرته على “الصمود ومشاغلة المشروع الصهيوني وإدمائه، والحكم عليه بالتراجع على صعيد الأرض والإنسان”.

ومن جهته، أكد الباحث في شؤون اللاجئين، ناهض زقوت، أن 56 سنة من النكسة لم تفت من عضد الشعب الفلسطيني، ولكن الأمة العربية ما زالت على حالها، بل في تراجع كبير.

وقال زقوت لـ”قدس برس”: “بعد كل هذه السنوات من نكسة الشعب الفلسطيني، ما زال العرب يعيشون الهزيمة والانكسار”.

وأضاف: “العرب بعد 56 سنة من النكسة، زاد تقربهم من دولة الاحتلال، حتى أصبحت كأنها جزء من نسيج المجتمع العربي”.

وأعرب عن أسفه من إقامة علاقات تطبيع، ومصالح مشتركة بين دولة الاحتلال ودول عربية، على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته.

وأشار إلى أن “الشعب الفلسطيني رغم كل ما تعرض له من المحن والمؤامرات الأصدقاء والاعداء؛ ما زال صامدا متحديا الاحتلال” مضيفاً “صمود الشعب الفلسطيني وأجياله نابع من كونه صاحب قضية، يسعى من خلالها إلى إثبات حقه بوطن مثل كل شعوب الأرض”.

وتمر اليوم الذكرى الـ56 على نكسة الخامس من يونيو/حزيران 1967، عندما شنت “إسرائيل” حربا على ثلاثة دول عربية، هي سوريا ومصر والأردن، دامت ستة أيام، وهزمت فيها الجيوش العربية.

كان من نتائج هذه الحرب خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي، واحتلال الضفة الغربية، والشطر الشرقي من مدينة القدس، وقطاع غزّة، والجولان السوري، وصحراء سيناء المصرية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: