ابحيص لـ “البوصلة”: الاحتلال وحّد ساحتي “القدس وغزة” وفشل في كليهما

ابحيص لـ “البوصلة”: الاحتلال وحّد ساحتي “القدس وغزة” وفشل في كليهما

عمّان – البوصلة

أكد الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ الاحتلال ومستوطنيه فشلوا بشكلٍ ذريع في تحقيق أهدافهم سواءً في اقتحامات الأقصى بذكرى خراب المعبد المزعومة أو في حملته على غزة، مشددًا في الوقت ذاته على أنّه وحد ساحتي القدس وغزة وفشل في كليهما على حدٍ سواء.

وقدم ابحيص البرهان على ما ذهب إليه بتقديم “خلاصة” العدوان على المسجد الأقصى بذكرى خراب المعبد في يومها الثالث وما وصلت إليه حرب العدوّ الصهيوني على غزة ووصول صواريخا إلى سماء القدس والربط بينهما للكشف عن الفشل الذريع الذي مني به الاحتلال في مخططاته.

وقال ابحيص إنّ الهدف المعلن للمستوطنين كان بالوصول إلى ثلاثة آلاف مقتحم لتسجيل رقم قياسي جديد للعدوان؛ مع استعراض الطقوس في أجزاء متعددة من المسجد الأقصى، لافتًا إلى أنّ حكومة الاحتلال توصلت لتفاهمات مشتركة مع جماعات المعبد لتحقيق هذه الأهداف المشتركة، لكنّه وعند التطبيق بلغ عدد المقتحمين 2,200 مقتحماً على مدار اليوم، وهو أحد أكبر الأرقام التي تصلها الاقتحامات لكنه ليس أعلاها، على حد تعبيره.

ولفت إلى أنّ عدد المقتحمين في بعض الأفواج عن 70 مقتحماً، وكان سابقاً محدداً بخمسين؛ وفرضت شرطة الاحتلال وجود ثلاثة أفواج في وقت واحد، وكانت قد وعدت جماعات المعبد بالسماح بستة أفواج في الوقت الواحد.

وأشار ابحيص إلى أنّ أكثر من 40 فوجاً اقتحموا الأقصى خلال اليوم الثالث، أمس الأحد، كلهم بلا استثناء أدوا صلوات جماعية بصوت عالٍ طوال اقتحامهم.

فوج صهيوني يقتحم الأقصى

سجود ملحمي وبركات الكهنة

وقال ابحيص إنّ الأقصى شهد عدة حالات من السجود الملحمي، وأداء طقوس “بركات الكهنة” بشكل جماعي عدة مرات؛ ورفع المقتحمون علم الاحتلال فيه، واعتقلت منه ومن أبوابه عدة مرابطات وفتى وناشط وعدة صحفيين معظمهم أبعدوا عنه.

ونوه إلى أنّ طريق باب السلسلة تحول إلى ساحة للعدوان على المرابطين حيث شهد شتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ورفع العلم الصهيوني وسجدات ملحمية وشتم المرابطين والمرابطات والاعتداء عليهم وعلى طواقم الصحافة.

صهاية يمارسون “السجود الملحمي في ساحات الأقصى

وشدد على أنّ اعتكاف الليلة الماضية لم ينجح وتدخلت مخابرات الاحتلال لطرد جميع المعتكفين واستجابت الأوقاف للضغوط، وكان عدد المرابطين في الأقصى صباحاً لا يزيد عن 100 مرابط على أبعد تقدير؛ وهذا يعني أننا أمام حالة تراجع عامة في الرباط بعد تجارب رمضان ويوم القدس العبري وما شهدته من استفراد وما دفعه خلالها المرابطون من أثمان.

ووجه ابحيص رسالة مفادها أنّ هذا التراجع يتطلب وقفة جادة من كل الفصائل والهيئات والمؤسسات المعنية لضرورة الاستثمار في الحالة الشعبية ومدها بأسباب الزخم ومنع الاستفراد بها؛ وتصحيح الآثار السلبية للخطاب السياسي التهويلي والدعائي الذي خلّف خيبة أمل لا بد من العمل على تجاوزها.

الاحتلال يمنع الشباب المقدسي من صلاة الفجر في المسجد الأقصى لتسهيل مهمّة اقتحام المستوطنين

وطالب في الوقت ذاته بإعادة النظر في الأداء الفصائلي الرتيب الذي يوجه دعوات للتجمع خلال أوقات الاجتماع الطبيعية: صلاة الجمعة وعشر ذي الحجة؛ ويغيب عن الحشد والتعبئة والفعل في أيام ذروات الاقتحام كما حصل في “الفصح العبري” في رمضان وفي “ذكرى خراب المعبد” اليوم. وتجاوز هذه الرتابة ممكن ومتاح ولا بد من العمل الفوري لتحقيقه.

وختم الباحث ابحيص بالقول: من حيث أراد الاحتلال تقويض معادلة “سيف القدس” فقد انتهى إلى تكريسها رغم أنفه؛ فهو خاضها مبتدئاً  بالعدوان على غزة ثم بالعدوان على الأقصى باعتباره مطلق اليد فيه، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ الاحتلال حقق بيديه من جديد تزامن الاشتباك في الساحتين ووحدة المعركة بينهما؛ فتمكنت المقاومة من الوصول بانفجارات صواريخها إلى أسماع مستوطنيه وشرطته في اقتحامهم للأقصى.

نائب في الكنيست الإسرائيلي يستلقي على الأرض خوفًا من صواريخ المقاومة

الاحتلال خضع لشروط المقاومة ولم يحقق هدفه من العدوان

وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، إن الاحتلال الإسرائيلي خضع لشروطنا بشأن الأسير خليل العواودة المضرب عن الطعام، والإفراج عن القيادي بسام السعدي عبر ضمانات من مصر بالعمل على الإفراج عنه خلال أسبوع.

وأكد النخالة في مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد في العاصمة الإيرانية طهران، أن المقاومة كانت تهدف لوحدة الساحات الفلسطينية في هذه المعركة والدفاع عن المجاهدين، وتحركنا من أجل حماية حياة الشيخ بسام السعدي والدفاع عن المجاهدين في كتيبة جنين وكتيبة نابلس، وللتأكيد على وحدة الشعب والجغرافيا.

وشدد على أن الاتفاق لا تعقيدات فيه “وهو يتمثل في التزام إسرائيلي بإطلاق سراح (الأسيرين) العواودة والسعدي”.

وأضاف الأمين العام لحركة الجهاد أنه إذا “لم يلتزم العدو بما تم الاتفاق عليه فسنستأنف القتال مرة أخرى”.

وكشف عن أن إسرائيل سعت بكل قوة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار عبر مصر والأمم المتحدة.

حماس: ما جرى في غزة أثبت أنه لا احتلال بدون كلفة

أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مساء الأحد، أن ما جرى في غزة “جولة من جولات القتال، ومحطة من محطات الصراع المتواصل والمحتدم مع الاحتلال الإسرائيلي، والذي لن ينتهي إلا بزواله عن فلسطين”.

وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح صحفي وصل “البوصلة” نسخة منه: إن “هذه الجولة أثبتت معادلة أنه لا عدوان ولا احتلال بدون كلفة”.

وأضاف أن العدوان الأخير على غزة “أعاد مجدداً وضع جرائم الاحتلال الإسرائيلي البشعة، ومجازره بحق شعبنا وأهلنا في غزة؛ أمام كل العالم”.

وتابع برهوم: “ما جرى من عدوان على غزة؛ أكد على خطورة مشاريع التطبيع ودمج الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة على شعبنا الفلسطيني وحقوقه”.

44 شهيدًا بينهم 15 طفلاً

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر ثلاثة أيام، والتي بلغت 44 شهيداً بينهم 15 طفلاً و4 نساء وإصابة 360 بجراح مختلفة.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة والكيان الإسرائيلي برعاية مصرية، حيز التنفيذ على الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم الأحد.

وساد الهدوء مناطق قطاع غزة والمدن والبلدات في الداخل الفلسطيني المحتل، بعد دخول وقت وقف إطلاق النار.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: