ديّة لـ “البوصلة”: قطاع الملابس مهدد بـ”الإفلاس” والسوق لم تنتعش بقرب العام الدراسي

ديّة لـ “البوصلة”: قطاع الملابس مهدد بـ”الإفلاس” والسوق لم تنتعش بقرب العام الدراسي

عمّان – رائد صبيح

حذر الخبير الاقتصادي ونقيب تجار الالبسة السابق منير ديّة في تصريحاته لـ “البوصلة” من خطورة ما يعيشه أصحاب قطاع الملابس من ظروف اقتصادية صعبة تهدد الجميع بالوقوع في “براثن الإفلاس”، مطالبًا الحكومة في الوقت ذاته بالتدخل لإنعاش هذا القطاع والإسهام في استمراريته.

وأكد ديّة أنّ قرب بدء العام الدراسي الجديد لم يسهم حتى اللحظة بزيادة الإقبال من المواطنين على سوق الملابس والقرطاسية والتحضير للعام الدراسي الجديد، منوهًا إلى الظروف الاقتصادية الضاغطة التي جعلت المواطن يعيد ترتيب أولوياته واهتماماته ليستطيع مواجهة ارتفاعات الأسعار المتزايدة بما يتوازى مع دخله الثابت والمتآكل.

بدء الموسم الدراسي تأخر

وقال ديّة: جرت العادة بالنسبة لموسم المدارس أنّ الأسر الأردنية تقسم مشترياتها على شهرين منذ نهاية شهر تموز ونهاية شهر آب، حتى يستطيعوا تأمين المصاريف المترتبة على عودة المدارس من زي مدرسي وشنط ومستلزمات وقرطاسية، وكذلك أقساط المدارس، وبالتحديد المدارس الخاصة.

منير ديّة: ما نشاهده هذا العام في قطاع الملابس مختلف عن كل الأعوام السابقة بسبب الظروف الاقتصادية الضاغطة على المواطنين

وتابع حديثه: كان يفترض مع بداية شهر آب أن ندخل لمرحلة الإقبال على الحركة الشرائية على الملابس، والمفترض أن تشهد أسواق الملابس والزي المدرسي كما في سنوات ما قبل كورونا التي كان فيها الدوام المدرسي بشكل وجاهي ونظامي دون انقطاع نشاطًا متزايدًا وإقبالاً خاصة على مستلزمات المدارس والزيّ المدرسي بشكلٍ أكبر، ويكون الشهر الثامن من العام الأفضل مبيعًا بالنسبة للتجار والمؤسسات الخاصة بهذا القطاع.

وعبر عن اسفه الشديد من أنّ “ما نشاهده هذا العام، مختلف عن كل الأعوام السابقة، وواضح تمامًا أنّ الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها المواطن من غلاء الأسعار وغلاء المعيشة وثبات الرواتب وتراجع الدخول، أثر على قوته الشرائية وبالتالي أعاد ترتيب أولوياته”.

“حتى اللحظة لم نشهد إقبال المواطنين على الأسواق والتحضير للموسم، وكأنّ هناك تأخيرًا لعملية الشراء حتى نهاية الشهر الحالي وبداية شهر أيلول مع افتتاح العام الدراسي الجديد وعودة المدارس حتى ينظر لما يستطيع شراءه وما يستطيع الاستغناء عنه والأشياء المهمة والنواقص”، على حد تعبيره.

حسبة العام الحالي مختلفة

وقال ديّة: لن يكون اندفاع المواطن للمشتريات كباقي السنوات السابقة، وقطاع الألبسة حتى اللحظة نستطيع أنه عمل لأسبوعٍ واحد فقط وعاش في موسم جيد في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، وما عدا ذلك كانت ظروف اقتصادية صعبة وركود واضح وتراجع في المبيعات، والأوضاع صعبة لعديد من التجار.

ولفت إلى أنّ القطاع بحاجة للدعم الحكومي، من خلال استمرار العمل ببرنامج استدامة، لأنه حتى الآن ظروف كورونا وأزمة الغذاء والطاقة وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية ما زالت تلقي بظلالها على واقع المعيشة للمواطن وظروفه الاقتصادية.

وأشار ديّة إلى أنّه من المفترض على الحكومة اليوم تخفيض ضريبة المبيعات باعتبارها شيئًا أساسيًا للتخفيف من حدة خسائر القطاع، وتقليل بعض الكلف الشغيلية، وضخ المزيد من السيولة في بعض الأوقات، حتى يكون لدى المواطن ما يزلمه من السيولة لشراء مستلزماته الحياتية.

لا تفاؤل بتحسن الحركة الشرائية

وعبّر ديّة عن عدم تفاؤله بتحسن الحركة الشرائية نهاية الشهر الحالي، قائلا: هذا بالمجمل واقع السوق، ولست متفائلاً بتحسين الحركة الشرائية؛ لأنّ واقع المواطن المعيشي اليوم صعب جدًا، وإذا بقيت الرواتب كما هي ثابتة وكل شيء يرتفع من غذاء ومحروقات وطاقة وأساسيات الحياة ترتفع بشكل كبير، وتقرير البنك الدولي تحدث عن ارتفاع أسعار الغذاء، والاستمرار بارتفاع أسعار المحروقات، كله يزيد الضغط على المواطن وقدرته الشرائية وبالتالي لن يكون قادرًا على شراء السلع التي أصبحت بالنسبة له يعتبرها كماليات ورفاهية بعد ما كانت أساسيات مثل الملابس وغيره.

وختم حديثه بالقول: المواطن يعيش بظروف صعبة، وسيكون حذرًا جدًا في المشتريات، وسيستغني عن أشياء كثيرة، وسيغض النظر عن سلع كثيرة، وبالتالي يزداد الضغط على المواطن، وبالنتيجة كل ذلك يضغط على القطاعات الاقتصادية التي سيواجه أصحابها العجز عن القدرة في الاستمرار بالسوق إذا ما استمرت الظروف بهذه الطريقة.

مطالبات بدعم القطاع

وكان نقيب تجار الألبسة والأحذية سلطان علان قال في تصريحاتٍ صحفية إن قطاع الألبسة التقليدية يوفر 69 ألف فرصة عمل، وتراجع القطاع أدى لفقدان 82 ألف عامل لوظائفهم.

ويعاني ممثلو قطاع الملابس والأحذية من أنّ محالهم تعيش أوقاتا صعبة، حيث فقد عشرات الآلاف من الموظفين وظائفهم وسط تصاعد التسوق عبر الإنترنت وتأثير الأزمات الأخرى.

فيما أكد ممثل قطاع الملابس والأحذية والمجوهرات في غرفة تجارة الأردن، أسعد القواسمي، في تصريحاتٍ صحيفة أن قطاع الملابس المحلي بحاجة ماسة إلى حلول فعالة لإحياء القطاع ودعم أصحاب الأعمال.

يذكر أنّ قطاع الألبسة والأحذية والأقمشة، الذي يضم ما يقارب 11 ألف منشأة بعموم المملكة، يشغل 63 ألف عامل وعاملة فيما هناك 180 علامة تجارية من الألبسة والأحذية تعمل وتستثمر بالسوق المحلية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: