أين عين الحكومة “الحمرا” عن ارتفاعات الأسعار؟

أين عين الحكومة “الحمرا” عن ارتفاعات الأسعار؟

عمّان – رائد صبيح  

من يستمع لخطابات الحكومة منتصف الشهر الماضي حول مواجهة من يمارس الاحتكار والمضاربة والمغالاة في أسعار السِّلع بـ “العين الحمراء” وحديثها عن توفر السلع بـ “أسعار عادلة” في الأسواق مع دخول شهر رمضان الفضيل، لن يجد عناءً في اكتشاف أين ذهبت “العينان الحكوميتان الحمراوتان”، وأين وصل لهيب الأسعار.

الخبير الاقتصادي محمد البشير، أكد في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ الأسواق تشهد ارتفاعاتٍ مبالغًا فيها للأسعار بطريقة بعيدة كل البعد عمّا تحدثت عنه الحكومة من “أسعارٍ عادلة”؛ مطالبًا إياها أن تفعل أكثر ممّا فعلت وهي قادرة على فعل ذلك وضبط الأسواق بـ”العدل” الذي تحدثت عنه سواءً بـ”العين الحمراء” أو بمزيد من التعاون والإسناد لوزارة الصناعة والتجارة وعدم تركها وحدها، خاصة من تمتلك كوادر كبيرة في الميدان.

وقال البشير أسعار بعض السلع “ليست عادلة” لا سيما تلك التي تم استيرادها كجزء من المخزون الغذائي الاستراتيجي للدولة قبل الحرب الروسية الأوكرانية، لكن في ظل الإقبال الكبير على السلع وانتشار الشائعات، وسعي التجار لتعويض خسائرهم خلال جائحة كورونا وغياب الرقابة الحكومية الحقيقية فإنها ستواصل ارتفاعها.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن السائد عالميًا اليوم ارتفاع الأسعار لا سيما المواد الغذائية، منوهًا إلى أن الأسعار بدون وجود مشكلات مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية كانت ترتفع بداية الشهر الفضيل وتعود للتوازن والانخفاض في منتصف الشهر خاصة ما يرتبط بالزراعة والخضار.

وشدد على أنه يجب على الدولة أن تفرض رقابة مشددة على الأسواق وباستطاعتها أن تفعل أكثر ممّا فعلت إن كانت جادة، ولا يكفي ترك وزارة الصناعة والتجارة بمراقبيها لهذه المهمّة وحدهم فهم لا يستطيعون ذلك وعلى جميع وزارات الدولة إسنادهم في ذلك.

حس المستهلك ورقمنة الدولة

وأكد البشير على ضرورة أن يلتزم المواطنون بعدم الإقبال على الشراء بكميات كبيرة والاقتصاد في الوجبات والأطعمة قدر الإمكان، مشددًا على ضرورة أن نجعل هذا الشهر فرصة للتفكير بغيرنا، بدلاً من تكديس السلع فوق حاجتنا وأن يكون لدينا جميعًا “حسّ المستهلك”.

وأشار إلى أن الشراء دائما يخضع لقانون العرض والطلب، ولذلك عدم الإقبال على السلع سيسهم بخفض أسعارها بلا شك.

إقرأ أيضًا: حركة شرائية نشطة في الأسواق قبيل شهر رمضان المبارك (شاهد)

وقال البشير إن الدولة تمتلك من خلال الرقمنة التي لديها والبيانات الجمركية القدرة على معرفة السلع التي ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه؛ لا سيما البضائع المخزنة والتي تم استيرادها قبل أزمة الحرب الأخيرة.

وأوضح أن الإدارة السيئة في الدولة تتحمّل المسؤولية عن التجار الذين يقتنصون الفرصة ويغالون برفع الأسعار، مؤكدًا أن التاجر الذي يرفع سعره بذريعة الحرب والإشاعات وغيرها، دون وجه حق يعد سارقًا لأموال الأردنيين.

وقال في ختام تصريحاته لـ “البوصلة“: يجب علينا جميعًا أن نتحمّل المسؤولية من حكومة وتجار ومستهلكين في جعل المشهد الرمضاني مشهدًا تتجلى فيه الرحمة ويظهر معدنا الأصيل في مراعاة أحوال الأردنيين خاصة وأنّ ظروفهم تكشف الواقع الحقيقي لعدم قدرة المواطن الأردني اليوم على توفير متطلبات الحياة الأساسية.

عين حمرا.. لكن بالاتجاه الخاطئ

بدوره قال الكاتب حسين الرواشدة إن “العين الحمرا” ‏التي أشهرها رئيس الوزراء قبل أسابيع أخطأت مسارها وهدفها، فتوجهت إلى المعلمين الذين بيتوا النية للاعتصام أمام وزاراتهم، بدل أن تتوجه إلى التجار والصناعيين الذين ضغطوا على زر الأسعار، فارتفعت بشكل غير معقول.

وشدد على أنّه: “كان يجب على الحكومة بالطبع، أن تستدعي القانون وأن تبسط هيبته على الجميع، لكنها -للأسف- تعسفت باستخدامه ضد طرف لا يشكل أي تهديد على أمننا الاجتماعي والوطني، فيما تراخت بتطبيقه، كما تفعل الحكومات دائما، حين يتعلق الأمر بأولويات الناس، وما يمس حياتهم بشكل يومي”.

حركة شرائية نشطة

وشهدت أسواق العاصمة عمان والمحافظات حركة شرائية نشطة مع اقتراب دخول شهر رمضان المبارك وتحسن الظروف الجوية.

ورصدت كاميرا “البوصلة” حركة الأسواق في منطقة وسط البلد في العاصمة عمان.

بدوره، أكد نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق، أن نشاط قطاع المواد الغذائية شهد تحسناً لافتاً مع حلول شهر رمضان الفضيل، مقارنة مع العام الماضي الذي كان تحت قبضة جائحة فيروس كورونا.

وقال الحاج توفيق لوكالة بترا، إن تزامن حلول الشهر الفضيل مع صرف الرواتب الشهرية للقطاعين العام والخاص، انعكس على حركة مبيعات القطاع إلى جانب الغاء كل الاجراءات المتعلقة بالإغلاقات والحظر.

المستهلك تطالب بتشديد الرقابة

من جانبها دعت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك الحكومة إلى تشديد الرقابة على الاسواق مع استمرار شكاوى المواطنين من الارتفاعات الكبيرة في الأسعار دون مبرر، وتجاوز السقوف السعرية التي وضعتها الحكومة لسلع غذائية خصوصا الدجاج والزيوت النباتية.

كما دعت المواطنين إلى التوقف عن شراء السلع مرتفعة الثمن حتى تنخفض اسعارها والبحث عن بدائل ذات سعر منخفض، وشراء ما تحتاجه الأسر وفقا لاحتياجاتها اليومية، وعدم التهافت والتدافع على شراء السلع، لأن ذلك سيؤدي لرفع الأسعار.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: