البستاني لـ “البوصلة”: القمّة العربية الأمريكية مشهدٌ مأساويٌ لفرض مزيدٍ من الهيمنة الصهيونية

البستاني لـ “البوصلة”: القمّة العربية الأمريكية مشهدٌ مأساويٌ لفرض مزيدٍ من الهيمنة الصهيونية

عمّان – البوصلة

وصف منسق حملة غاز العدو احتلال والناشط السياسي الدكتور هشام البستاني، في تصريحاته لـ “البوصلة“، المشهد العربي خلال زيارة بايدن لدولة الاحتلال والأراضي الفلسطينية وما تبعها من “قمة جدة للأمن والتنمية”، بـ “المشهد المأساوي”، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ أمريكا تسعى لضمان جعل المنطقة بأكملها تحت الهيمنة الصهيونية.

وقال البستاني إنّ هذا المشهد المذلّ للعالم العربي ما هو إلا نتيجة عقود من التغلغل الصهيوني في جسم السلطة في العالم العربي حتى وصلنا للمعاهدات والاتفاقيات العربية مع دولة الاحتلال وصولاً لمعاهدة “كامب ديفيد”، ووادي عربية، وأوسلو.

المشروع الصهيوني يتسيّد

ولفت إلى أنّ “المشروع الصهيوني” يتسيّد اليوم المشهد من “البحر إلى النهر” كما هو شعار دولة الاحتلال، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ “المجموعات الحاكمة” هدفها الإستراتيجي الوحيد البقاء على كراسي الحكم والتسلط على شعوبها، فيما أصبحت تبعية المنطقة وإعادة اصطفافها خلف الكيان الصهيوني.

د. هشام البستاني: المجموعات العربية الحاكمة تؤدي دورها الوظيفي في التسلط على شعوبها كما هو مرسومٌ لها

وأشار إلى أنّ ما يجري اليوم “كارثي” بحق الشعوب العربية، التي أعلنت مواقفها الواضحة طوال عقود من رفض التطبيع مع الكيان الغاصب ورفض استمرار الاحتلال، فيما جاء بايدن للمنطقة ليضمن اصطفافًا عربيًا كاملًا خلف “لواء الكيان الصهيوني”.

بوادر تحالف عسكري

ولفت إلى أنّنا نشهد “بوادرتحالف عسكري” قائم عمليًا على أرض الواقع، لاسيما وأنّ بعض أنظمة المنطقة تحدثت علنًا عن نيتها إقامة قواعد عسكرية إسرائيلية في المغرب والبحرين.

وعبرعن أسفه من أنّنا دخلنا عربيًا بمرحلة حقيقية من الارتهان وهيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة ومستقبل شعوبها، فيما الأنظمة أسهمت بشكلٍ كبيرٍ في إضعاف الشعوب العربية والأحزاب والنقابات وكل القوى الحيّة عبر اختلاق الإشكاليات لترسيخ حالة الاستبداد والقمع.

وأضاف البستاني: إنّنا لا نجد اليوم قوى شعبية حقيقية تواجه ما يجري وتتحرك سوى بعض المبادرات الفردية هنا وهناك، والتي لا تستطيع فعل شيء أو الوقوف بوجه المجموعات الحاكمة، منوهًا في الوقت ذاته إلى أنّ الشعوب العربية سابقًا كانت قادرة على استنهاض هممها وإسقاط كل ما يمس مصالح الأمّة واستطاعت إسقاط حلف بغداد، لكنّها اليوم تظهر مفككة ضعيفة لا حول لها ولا قوة.

القيادة العربية أضعف من أن تفرض شروطًا

ونوه إلى أنّ المجموعات الحاكمة العربية كانت أمام فرصة حقيقية لتغيير شروط اللعبة التي تفرضها أمريكا لكنّها مع الأسف لم تقدم على ذلك الأمر ببساطة لانّها لا تمثل مصالح الشعوب العربية بل مصالحها الشخصية ومصالح الكراسي التي يحرصون على البقاء فيها.

وقال البستاني إنّ امتلاك القوة في القيادات العربية لتفرض شروطها على أمريكا والصهاينة لا يمكن أن يكون إلا إذا كانت هذه القيادات بإفرازات واختيار شعوبها، مشددًا على أنّ القيادات العربية الحالية موجودة بهدف استمرار تسلطها على رقاب شعوبها لتؤدي “الدور الوظيفي” الذي يرسمه لها الغرب والقوى الخارجية.

وأضاف أنّ الحكام العرب اليوم يخشون القوى الخارجية لا سيما وما تستطيع أن تسببه لهم من صداع حقيقي لا ينتهي يصل إلى حد إسقاطهم كما رأينا في أكثر من دولة عربية إبان الربيع العربي، الأمر الذي يضطر المجموعات الحاكمة العربية محافظة على “انسجامها مع دورها الوظيفي المرسوم لها”.

وختم بالقول: إن القادة العرب غير معنيين بنهضة بلادهم وجعلها ندًا لأمريكا والغرب عبر فرض الشروط، والخشية فقط من تأثير العامل الخارجي على بقاءهم في كراسي الحكم والتسلط على الشعوب، لافتًا إلى “نموذج نقابة المعلمين في الأردن”، كأحد الصور التي توضح عقلية الحكم العربي في التعاطي مع أي قوى يمكن أن ترتب المشهد الداخلي من نقابات ومؤسسات مجتمع مدني ومنع قدرتها على إحداث أي تأثير أو تغيير.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: