باحث عراقي لـ “البوصلة”: لهذه الأسباب ينأى العراق بنفسه عن “محاور المنطقة”

باحث عراقي لـ “البوصلة”: لهذه الأسباب ينأى العراق بنفسه عن “محاور المنطقة”

عمّان – البوصلة

أثارت مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية مصطفى الكاظمي في قمّة جدة، جدلاً واسعًا في الساحة السياسية العراقية التي تعاني من أزمة وانقساماتٍ حادة فضلاً عن أزمة اقتصادية وأخرى متعلقة بتوفير الطاقة الكهربائية التي تعتمد في جزءٍ كبيرٍ منها على واردات “الغاز الإيراني” المتذبذبة.

وعلى الرغم من الاتهامات التي وجهت للكاظمي بسبب مشاركته في القمّة على اعتبار أنها انحيازٌ لحلف تقوده أمريكا ودولة الاحتلال ضد إيران، إلا أنّه أعلن قبل مشاركته بشكلٍ صريحٍ، أنّ العراق لن يكون طرفًا ضمن أيّ محور في المنطقة في ظل سعية الدائم للحفاظ على سياسته المتوازنة مع جيرانه ومحيطه منطلقاً من مبادئه الوطنية والإنسانية”.

لاعب إيجابي وتوازن في ملف الطاقة

من جانبه أكد الباحث في الشأن العراقي أحمد الشمّري لـ “البوصلة” أنّ العراق يسعى بالدرجة الأساس إلى التوازن في ملف الطاقة الكهربائية وحصل على ذلك بتوقيع اتفاق مع المملكة العربية السعودية على الربط الكهربائي.

ولفت الشمّري إلى أنّ العراق لن يشارك في أي تحالفات محورية في المنطقة كونه بلد ضعيف ويسعى للنأي بنفسه عن ذلك، مشددًا في الوقت ذاته على “الموقف العراقي الرافض لأن يكون ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية”.

وقال: “إنّ العراق يحاول أن يكون لاعبا إيجابيا في تهدئة المنطقة وتعزيز الثقة به كطرف محايد لا يحسب على طرف ضد آخر”.

وأشار الشمّري إلى أنّ “العراق في عهد الكاظمي استطاع أن يجمع إيران والسعودية على طاولة الحوار ويريد ان يعمل على التنمية الداخلية وبناء علاقات متوازنة في المنطقة”.

حاجة حتمية

وأكدت وزارة الكهرباء العراقية تفاؤلها بأن تحقق اتفاقية الربط الخليجي والتزويد الكهربائي، التي وقعها العراق مع السعودية، استقراراً عالياً للشبكة الكهربائية. 

وكان الطرفان وقعا اتفاقية قبيل قمّة جدة للأمن والتنمية  بشأن توفير الطاقة الكهربائية بشكل مستقر وبكلف مخفَّضة، عبر الاتفاق مع هيئة الربط الخليجي.

وبحسب تصريحاتٍ صادرة عن الوزارة فإنّ العراق يعتمد بشكل مباشر على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، وهو لا يستطيع الاستغناء عنه لفترة ما بين 5 – 10 سنوات.

وشهد العام الماضي أزماتٍ متفاقمة بشأن توفير الطاقة الكهربائية بسبب انقطاع الغاز الإيراني المتكرر ما تسبب في مشاكل جمّة بتشغيل محطات الكهرباء العراقية، ما أدى لخروج المظاهرات الاحتجاجية في عدد من مدن العراق.

استمرار الانتقادات

وعلى الجانب الآخر ترى أطرافٌ عراقيةٌ عدة أنّ حكومة تصريف الأعمال العراقية تتجاوز على القانون والدستور ولا تملك الصلاحيات لتوقيع الاتفاقيات، متهمة رئيس الحكومة بتوقيع اتفاقٍ شكليٍ لحل أزمة الكهرباء في العراق، وما هو إلا حبرٌ على الورق.

وقالت عضو مجلس النواب سهيلة نجم، إنّ الاتفاقيات التي وقعها رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي مع دول الخليج فاشلة ولن تنفع البلد، فيما أكدت أن الربط الكهربائي مع السعودية مبني على أساس المجاملات السياسية.

علماء المسلمين تنتقد مشاركة العراق في قمة جدة  

من جانبها انتقدت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين ما أسمته مشاركة رئيس حكومة الاحتلال الثامنة في مؤتمر جدة، مؤكدة أنها تأتي في سياق معروف ومستمر لدعم الكيان الصهيوني المحتل، وتعزيز مصالح أمريكا في صراعها مع منافسيها الدوليين، على حساب استقلال وأمن واستقرار دول المنطقة جميعًا.

وشددت هيئة علماء المسلمين في بيانها الذي وصل “البوصلة” نسخة منه على أنّ توقعات عدم نجاح هذه القمة في تحقيق أهدافها بعيدة المدى؛ هي الأقرب للواقع؛ لأنها لم تأت لحل القضية الفلسطينية.

 وقالت الهيئة إن مشاركة مصطفى الكاظمي في هذه القمة؛ تفتح الباب على عدد من الملفات المهمة والخطيرة، محذرة من أنّ تصريحات الكاظمي أثناء إعلانه المشاركة في هذه القمّة تصب في صالح الإقرار بعدم وجود عداء حقيقي مع الاحتلال الأمريكي.

ولفتت إلى أنّ المشاركة العراقية في القمة تكشف عن زيف (قانون تجريم التطبيع) الذي بالغت الكتل السياسية في الترويج له كذبًا وزورًا؛ لصرف الأنظار عن فشل النظام السياسي في العراق، الذي ما زالت ترعاه الولايات المتحدة وتمنح إيرانَ إدارته والتحكم به.

وقالت إنّ غالبية المسؤولين في حكومة بغداد والمنخرطين في العملية السياسية راضخون للسياسة الأمريكية التي هي بالضرورة متوائمة مع الكيان الصهيوني، وهو ما أظهرته زيارة بايدن للكيان الصهيوني قبيل عقد قمته مع الزعماء العرب بكل وضوح.

وختم البيان بالقول: إننا في هيئة علماء المسلمين نرى أن حل مشاكل المنطقة ينبغي أن يكون بعيدًا عن أسباب المشكلة الحقيقية وهي الثالوث: الأمريكي-الصهيوني-الإيراني، الذي هو سبب كل مشاكل المنطقة ومعاناتها، ولا يمكن أن يكون أحد أطراف هذا الثالوث جزءًا من الحل؛ وندعو شعوب المنطقة والهيئات والتجمعات الممثلة لها إلى التوحد والنظر بشمولية إلى المشاكل التي تحيط بمنطقتنا، وعدم تغليب الهموم المحلية الخاصة على الهم العام؛ الأمر الذي يجعلنا جميعًا فريسة لأطماع القوى الخارجية.

العراق ينأى بنفسه

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قال قبيل مشاركته في قمّة جدة للأمن والتنمية إن بلاده ليست ضمن أي محور أو تحالف في المنطقة، مؤكدًا أن “موقف العراق من القضية الفلسطينية ثابت وواضح، ونحن لسنا ضمن أي محور أو تحالف في المنطقة”.

وأضاف: “أن العراق يحافظ على سياسته المتوازنة مع جيرانه ومحيطه منطلقاً من مبادئه الوطنية والإنسانية”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: