البشير لـ “البوصلة”: الحكومة تقف عاجزة أمام “لوبيات الدواء” ولا تحمي الأردنيين

البشير لـ “البوصلة”: الحكومة تقف عاجزة أمام “لوبيات الدواء” ولا تحمي الأردنيين

عمّان – رائد صبيح

انتقد الخبير الاقتصادي محمّد البشير، في تصريحاته لـ “البوصلة“، العجز الحكومي عن الوقوف بوجه ما أسماه “لوبيات الدواء”، مشددًا في الوقت ذاته على إنّ قرار الحكومة بإلغاء قرار منع الأردنيين من إحضار أدويتهم الشخصية من الخارج بعد عودتهم من السفر غير كافٍ؛ بل يجب أن يتعداه لتخفيض حقيقي على أسعار تلك الأدوية في الأردن.

وقال البشير: من المعلوم أنّ هناك مراكز قوى تدير الأردن بمختلف مفاصل حياته، انعكاسا لسيطرة رأس المال والسلطة التقليدية التاريخية سياسياً.

وأوضح أنّ إحدى الملفات المهمة لتحالف السلطة ورأس المال يتصل بشكلٍ وثيق بـملف “أسعار الأدوية” ، وبالتالي فإن هذه الفروقات الهائلة ما بين أسعار الأدوية في بلدان مثل مصر وتركيا أو سوريا المحاصرة التي تخضع لقانون قيصر وحرب عمرها أكثر من عشر سنوات، من أسبابها هذا التحالف.

وتابع بالقول: أسعار الأدوية في الأردن تساوي أكثر من خمس إلى عشر أضعاف أحيانًا لأسعار الأدوية التي تتعلق بالأمراض المزمنة على سبيل المثال، علمّان أنّ المنتج الأردني يعاني من كلفة مرتفعة بسبب الضرائب.

ونوه البشير إلى أنّ هذا الأمر لمسه الأردنيون خلال سفرهم وأصبحوا يحضروا كثيرًا من أدويتهم التي لا يستطيعون شراءها في الأردن، وإذا استمعنا إلى القنوات المختلفة التي تبث في الأردن، ويطالعنا من خلالها كثيرٌ من الناس بمشاكلهم المتعلقة بعدم قدرتهم على شراء الأدوية، حتى المؤمنين لدى الحكومة، التي لا تستطيع توفير هذه الأدوية لهم بسبب ارتفاع أسعارها، وهذا يؤكد حجم المعاناة والكلفة التي يتحملها الأردنيون فيما يتعلق بارتفاع أسعار الأدوية.

واستدرك بالقول: بالنتيجة نجد أن أسلوب إحضار الأدوية من الدول المجاورة أصبح شائعًا منذ فتراتٍ طويلة.

وعبر عن أسفه الشديد لأن “هذا أزعج كثيرًا من لوبيات الأدوية الذين يتحكمون بالأسعار كما يريدون، ويقدمون كما هو معلوم فواتير للغذاء والدواء على غير حقيقتها”، على حد تعبيره.

محمد البشير: يجب أن تكون الدولة أكثر حزمًا في ملف الأدوية ولم تستجب حتى اللحظة لصرخات الأردنيين بوجه لوبي الأدوية



الدولة ليست حازمة بملف الدواء ومراجعة الأسعار غير كافية

وشدد البشير في تصريحاته لـ “البوصلة“، على أنّ “الأصل أن تكون الدولة أكثر قدرة على الحزم في هذا الموضوع لكن للأسف رغم كل النداءات وكل ما يمكن أن يكون صرخة في وجه هذا اللوبي، فإنّ الدولة لم تستجب لضغوضات الأردنيين” .

وأضاف، “فعلاً هو ملفٌ واحدٌ من ملفات كثيرة تتعلق بارتفاع كلف الاستهلاك التي تشكل جزءًا من كلفة الاقتصاد الوطني الذي ساهم فيما نحن عليه من مشاكل في هيكلية الاقتصاد”.

ونوه إلى أنّ “المراجعات التي قامت بها الحكومة لأسعار الأدوية وتخفيض بعضها ما زالت غير كافية، ونحن نعلم أن جائحة كورونا أدت لإنتاج كميات كبيرة من الأدوية في العالم وبسبب توقف الشحن والإغلاقات التي أصبحت معلومة لدى الجميع، ساهمت بتراكم إنتاج كبير، والعرض كان على الصعيد العالمي كبيرًا، وبالتالي أسهم بتخفيض أسعار الأدوية بشكلٍ او بآخر”.

وخلص البشير إلى القول: لكن نحن نقول بالمقارنة بدولة مثل تركيا أو مصر ما زالت الأسعار مرتفعة رغم الانخفاضات التي تمّت، وهذا يؤكد على انّ القصور الحكومي بمؤسساتها المختلفة ما زال قائمًا في أنها لا تستطيع أن تسيطر على توفير أو تقديم أو حماية المستهلك من تغوّل بعض مستوردي ولوبيات الأدوية”.


كأنه لم يكن

وكان رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة قرر الغاء القرار الصادر من المؤسسة العامة للغذاء والدواء والمتضمت منع ادخال اي دواء من المناطق الحدودية الا بموافقة المؤسسة العامة للغذاء والدواء مهما كانت كميته.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد قبل أيام ما بين النواب والحكومة ، حيث اعتبر الخصاونة قرار منع دخول الدواء لاغيا وكأنه لم يكن.

كما وقع عدد من اعضاء مجلس النواب مذكرة نيابية تطالب بتخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على الأدوية، في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة والأزمة الاقتصادية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: