ما علاقة أزمة جسر الملك حسين بمطار رامون الإسرائيلي والتطبيع؟

ما علاقة أزمة جسر الملك حسين بمطار رامون الإسرائيلي والتطبيع؟

البوصلة – محمد سعد

اعتبر نشطاء ومحللون ان إفتعال الازمة والإكتظاظ عبر جسر الملك حسين ومعبر الكرامة هو جزء من مخطط إسرائيلي ويروج له بعض حكومات التطبيع العربية لإجبار الفلسطيني على استخدام مطار رامون الصهيوني ضمن صفقة مع السلطة في رام الله على حساب الاردن وإقتصاده.

 قال منسق عام حملة “بكرامة” الناشط طلعت علوي، أن هذه الأزمة المستمرة تكشف عن أمر خطير، لكن الأخطر يعتبر ما بعد الأزمة، حيث الأسباب التي تقف خلفها.

وأضاف، إن الأمر الذي يجب التحذير منه هو الترويج لمطار رامون الإسرائيلي في إيلات.

الازمة قديمة جديدة وتثار الآن لهذه الاسباب

ووصف علوي في حديثه لـ”البوصلة”، ما يجري بالأمر “العجيب والغريب”، حيث يتم الترويج لحلول تطبيعية معقدة، وسياسية بالدرجة الأولى،على حساب مطار الملكة علياء في عمان.

ونفى عدوي ما يتم الترويج له من أن عدد المسافرين أصبح كبيراً جدا، معتبرا أن هذه الأحاديث تتضمن “كلاماً غير دقيق”.

وقال: “ذاكرتنا قصيرة، فهذه الأعداد طبيعية جدا. في الصيف ما قبل الجائحة، أي في عام 2019، وصل عدد المسافرين إلى 18 ألف مسافر يوميا. أما الرقم السنوي للمسافرين فقد وصل إلى 3 مليون مسافر”.

وكان الناطق باسم وزارة الداخلية طارق المجالي، قال الثلاثاء، إن الزيادة “غير المسبوقة” في أعداد المغادرين عبر جسر الملك حسين هي السبب الأساسي لمشكلة الاكتظاظ والازدحامات.

إقرأ أيضا: ماذا يجري على جسر الملك حسين وما علاقتة بزيارة بايدن ؟

ويمارس الاحتلال سياسة يطلق عليها الفلسطينيون “تنقيط المسافرين”، أي تحديد عدد المسافرين الذين يمكن أن يصلوا المعبر الذي يشرف عليه ويطلق عليه جسر “اللنبي”، وهو ما يجعل من الجانب الأردني والفلسطيني يشهدان اكتظاظا شديدا.

وأضاف علوي: “لا نشعر باحترام، رغم تقديرنا للجهود التي يبذلها الطرف الفلسطيني والأردني، فالنتائج على الأرض غير مرضية على الإطلاق لجميع الفلسطينيين”.

وقالت قناة (كان) الإسرائيلية رسمية، الأربعاء، إن الاحتلال الإسرائيلي يدرس فتح مطار “رامون” للفلسطينيين مقابل عدم مضيهم قدما في الإجراءات بمحكمة الجنايات الدولية ضد “تل أبيب”.

من جانبه، أكد منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، أنه “لم يتم المصادقة على الخطة بعد”.

كلفة إقتصادية على الأردن

من جانبه حذر الخبير الإقتصادي منير ديه، من التبعات الإقتصادية لاتفاقيات الاحتلال لنقل المسافرين الفلسطينين المتواجدين على أراضي السلطة الفلسطينية الى مطار رامون الإسرائيلي دون الحاجة للسفر عبر الأردن .

وقال دية في حديثه لـ”البوصلة”، “التقديرات الأولية تشير الى خسارة الأردن جراء هذه الاتفاقية اكثر من ٥٠٠ مليون دولار”.

وأوضح، ان “جسر الملك حسين هو الشريان الوحيد الذي يربط الفلسطنيين بالعالم الخارجي ومطار الملكة علياء الدولي هو المطار الأكثر استخداماً من قبل الفلسطنيين للسفر الى دول العالم حيث يمر عبر الجسر سنوياً ما لا يقل عن ٢،٥ مليون مسافر وخسارة جزء كبير من هولاء نتيجة فتح مطار ريمون سيكون خسارة اقتصادية.


وأشار دية إلى، “ما تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة الامريكية والسعودية لفتح المجال الجوي السعودي امام شركات الطيران الاسرائلية وهي مقدمة لنقل الحجاج والمعتمرين الفلسطينين الذين يحملون الجوازات الإسرائيلية الى جدة مباشرة دون المرور بالأردن إضافة الى ان فتح المجال الجوي السعودي سيقلص مدة رحلات الطيران من الجانب الإسرائيلي الى دول اسيا وسيقلل الكلف مما سيزيد من السياحة القادمة من اسيا مباشرة الى الكيان الإسرائيلي دون المرور بالأردن وهذا سيسبب خسارات لقطاعات عديدة في بلدنا”.
و قالت وزير المواصلات الصهيونية ميراف ميخائيلي بخصوص فتح المجال الجوي السعودي أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية: “هذه أخبار مهمة جدًا للإسرائيليين، فهي تثلج الصدر! ولها تأثير يتجاوز قطاع الطيران. فهي تسمح للإسرائيليين بالسفر إلى العديد من الوجهات حول العالم في وقت أقل وبثمن أقل”.

ولفت الخبير الإقتصادي إلى، “الاتفاق الذي تم بين شركة اداني الهندية و شركة غادوت الإسرائيلية لتطوير ميناء حيفا ومع استحواذ شركة صينية على ميناء خليج حيفا المحاذي وما سينتج عنه من إقامة خط سكك حديدية لنقل حاويات البضائع من حيفا الى بعض الدول العربية دون الحاجة لاستخدام ميناء العقبة وبالتالي هناك تغير في منظومة النقل والخدمات اللوجستية فهل لدينا القدرة على منافسة هذه الدول والتحالفات والشراكات الجديدة في المنطقة والاقليم”.

 وكانت الوزيرة الإسرائيلية على اتصال بجهات أمريكية ومغربية وفلسطينية من أجل العمل على فتح المعبر مع الأردن بصورة متواصلة.
وبحسب موقع “القناة السابعة” يتم دفع هذه الخطوة بشكل أكبر في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومن المتوقع أن تتحقق بمجرد أن تنضج الظروف اللوجستية، بما في ذلك توظيف القوى العاملة المطلوبة.

وزير الداخلية مازن الفراية، أكد “لم يصلنا شيء رسمي من الجانب الإسرائيلي عن فتح جسر الملك حسين على مدار الساعة ونطالب بتطبيقه على أرض الواقع إذا كان متاحا”.

ولفت الناشط علوي إلى أن التسهيلات التي تم الحديث عنها عقب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تبدأ في مطلع تشرين الأول المقبل، في حين أن الأزمة الحقيقية تكمن في 100 يوم من موسم الصيف الذي ينتهي بنهاية آب.

المحامي والحقوقي أحمد الأشقر علّق على ما يجري في معبر الكرامة، وقال: “طول عمري بستغرب ليش معبر الكرامة الذي ليس له من اسمه نصيب مش مفتوح طول الأسبوع و 24 ساعة؟ وليش كل هالتعقيدات ودفع المبالغ والأزمات والقرف؟ عرفتو ليش؟ عشان يصير مطار رامون إنجاز عظيم وهدية من أمريكا ورئيسها للشعب الفلسطيني، وعلى فكرة، مطار رامون هو مطار ضعيف وفش فيه رحلات وهو أبعد من مطار الملكة علياء علينا، ورح يكون فيه تعقيدات أمنية أقلعط من الجسر.. إحنا شعب غلبان ويتيم، وصرنا نفرح لأي شي ممكن يخفف علينا كم هالظلم والقهر اللي للأسف إحنا صنعناه بإيدينا، أو ساكتين عنه وغارشين عليه”.

السلطة ترفض المقتترح بسبب الأردن

نقل موقع “عربي بوست” عن مصادر في الرئاسة الفلسطينية وصفها بالمطلعة، أن هذا الاقتراح تمت مناقشته في الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الدفاع بيني غانتس لرئيس السلطة محمود عباس في رام الله في 8 يوليو/تموز 2022، على أن يبدأ العمل بهذا المقترح فور الانتهاء من انتخابات الكنيست المقرر إجراؤها مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إذ لا يمكن تطبيق هذا المشروع في ظل وجود حكومة تسيير أعمال يقودها رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد.

وأضاف المصدر: “أبدى الرئيس رفضه لهذا الاقتراح من حيث المبدأ، لاعتبارات سياسية أهمها الحفاظ على العلاقات مع الأردن الذي يرى بالمقترح الإسرائيلي مقدمة لدمج السلطة في تحالف اتفاقيات أبراهام للتطبيع، كما أن وجود مسار بديل لتنقل الفلسطينيين عبر المطارات والمعابر الإسرائيلية سيضعف موقف الأردن من الناحية السياسية، لذلك جاء رفض السلطة للمشروع لتجنب أي احتكاك قد يضر بعلاقاتها الاستراتيجية مع حليف مثل الأردن”.

من جهته أفاد مدير إدارة أمن الجسور رأفت المعايطة أن جسر الملك حسين، شهد عبور 155 ألف مسافر منذ مطلع تموز الحالي، بينما بلغت أعداد المسافرين عبر الجسر في شهر تموز من عام 2018، نحو 158 ألف مسافر طيلة الشهر، فيما بلغ العدد 156 ألفا طيلة الشهر ذاته للعام 2019.

تقدم الأردن بشكوى ضده.. تفاصيل حول مطار رامون

افتتح مطار رامون الدولي في 21 كانون ثان 2019، ويقع جنوب فلسطين المحتلة على بعد 18 كم من إيلات، وهو ثاني أكبر مطار لدى الاحتلال بعد مطار اللد (مطار بن غوريون)، ويتم التعامل معه حاليا كمطار رئيسي للهبوط الاضطراري وللرحلات الخارجية والداخلية.

يتربع المطار على مساحة تقارب 14 ألف دونم، وتم إعداد المدارج بطول 3600 متر وعرض 60 مترًا، مما سمح لطائرات بوينج 777 وإيرباص A380 وإيرباص A350 بالإقلاع منه للرحلات الداخلية وإلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا الوسطى والشرق الأقصى.

في تشرين الأول 2013، أبلغ مسؤولون أردنيون، مسؤولين إسرائيليين، أنهم يعارضون بناء مطار رامون، لأن المطار أقيم بالقرب من مطار الملك حسين في العقبة. وفي تموز 2015، قدم الأردن شكوى رسمية إلى منظمة الطيران المدني الدولي بشأن بناء المطار.

وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أنه في أيلول 2014، وكجزء من استخلاص الدروس من حرب 2014 على قطاع غزة، قرر تمديد مدارج الطائرات وجعل مطار رامون مطارًا دوليًا، حتى لا يؤدي إغلاق مطار بن غوريون في أوقات الطوارئ والمعارك إلى عزل “إسرائيل” عن العالم.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: