الأزمة السعودية اللبنانية تتصاعد.. خبير صراعات دولية لـ”البوصلة”: لن تكون سحابة صيف عابرة

الأزمة السعودية اللبنانية تتصاعد.. خبير صراعات دولية لـ”البوصلة”: لن تكون سحابة صيف عابرة

عمّان – البوصلة

ألقت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بحق السعودية بظلالٍ ثقيلة على المشهد اللبناني الذي يئن تحت وطأة أزمة سياسية واقتصادية خانقة، لتعيد مشهد الخلافات العربية البينية للسطح مرة أخرى بعد طرد السعودية والبحرين والكويت لسفراء لبنان، لتفتح بذلك صفحة أخرى من صفحات قطيعة الأشقاء العرب لبعضهم البعض.

وفي سياق قراءته لتفاصيل المشهد السعودي اللبناني المتأزم اليوم، أكد الخبير وأستاذ الصراعات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني في تصريحاته لـ”البوصلة” أن الأزمة بين السعودية ولبنان على خلفية تصريحات وزير إعلام الأخيرة جورج قرداحي لن تكون سحابة صيفٍ عابرة، لا سيما وأنّ الخلافات السعودية متجذرة منذ زمن مع “مراكز القوى” في لبنان.

وقال الدكتور حسن المومني إنّ قناعات السعودية في الاعتماد على المكون السنّي بلبنان تراجعت، مشيرًا إلى أن السعودية اليوم أصبحت أكثر ميلا لسمير جعجع منها إلى نجيب ميقاتي.

وعبّر المومني عن أسفه من أنّ أمد الأزمة سيمتد بسبب ارتباطه العميق مع المحور الإيراني ممثلاً بحزب الله، وعجز الحكومة اللبنانية عن “فك ارتهانها” لحزب الله، مشددًا في الوقت ذاته على أن الأزمة الحقيقية لم تسببها تصريحات “قرداحي” بقدر ما هي امتداد لاستمرار الأزمة والصراع بين السعودية وإيران وحلفائها في لبنان.

وأشار خبير الصراعات الدولية إلى أن بيان الجامعة العربية الذي حمّل لبنان مسؤولية الأزمة الحالية من شأنه أن يزيد الضغوط على بيروت اليوم سعيًا نحو تقديم اعتذار وتصحيح المسار في العلاقة مع السعودية وتجنيب لبنان مزيد من الأزمات الخانقة التي هو في غنى عنها.

وحذر المومني من خطورة استمرار هذه الأزمة وتداعياتها السلبية على اللبنان الذي يعاني من حالة فشل سياسي واقتصادي، معبرًا عن أسفه لا سيما وأن تصريحات قرداحي ربما تكون “القشة” التي ستقصم ظهر المشهد اللبناني المحتقن.

السعودية تستدعي سفيرها في لبنان وتطلب مغادرة السفير اللبناني لديها

وأعلنت الحكومة السعودية الجمعة استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور ومغادرة السفير اللبناني لدى السعودية خلال الـ (48) ساعة القادمة.

ووفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإنه ولأهمية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمن السعودية وشعبها، فقد تقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف وحرصاً على سلامة المواطنين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان فإن حكومة السعودية تؤكد على ما سبق أن صدر بخصوص منع سفر مواطنيها إلى لبنان.

الأزمة تتصاعد

من جانبها أعربت جامعة الدول العربية عن قلق أمينها العام أحمد أبو الغيط، إزاء تدهور العلاقات بين لبنان ودول الخليج، مبدية ثقته بقدرة قيادة لبنان على اتخاذ ما يلزم من الخطوات لوضع حد للأزمة.

وفي تصاعد للأزمة طلبت البحرين من السفير اللبناني لديها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة، حسبما أفاد بيان نشرته وكالة أنباء البحرين (بنا).

وقال البيان الذي صدر ليل الجمعة، إن القرار جاء “على خلفية سلسلة التصريحات والمواقف المرفوضة والمسيئة التي صدرت عن مسؤولين لبنانيين في الآونة الأخيرة”.

وأوضحت وزارة الخارجية البحرينية أن “هذا القرار لا يمس الأشقاء اللبنانيين المقيمين في المملكة”.

كما استدعت الكويت سفيرها في لبنان وطلبت مغادرة القائم بأعمال السفارة اللبنانية لديها.

وناشدئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الجمعة، القادة العرب العمل والمساعدة على تجاوز هذه الأزمة “من أجل الحفاظ على التماسك العربي في هذه الظروف الدقيقة” وأشار إلى أن الحكومة مستمرة “في إجراء الاتصالات لمعالجة الأزمة وتداعياتها”.

وطلب ميقاتي من قرداحي، خلال اتصال هاتفي، تقدير المصلحة الوطنية و”اتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية”، وفق بيان لرئاسة الحكومة.

وكان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي اعتبر خلال مقابلة تلفزيونية الاثنين (سُجلت في أغسطس/ آب الماضي) أن الحوثيين في اليمن “يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات”.

مطالبات باستقالة قرداحي

ودعت مجموعة من رؤساء وزراء لبنان السابقين، اليوم السبت، وزير الإعلام جورج قرداحي للاستقالة بعد أن أثارت تصريحاته خلافا دبلوماسيا واسعا مع السعودية.

وفي بيان لهم، قال رؤساء الحكومة السابقين، فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام، إن “آراء قرداحي ضربة للعلاقات الأخوية والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية، وتحديدا مع دول مجلس التعاون الخليجي”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: