رئيس جمعية الطبيب العام: لا داعي للخوف من “أوميكرون” لكن بشرط

رئيس جمعية الطبيب العام: لا داعي للخوف من “أوميكرون” لكن بشرط

عمّان – خاص – البوصلة

أكد رئيس جمعية الطبيب العام في الأردن الدكتور محمود هاشم في تصريحاتٍ لـ”البوصلة” أنه لا داعي للخوف وإثارة الهلع بين الناس من المتحور الجديد “أوميكرون”، منوهًا إلى أنّه لم يسجل حتى اللحظة بحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية أي وفيات منسوبة له، ولم يثبت أنّه أشد خطورة أو أكثر شراسة من المتحورات السابقة لفيروس كورونا.

لكن الدكتور محمود هاشم شدد في الوقت ذاته على ضرورة عدم التساهل بإجراءات السلامة والحفاظ على الصحة العامّة، مطالبًا الجهات المختصة بتشديد الرقابة على الالتزام بارتداء الكمّامات والتباعد الجسدي بين المواطنين خاصة في الأماكن العامّة، وتشجيع المزيد من المواطنين لتلقي لقاحات كورونا وخاصة الجرعة المعززة فهي بالغة الأهمية.

هل المتحور الجديد بالغ الخطورة؟

ونوه إلى أن “المتحور الجديد أوميكرون” الذي بدأ يتفشى في العالم بشكل متسارع، اكتشفت أول حالة له في جنوب إفريقيا، ثم انتشر لبلجيكا وهولندا وألمانيا ومن ثم لأمريكا وبعدها لمعظم الدول الأوروبية الأخرى.

وقال هاشم: “لكن حتى اللحظة الحمد لله لم يسجل أية حالة في الأردن بالمتحور الجديد، بحسب ما تعلن لجنة الأوبئة بشكلٍ مستمر”.

وأكد أنه وعلى الرغم من انتشار “أوميكرون” بشكلٍ متسارع، إلا أنه لم يسجل حتى اللحظة له أي أوضاع صحية خطيرة وهل هو حقًا كما يوصف بأنه خطير.

وأشار الدكتور محمود هاشم إلى أنه “حتى اللحظة، فإن مسؤولي الصحة في جنوب إفريقيا يؤكدون أن الحالات رغم ازديادها لكنها لم تسجل حالات خطرة جدًا، وأعراضها من خفيفة إلى متوسطة: إعياء عام وتعب في كافة أنحاء الجسم وخاصة في العضلات والعظام في بعض الأحيان، سعال جاف لكن ليس هناك حالات وفاة سجلت لغاية اللحظة في جنوب إفريقيا وفي معظم الدول تنسب إلى هذا المتحور الجديد”، منوهًا بالقول: “مبدئيًا، هذا شيء مطمئن لغاية اللحظة”.

وأوضح أن “هذا المتحور يصيب الشباب من 20 إلى 30 سنة لكن مناعتهم قوية ويستطيعون مقاومته”، مؤكدًا أن “المتحورات في جائحة كورونا كثيرة وليس هذا المتحور الوحيد، ورغم كل المخاوف والتحذيرات من المتحورات السابقة لكنّها عدت وذهبت وكان عدد الوفيات بها قليلًا”، معبرًا عن أمله بأنّ “هذا المتحور الجديد إن شاء الله ستتم السيطرة عليه”.

ماذا نفعل لمواجهة أيّ انتشار لمتحور “أوميكرون”؟

وفي إجابته على السؤال السابق، قال الدكتور محمود هاشم: “عندما نتحدث بواقعية سواء هذا المتحور أوميكرون وجميع المتحورات الأخرى، ماذا يمكن أن نفعل تجاهها في العالم كله وليس الأردن فقط، فإن سبل الوقاية وسبل تقليل انتشار الوباء وتخفيف حدة إصابته والتقليل من حالات الوفاة، تتمثل في أهم شيء الالتزام بالمطاعيم وزيادة أعداد متلقي المطاعيم ضد كورونا في شتى الأحوال”.

وحذر من نشر فكرة خاطئة بأن “المطاعيم الموجودة غير مفيدة لعلاج متحورات كورونا”، مشددًا على أن “هذا كلام غير صحيح، فعلى الأقل المطعوم يخفف من حدة الإصابة وعلى الأقل يخفف من أعداد الوفيات وهذا أمر مهم جدًا”.

وأكد أن “نشر المطاعيم مهم، إجراء الفحص الدوري والمستمر للكشف عن هذا الوباء والمصابين به، فمن الضروري جدًا أن نعمل فحوصات متكررة حتى الإنسان المصاب يعزل نفسه في المنزل ولا ينشر المرض لغيره”.

وشدد هاشم على أهمية تجنّب أماكن الاكتظاظ، والحفاظ على التباعد، لأنه يزيد (كمية حشد الفيروس في مكان واحد)، مشيرًا إلى أنه لو وضعنا خمسة أشخاص مصابين بالفيروس مع جمعٍ كبيرٍ من الناس في مكان واحد فستكون كمية الفيروسات وتكتلها في المكان عالية جدًا، الأمر الذي من شأنه أن يسبب إصابة لأغلب الموجودين، بينما إذا وفرنا مساحات واسعة وتهوية جيدة والتباعد موجود وتهوية الغرف في البيت والمكاتب وأماكن العمل، مهم جدًا لأنه يخفف من كمية (حشد الفيروس في المكان ذاته)، ويخفف من عدد الإصابات.

وفي الوقت ذاته حذر الدكتور محمود هاشم من أننا في الأردن بوضع متقدم بالنسبة لعدد الإصابات على المستوى العربي والعالمي ونسبة الانتشار كبيرة لفيروس كورونا، على الرغم من أننا لسنا في مرحلة “خطورة كبيرة”، محذرًا من أن عدم الالتزام في الفترة الأخيرة كان ظاهرًا سواء في الحشود والأماكن العامة وفي وسائل النقل العام والمحلات يوجد الكثير من الناس المستهرتين وهذا من أسباب انتشار الفيروس.

وقال الدكتور محمود هاشم: “التباعد مهم جدًا، ولبس الكمّامة مهم جدًا، وتلقي المطاعيم مهم جدًا حتى الجرعة المعززة الثالثة يجب تلقيها، لمواجهة أي انتشار لمتحورات جديدة من كورونا”.

ونوه إلى أنه على الرغم من صحة القول بأن المطاعيم قد لا تخفف مائة بالمائة، ولكن يجب علينا أن لا نستهين بها فإنها تخفف من حدة الإصابة وتخفف من عدد الوفيات وهذا هو الهدف.

وأضاف أن “من يصاب بكورونا وتكون الأعراض خفيفة صداع في الرأس وبعض الآلام في الجسم ليوم أو يومين، ومعدل الوفيات يقل كثيرًا، ليصبح مثله مثل أي فيروس موسمي كنا نصاب به فإن هذا الأمر مهم للغاية”.

نصيحة للمجتمع والمسؤولين

ووجه نصيحة للمجتمع الأردني بالقول: “الرجاء الإلتزام بإجراءات الصحة والسلامة العامّة، وعدم الاستهتار ولا نخاف من المتحور الجديد فلم يسجل بعد أي وفاة تنسب لهذا المتحور، كباقي المتحورات، ولكن سبل الوقاية هي أهم شيء وربنا يحمي وطنا الأردن وجميع الناس في هذا العالم من كل سوء”.

كما قدم الدكتور محمود هاشم في تصريحاته لـ “البوصلة” مجموعة من التوصيات للمسؤولين عن الصحة العامة في الأردن وخاصة في لجنة الأوبئة، مؤكدًا على ضرورة “التشديد على مراقبة لبس الكمامة في الأماكن العامة والمؤسسات والحفاظ على التباعد الجسدي وإجراء فحص كورونا للموظفين في كافة المؤسسات والدوائر، ومن يشتبه بإصابته لا يعود لدوامه إلا بنتيجة فحص كورونا فهذا مهم جدًا”.

وقال هاشم: “توصياتي للمسؤولين وهم على دراية ويعملون بطريقة رائعة ولديهم خبرة كبيرة جدًا في لجنة الأوبئة فنشدد على التفتيش على الكمّامات وزيادة الوعي لدى المواطنين من خلال السوشيال ميديا والإعلام المحلي، وتنبيه الناس إلى أنّ الموقف سيكون خطيرًا جدًا إذا لم نكن متنبهين، وفي حال الإلتزام ستكون الأمور أسهل على الجميع ولن نلجأ إلى الإغلاقات إذا التزم الجميع بإجراءات السلامة العامة من كمامات وتباعد، والتركيز على أهمية نشر الثقافة التوعوية من خلال الدولة والمؤسسات الكبرى بكل السبل المتاحة”.

وختم بالتأكيد على أن اللجوء إلى الإغلاقات مرة أخرى لمواجهة انتشار فيروس كورونا أمرٌ ليس له داعٍ، مستدركًا: “ولكن التشديد على الكمّامات والتباعد وعزل المرضى والتشديد على إجراءات السلامة والوقاية العامة أمرٌ بالغ الأهمية ولا بد منه”.

الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن ظهور متحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون يمثّل خطرا “مرتفعا للغاية” على مستوى العالم، لكنها شددت على أن معدل انتقال العدوى به ومدى خطورته لم يتضحا بعد.

وقالت المنظمة، في مذكرة تقنية الإثنين، إنه “إذا أدى أوميكرون إلى انتشار حاد آخر لكوفيد-19، فستكون العواقب وخيمة”، رغم تأكيدها أنه “حتى الآن، لم تسجّل أي وفيات مرتبطة بالمتحور أوميكرون”.

وشددت المنظمة على أن أوميكرون الذي رصدت أول حالات الإصابة به في جنوب أفريقيا “مختلف بدرجة كبيرة حيث يحتوي على عدد مرتفع من النسخ… بعضها مقلق وقد يكون مرتبطا باحتمال الهروب المناعي وزيادة انتقال العدوى”.

وقد دق تيدروس أدهانوم غبريسوس، مدير عام المنظمة، ناقوس الخطر في مستهل اجتماع لوزراء الصحة في مجموعة الدول السبع والذي من المتوقع أن يُطلق مفاوضات حول اتفاق دولي يتعلق بمنع حدوث أوبئة في المستقبل.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: