العتوم تكشف لـ “البوصلة”: هكذا تم إزالة الشواهد الدينية والوطنية من المناهج

العتوم تكشف لـ “البوصلة”: هكذا تم إزالة الشواهد الدينية والوطنية من المناهج

عمان – رائد صبيح

كشفت النائب السابقة هدى العتوم في تصريحاتٍ لـ”البوصلة” تفاصيل دراسة جديدة أعدها مجموعة من الأكاديميين والمعلمين والمشرفين التربويين في سياق “الحملة الوطنية لحماية المناهج” التي سيتم الإعلان عن انطلاقتها قريبًا.

وحذرت العتوم من خطورة ما جرى من تغيير كبيرٍ على المناهج منذ العام 2015، خاصة وأنّ “نقطة التحول فيه” تمثلت بإزالة الشواهد الدينية والأخلاقية والقيمية واستئصالها “عن بكرة أبيها” على حد وصفها.

ليس هذا فحسب، بل تؤكد العتوم لـ”البوصلة” أنّ الخطر الأكبر يتمثل في إزالة أجزاء من السيرة النبوية تتعلق بغزوات النبي صلى الله عليه وسلم وحروبه مع اليهود؛ الأمر الذي يكشف عن نوايا الدولة وتوجهاتها المستقبلية فيما يتعلق بالتطبيع والعلاقة مع دولة الاحتلال.

طبيعة الدراسة واستهداف “الدين والقيم”

وقالت العتوم إنّ هذه الدراسة هي الرابعة وتأتي استكمالًا لثلاث دراسات سابقة منذ العام 2017 وحتى العام 2019، تقوم على دراسة واقع الكتب المدرسية والتغيرات الحاصلة عليها فيما يتعلق بالبعد الوطني والقيمي والديني والمواضيع الجديدة المستحدثة وعلى رأسها “الجندر”.

وكشفت العتوم أنّ الكتب الإنسانية اللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعيات بفروعها هي الأكثر تغيرًا واستهدافًا، فضلاً عن كتب الرياضيات والعلوم الجديدة، موضحة بالقول: بالتأكيد عندما نتحدث عن 8500 صفحة رياضيات وعلوم، نتحدث عن بنك هائل جدًا يمكن أن يتضمن العديد من القيم الدينية والوطنية والاجتماعية والسلوكية.

وأشارت إلى أنه تم دراسة منهج العلوم والرياضيات ولكن من منحى مدى وجود المعايير والشواهد فيها من قيم وأخلاق.

لماذا مناهج 2015؟

وأوضحت العتوم أن الدراسة قام بها مجموعة من المعلمين والمشرفين الأفاضل من الميدان وعلى تماس مباشر مع الكتاب المدرسي، وتضمّنت في أجزائها دراسة الكتب والمساقات الثلاثة تربية إسلامية، واللغة العربية، والاجتماعيات.

وتابعت بالقول أخذنا عينة واسعة من الكتاب المدرسي للفصل الدراسي الأول، وطابقناه مع ما كان في عام 2015، والجميع يتساءل لماذا 2015 وركزنا على هذا الأمر بالذات، وتتمثل نقطة التحول في مناهجنا جميعها كانت بعد ذلك العام، وتتمثل في نقطة التحول التي شهدت إزالة الشواهد الدينية والوطنية والقيمية.

وأشارت إلى أنه كان في تغيرات في الكتاب المدرسي حتى العام 2015 من حيث عدد صفحات الكتاب المدرسي والموضوعات المطروحة فيه وزخم المواد، وهذا كان يتم العمل عليه وتخفيفه، لكن ذلك العام بالتحديد كانت نقطة التحول في الإبقاء على محتوى الكتاب المدرسي مع إزالة الشواهد الدينية والوطنية والقيمية من الكتاب المدرسي.

وكشفت العتوم أن “نقطة التحول هذه كانت مرصودة في كل العالم العربي، وكان من أسبق من نشر في هذا الموضوع وكالة البوصلة الإخبارية المقدرة، حول المؤسسة الأمريكية التي أصدرت تقارير حول المناهج المدرسية في العالم العربي وأشارت إلى أن المناهج في العالم العربي شهدت تحولاً جذريًا في بنيتها وطريقة طرحها”.

ونوهت إلى أن “هذا السبب الذي جعلنا نقارن، وهذا ما جعلنا نضع قاعدة أساسية للمقارنة، ولم نتحدث عن المحتوى الأكاديمي في الكتاب المدرسي لأنه محل خلاف بين التربويين والمختصين، لكن الأمور الأخرى التي لا خلاف عليها مثل ضرورة وجود الشواهد الدينية والأخلاقية القيمية في الكتاب المدرسي، الأصل أن تكون حاضرة وواضحة في كل المستويات وهذا ما درسناه”.

خطة إعلامية لكشف تفاصيل الدراسة وتواصل مع المسؤولين

وقالت العتوم: لدينا خطة إعلامية لطرح نتائج الدراسة على موقعنا الجديد، الذي نتمنّى من الجميع متابعته، وسيكون فيه عن الدراسة الرابعة كبداية، والدراسات الأربعة الشمولية لكافة جوانب الدراسة.

ونوهت إلى أنّه سيتم مراجعة كل كتاب مدرسي جديد، ونشر الدراسة عنه على الموقع، لأنّ ما يهمّنا أن تكون فكرة ديمومة العمل عن المناهج وحمايتها.

وحول التواصل مع الجهات الرسمية ووضعها في صورة ما توصلت إلى الدراسة قالت العتوم لـ “البوصلة” إنه في كل مرحلة من التقارير السابقة توجهنا لوزارة التربية والتعليم ومجلس النواب، وكنت عضوًا في لجنة التعليم ووضعت المجلس في إطار الدراسة وكذلك وزير التربية والتعليم.

وشددت على أنّ هناك توجهًا للتواصل مع لجنة التربية النيابية ووزارة التربية والتعليم ووضعهم أمام ما خلصت إليه الدراسة.

واستدركت بالقول: لكن معلوم تماماً، للأسف الشديد في ميداننا التعليمي، أن الصوت لا يُسمع إلا بعد أن تقرع الأبواب الأخرى، حتى تكون الناس واعية وتشكل قاعدة جماهيرية مطلعة على الحقائق التي تمّ إثباتها، وقناعة أولياء الأمور والمدرسين والطلبة الذين يرون الكتاب المدرسي.

القضية الفلسطينية والجندر ومخالفات تشريعية

ونوهت إلى أن “الفكرة أن نبدأ في بث جزء من دراستنا والنتاجات النهائية والنتاجات العامة والجداول والملخصات كلها ستعلن في مؤتمر صحفي قريبًا”، موضحة أن فريق العمل في الدراسة يأتي ضمن لجنة شكلها حزب جبهة العمل الإسلامي لحماية الهوية الوطنية، وهناك لجان أخرى منبثقة لمختلف القطاعات ويتم العمل عليها أولاً بأول، وسيتم إطلاق الحملة الوطنية لحماية المناهج قريبًا.

ولفتت العتوم إلى أنّ أحد العناوين التي تمّ رصدها في المناهج يتعلق بالقضية الفلسطينية، وإضافة البعد الجندري بشكل كثيف في الكتاب المدرسي، ونتحدث أيضًا عن كثير من النواحي التي وضعناها في الدراسة حول المخالفات التشريعية التي جرت أثناء تأليف هذه الكتب بكل جوانبها.

وقالت إن الدراسة في نتاجاتها النهائية تتحدث عن غزارة الشواهد التي تتحدث عن إزالة البعد الديني والبعد القيمي والبعد الإيماني.

ولفتت إلى أن “من أخطر النتاجات عدم ذكر أجزاء من السيرة النبوية التي تتعلق باليهود وخاصة الغزوات والحروب مع اليهود شطبت عن بكرة أبيها”، على حد قولها.

وحذرت من أنّك ستجد الطالب بعد فترة بسيطة جدًا، أن من ينخرط في المدارس منذ السنة الماضية وبعد 12 سنة لن يعرف عن يهود بني قريظة ولا عن خيبر ولا عن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وحروبه معهم.

“تطرقت الدراسة وألقت الضوء على طبيعة المناهج الصهيونية وكيف يتم تهيئة طلابهم ليكونوا جنودًا في المستقبل”، وفقًا للعتووم.

وختمت تصريحاتها لـ”البوصلة” بالقول: إنّ الحملة الإعلامية ستتعلق بنماذج من الكتب وتتعلق بمقالات محكمة حول الدراسة بشكل عام.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: