خبير عسكري لـ”البوصلة”: طالما الأيدي الصهيونية تعبث بالسودان لن يكون بخير

خبير عسكري لـ”البوصلة”: طالما الأيدي الصهيونية تعبث بالسودان لن يكون بخير

عمّان – البوصلة

عبّر الخبير العسكري الدكتور قاصد محمود في تصريحاته إلى “البوصلة” عن أسفه الشديد لمجريات الأحداث في السودان وما آلت إليه الأمور اليوم، محذرًا في الوقت ذاته من أن السودان لن يكون بخير طالما الأيدي الصهيونية تعبث به بالتعاون مع أيدٍ أمريكية وغربية وعربية.

وقال الدكتور قاصد محمود إن جميع الخيارات المطروحة في السودان اليوم لا تبشر بخير، موضحًا بأن السودان مبتلى بخليط سيء في الحكم سيقود المشهد نحو مزيد من التأخر والتأزيم خلال الأيام المقبلة.

وعبر عن تحفظه لوصف ما يجري بالسودان بالانقلاب مؤكدًا أن الوصف الحقيقي والأخطر لما يجري في السودان اليوم هو “الصراع العلماني الإسلامي”.

ونوه إلى أن السودان عاش كل أنواع الانقلابات العسكرية، موضحًا أن فكر الانقلاب العسكري له أكثر من وجه، فالوجه القبيح يقبع خلفه الاستبداد والعسكر والقمع وتقييد الحريات وتأخر البلد وإعاقة تقدم البلد على كافة الصعد،

أما الوجه الآخر للانقلاب بحسب قاصد محمود بأن يكون هو الحل الأخير بعد وصول البلاد لحالة انهيار كامل باعتبار الجيوش هي صف الدفاع الأخير عن أي دولة وأي وطن وإنقاذه.

وحذر الخبير العسكري من أن السودان دولة مستهدفة من الخارج، ومعظم الانقلابات كانت تحصل على خلفية الوصول لفشل سياسي واضح، بدعم من أيادٍ خفية خارجية صهيونية وغربية وعربية لدعم مصالحها.

هل حقيقة ما جرى في السودان انقلاب؟

وأكد الدكتور قاصد محمود أن ما جرى في السودان من السابق لم يكن انقلابًا عسكريًا بل كان انقلابًا على نظام الدولة الإسلامي ويجب أن يكون هذا مفهومًا وواضحًا.

وشدد على أن ظهور نموذجين عسكريين على الشاشات الإعلامية بعد تنحي البشير لا يعني أن الجيش السوداني انقلب على نظام الحكم.

وأوضح أن حميدتي الذي قاد الانقلاب بدعم خارجي مستغلا ظروفًا محددة تمر بها السودان، فيما وظف الشيوعيون واليساريون واللادينيون على أنهم من يعبر عن المدنيين في السودان، مستدركًا بالقول: أما الانقلاب لم يكن انقلابًا عسكريًا على السياسة بل انقلاب على نظام الدولة الإسلامي.

وتابع بالقول ما يجري في الساحة السودانية اليوم صراع بين فكرين؛ فالنموذج الحالي بقيادة حمدوك حاولوا بالتعاون مع جزء من العسكر ممثلين بالبرهان وحميدتي أن يقودوا المشهد في السودان معتقدين أن الأمور ستسير على ما يرام، لكن مع الزمن ثبت فشل هذا النموذج وواضح أن البرهان يريد أن يعود لقواعده العسكرية ويحاول توظيف البعد العسكري بعد أن نضجت الأمور وأصبحت أكثر وضوحًا.

أيدي صهيونية عابثة

وحذر الدكتور قاصد محمود من أن الأيدي الخارجية الصهيونية والأمريكية وبعض الأيدي العربية هي التي تطور الأمور في السودان في الاتجاه الذي يخدم مصالحها.

وشدد على أن هؤلاء يهدفون إلى إخراج السودان بالكامل من دائرة الإسلام والحكم الإسلامي نهائيًا إلى الحكم العسكري أولاً.

أما الهدف الثاني لهم بحسب محمود فهو ترويض السودان تدريجيا وإدخاله إلى مربع التطبيع الذي كان معروضًا دائما من الدول الغربية وأمريكا بأن يأخذ السودان ما يريده مقابل التطبيع مع “إسرائيل”.

وشدد محمود على أن الفكر المطروح اليوم داخليًا لن يقبله السودانيون، ففكر حمدوك والشيوعيين واليساريين وهؤلاء مرفوضون شعبيا، لكنهم استغلوا بعض الأخطاء في النظام السابق الذي كان خليطا من نظام إسلامي سياسي عسكري، وعبر الاستهداف الخارجي استطاعوا تأليب الشعب السوداني للنزول للشارع وإسقاط البشير.

وتابع بالقول: صحيح أن الخرطوم فيها حضورٌ لأنصار هؤلاء لكن باقي المدن السودانية وحتى في الخرطوم يرفضون هذا الفطر مطلقًا، محذرًا من أن الصدام الأخطر في السودان اليوم هو الصدام العلماني الإسلامي.

ونوه إلى أن الخلافات العليا بين البرهان وحمدوك وغيرهم قد يوظف الجيش للوصول إلى شيء معين، منوهًا إلى أن البرهان يغطي بنفسه في الجيش لأنه لا يريد تسليم المدنيين السلطة.

ولكن الدكتور قاصد محمود حذر من أن تسليم السلطة لهؤلاء وما يحملونه من فكر وأيديلوجيا يرفضها الشعب السوداني من شأنه أن يطور حربًا أهلية على الأرجح، ولن تمضي البلاد للأمام، فيما إذا انقلب العسكر واستولوا على الحكم ستحدث أزمة خارجية على الغالب.

وختم الخبير العسكري بالقول: إن الخيارات جميعها ليست مبشرة طالما السودان مبتلى بأطراف أسوأ من بعضها البعض، لكن السودانيين لديهم من الفكر والنضج والعقل الكثير، وهم بحاجة لبعض الوقت للخروج من هذه الأزمة، وطالما الأيدي الصهيونية تعبث بالسودان لن يكون السودان بخير.

البرهان يعلن حالة الطوارئ ويحل مجلس السيادة والحكومة

يذكر أن رئيس المرحلة الانتقالية في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أعلن اليوم الاثنين، حلّ مجلس السيادة والحكومة برئاسة عبدالله حمدوك، الذي أعتُقل فجراً مع عدد من الوزراء والسياسيين.

وأشار البرهان، في بيان متلفز، إلى وجود “انقسامات تنذر بخطر وشيك يهدد أمن الوطن”، وقال إن “القوات المسلحة ستتولى إكمال المرحلة الانتقالية، إلى حين تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة”.

وأضاف أنه سيتم تشكيل “حكومة كفاءات” تحل محل حكومة حمدوك.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: