تشكيك أردني بنتائج مركز الدراسات الاستراتيجية حول العلاقة مع “إسرائيل”

تشكيك أردني بنتائج مركز الدراسات الاستراتيجية حول العلاقة مع “إسرائيل”

البوصلة – محمد سعد

“53% من الأردنيين يعتقدون أن مصلحة الأردن بالحفاظ على الحد الأدنى من العلاقة مع إسرائيل”، حسب استطلاع رأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية،حول السياسات الخارجية، نتيجة أثارت ردود فعل غاضبة ومشككة من شخصيات ومنظمات أردنية .

ومن أبرز نتائج الاستطلاع التي أثارت شكوك الغاضبين أشارت إلى ما يلي:

“53% من الأردنيين يعتقدون أن مصلحة الأردن بالحفاظ على الحد الأدنى من العلاقة مع إسرائيل”.
“اعتبر الأردنيون أن إسرائيل هي الأكثر تهديداً للوطن العربي (46%)”.
“يرى الأردنيون أن إسرائيل هي الأكثر تهديداً للأمن الوطني الأردني، حيث يعتقد (32%) من الأردنيين بذلك”.
“يعتقد 48% من الأردنيين أن إسرائيل هي الأكثر مسؤولية عن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط”.

ورصدت “البوصلة” بعض الردود لنشطاء وإعلاميين وحراكات مدنية:

من جهته أكد تجمع “اتحرّك” لدعم المقاومة ومناهضة التعذيب، أن نتائج الاستطلاع وتحديدا ما تعلّق منه بالعلاقة مع الكيان الصهيوني، لا تمت للواقع بصلة.

وعبّر تجمع اتحرّك لمجابهة التطبيع عن استهجانه واستيائه، من النتائج التي أطلقها مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للجامعة الأردنية، لافتا في ذات السياق إلى عدم اشارة الاستطلاع ونتائجه إلى كون “اسرائيل” هي كيان يحتلّ أراضينا الفلسطينية.

وقال التجمّع: “إن انخفاض النسب التي عبّرت عن الحالة العدائية النسبية للكيان الصهيوني، بعيدة كل البعد عن الواقع، ولا تمس له بأي صلة، وهذا مثار للشك، ويضرب أصول الموضوعية والمهنية التي لطالما تمتع بها هذا المركز، كذلك فإن الأجوبة من الأساس جاءت نتيجة لأسئلة أراد من خلالها القائمون على الاستطلاع العمل على تخفيض حالة العداء والمزاج العام والموقف الشعبي بأغلبيته الساحقة الذي يرفض تلك العلاقات من الأساس”.

واعتبر التجمع “أن الدراسة والاسئلة التي طُرحت على “العينة” تحابي السياسة الرسمية أكثر من كونها دراسة محايدة تعبر عن موقف الشعب الأردني، فالتعامل مع العلاقات على أنها قائمة والاسئلة حول العلاقة مع الكيان الصهيوني من منطلق الحفاظ على الحد الأدنى أو الأعلى منها، هذا لوحده يعني قبول تلك العلاقات، وهذا ليس صحيحًا من الأساس، فالعلاقات كلها مرفوضة ولطالما عبّر الشعب الأردني عن رفضها”.

وطالب التجمّع مركز الدراسات الاستراتيجية بسحب نتائج الاستطلاع فيما يخص العلاقة مع العدو، وأن يعمل على اعداد استطلاع يُبني على أساس قبول العلاقات معه أو رفضها.

وقال الكاتب الصحفي ماهر أبو طير في مقالته المنشورة أمس بصحيفة الغد، “هذه نتائج غريبة حقا، وانا لا أشكك هنا بنزاهتها وصدقيتها، لكنها لافتة للانتباه حقا، وقد لا تكون دقيقة، أو انها ترتبط بطبيعة من تم استطلاع رأيهم فقط، وهذا ليس مؤشرا كافيا في كل الأحوال.”

ويوضح ابو طير حول سبب رفضه لنتائج الاستطلاع، قائلا، ” السبب في ذلك أن الاستطلاع يبرق برسالة مشوشة حول وجود تحولات في الرأي العام الأردني، حين يرى فقط 48 بالمائة من الأردنيين، ان العلاقة مع اسرائيل بالجيدة، برغم المهددات والاخطار الاستراتيجية، وكأن الاستطلاع يقول هنا أن نصف الأردنيين لا يرون في إسرائيل عدوا، وهذا تحول خطير، مثلما ان الأخطر هو الاشارة إلى أن 53 بالمائة يعتقدون أن من مصلحة الأردن المحافظة على الحد الأدنى من العلاقة مع إسرائيل، وكأنه يقال هنا أن أكثر من نصف الأردنيين يرحبون بالعلاقات مع إسرائيل ويريدون تطوير العلاقات في خط معاكس لكل دعوات مقاومة التطبيع، والكلام عن أن الشعب الأردني معاد بطبيعته لاسرائيل، على مدى العقود الماضية.”


من جهته قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية زيد عيادات، إنه سيكون هناك استطلاع شهري يتصل بمعرفة واهتمام ورضا الأردنيين عن السياسة الخارجية الأردنية ويقوم بها المركز.

وحول نتائج الاستطلاع التي اثارت الجدل، قال عيادات في تصريح صحيفية: “بعض نتائج الاستطلاع مفزعة، وبعضها محير (…) “.

وتابع عيادات في تحليله للنتائج: “حاولت الكثير من مؤسسات الدراسات والصحافة العالمية أن ترسخ بأذهان العرب والأردنيين منهم أن القضية الفلسطينية احتلت موقعا متخلفا ومتراجعا في درجة اهتمام المواطنين العرب والأردنيين بسبب أحداث الربيع العربي وما أحدثته من أزمات في الواقع العربي، وبسبب التحولات الجيوستراتيحية التي طالت منطقة الشرق الأوسط ، النتيجة اليوم تقول، إن القضية الفلسطينية عند غالبية الأردنيين بلا استثناء تشكل القضية المركزية والأولوية الأولى التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وعلى العالم أن يصرف جهودا كافية من أجل إيجاد حل لهذه القضية الفلسطينية “.

وتاليا نصّ نتائج الاستطلاع الذي نشره مركز الدراسات الاستراتيجية:

مقدمة:

ضمن سلسلة نبض الشارع الأردني-المؤشر الأردني التي يجريها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، والتي تتضمن قياس آراء الشارع الأردني ومعرفتهم واطلاعهم على القضايا المستجدة التي تجري في الأردن والمنطقة. قام المركز بتنفيذ استطلاع “السياسية الخارجية الأردنية والعلاقات الدولية” والذي يعد الأول والاشمل لقياس معرفة المواطنين الأردنيين بالسياسة الخارجية الأردنية ومدى اطلاعهم ورضاهم عنها.

تم تنفيذ الاستطلاع خلال الفترة 15-22/2/2022 على عينة وطنية ممثلة وشاملة لكافة المحافظات والاقاليم والفئات العمرية والتعليمية.

حيث هدفت الدراسة الى:

قضايا الشرق الاوسط
العلاقات الأردنية الاقتصادية
السياسة الخارجية الأردنية: المتابعة، المعرفة، تقييم الاداء
الأردن ودول العالم
العلاقات الأردنية الاسرائيلية
العلاقات الأردنية الامريكية
قضايا الشرق الاوسط

الأردنيون غير مهتمين بالسياسة، ويهتم بها فقط (25%)، وثلث (33%) المهتمين يتابعون أخبارها المتعلقة بالأردن.
الغالبية العظمى من الأردنيين (77%) تعتبر القضية الفلسطينية هي أهم مشكلة سياسية يواجهها الشرق الأوسط وتحتاج الى حل، وفقط (12%) يعتقدون أن الأزمة السورية هي أهم مشكلة سياسية وبحاجة الى حل.
إسرائيل هي الدولة الأكثر تهديداً للوطن العربي (46%)، يليها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران (10%) لكل منهم.
إسرائيل هي الدولة الأكثر تهديداً للأمن الوطني الأردني، حيث يعتقد (32%) من الأردنيين بذلك، تليها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران (5%) لكل منهما.
إسرائيل هي الدولة الأكثر مسؤولية عن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، حيث يعتقد (48%) من الأردنيين بذلك، يليها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران (11%) و(10%) على التوالي.
العلاقات الأردنية الاقتصادية

السعودية هي الدولة العربية الأكبر دعماً اقتصاديا للأردن (37% من الأردنيين يعتقدون ذلك)، والولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة غير العربية الأكثر دعماً اقتصادياً للأردن يليها الامارات العربية المتحدة وقطر (11%) لكل منهما، وبريطانيا (6%).
السعودية هي الدولة المفضلة عند غالبية الأردنيين لبناء وتقوية العلاقات الاقتصادية معها في المستقبل، يليها: تركيا، وقطر، ومصر، والعراق، والامارات، وسورية.
السياسة الخارجية الأردنية: المتابعة، المعرفة، تقييم الاداء

الغالبية العظمى من الأردنيين (71%) لا يعرفون من هو وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني الحالي.
أكثر من نصف الأردنيين لا يعرفون فيما إذا كانوا راضيين أو غير راضيين عن السياسة الخارجية الأردنية وفقط (35%) من الأردنيين أعربوا عن رضاهم عن السياسة الخارجية الأردنية.
الغالبية العظمى من الأردنيين (86%) لا يعرفون من يصنع السياسة الخارجية في الأردن و(6%) يعتقدون أن سفراء الأردن في الخارج هم من يصنعونها.
غالبية الأردنيين (73%، 74%) يعتقدون أن وزارة الخارجية الأردنية والسفارات الأردنية في الخارج تقوم بعمل جيد في متابعة شؤون المغتربين الأردنيين في الخارج.
الأردن ودول العالم

بالنسبة للأردنيين، فإن السعودية هي من أبرز حلفاء الأردن في الإقليم، تليها قطر والامارات العربية المتحدة. وبالنسبة للأردنيين فإن السعودية هي الدولة الأكثر مشاركة للأردن في المصالح السياسية الخارجية، تليها مصر والامارات العربية المتحدة.
بالنسبة للأردنيين، فإن الولايات المتحدة الأمريكية هي أبرز حلفاء الأردن في العالم، تليها بريطانيا. وبالنسبة للأردنيين أيضاً فان الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة غير العربية التي يشاركها الأردن معظم مصالح السياسة الخارجية، تليها بريطانيا.
تركيا هي الدولة الأولى التي يرغب الأردنيون بتعميق التعاون معها في المستقبل (20%)، تليها الولايات المتحدة الأمريكية (11%)، ومن ثم السعودية (9%)، وقطر (5%)، والأمارات (4%).
أكثر من ثلث الأردنيين (39%) يصفون موقف الأردن “بالمحايد” تجاه الحرب في اليمن، والاعتداءات الحوثية المتكررة على السعودية والامارات والوضع في ايران.
نصف الاردنيين تقريباً (47%) يصفون موقف الأردن من الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي بأنه “منفعل”.
غالبية الأردنيين (81%) يدعمون قيام الأردن بدور فاعل في الجهود الإقليمية والعالمية في قضايا: الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والازمة السورية. بينما تدعم غالبية الأردنيين أن يلعب الأردن دوراً ثانوياً (حيادياً) في: الحرب في اليمن، الأزمة في السودان، التوتر الروسي-الاوكراني.
العلاقات الأردنية الاسرائيلية

نصف الأردنيين تقريباً (48%) يصفون العلاقات الأردنية-الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بالجيدة، وغالبية الأردنيين (53%) يعتقدون أن من مصلحة الأردن المحافظة على الحد الأدنى من العلاقة مع إسرائيل، بينما (81%) من الأردنيين يعارضون تطبيع العلاقة بين الدول العربية وإسرائيل.
نصف الأردنيين تقريباً (44%) يدعمون حل الدولتين في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي: دولة فلسطين الى جانب دولة إسرائيل على حدود 1967 لأنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويعتقد (42%) من الأردنيين أن هذا الحل هو الأكثر واقعية، بينما يعتقد (13%) أنه لن يكون هنالك حل على الاطلاق للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
العلاقات الأردنية الامريكية

رغم أن غالبية الأردنيين (81%) يعتقدون أن العلاقات الأردنية الأمريكية جيدة في المرحلة الحالية، الا أن (88%) من الأردنيين غير راضيين عن السياسة الامريكية تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي، و13%) من الأردنيين فقط يعتقدون أن الولايات المتحدة الامريكية جادة في إيجاد حل لهذا الصراع، ومع ذلك فإن (55%) من الأردنيين يدعمون تعزيز وتقوية العلاقات الأردنية الامريكية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: