الحوارات لـ “البوصلة”: صيغة المحاصصة غير القابلة للنجاح فاقمت أزمة العراق

الحوارات لـ “البوصلة”: صيغة المحاصصة غير القابلة للنجاح فاقمت أزمة العراق

عمّان – البوصلة

أكد المحلل السياسي الإستراتيجي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ ما يحدث في العراق هو تعبير فعلي عن الانسداد في الأفق، والنتيجة الحتمية للتدخلات الخارجية في الداخل العراقي، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ صيغة “كعكة المحاصصة” التي يسعى كل الأطراف للظفر بالنصيب الأكبر منها أثبتت فشلها وفاقمت الأزمة العراقية.

ولفت الحوارات إلى أنّ “المصالح التي تعكس نفسها على الأرض من خلال بعض الأحزاب والمليشيات ليست هي مصالح العراق، بل هي امتداد لنفوذ إقليمي وامتداد لرغبة في السيادة على العراق من قبل أطراف إقليمية، وهي بالنتيجة تقسيم الحالة العراقية وفق محاصصة طائفية كما فعلت ذلك الولايات المتحدة في دستور بريمر:.

وتابع بالقول: كل هذه العوامل تتكاتف الآن لإيصال الشارع العراقي إلى مرحلة من المواجهة، والمؤسف أنّها تحدث داخل طائفة واحدة وهي الشيعة، وهم منقسمون على نفسهم بطريقتين فأحد الأطراف يقول أنّ هذا مكون عراقي، والآخر يريد أن يعبر الحدود ويذهب ليتحالف مع أطراف إقليمية وهنا نعني إيران”.

د. منذر الحوارات: تقافم الأحداث قد يودي بالدولة العراقية نحو الحرب الأهلية ويدخلها ضمن قائمة الدول الفاشلة

وشدد على أنّ “هذا الاصطدام في المواقف حقيقة زادته وفاقمته الصيغة العراقية غير القابلة للنجاح والمبنية على المحاصصة، وكأنّ العراق بالنسبة للأحزاب والطوائف أصبح كعكة يريد كل طرف أن يقتسمها لنفسه، وكل واحد يريد أن تكون الحصة الكبيرة له”.

إبر تخدير وحرب أهلية تطل برأسها

وأضاف الحوارات قائلا: “هذا الأمر قاد العراق إلى محاولة حصول مواجهة أهلية بين المجتمع ذاته، ولاحظنا كيف تدخلت المليشيات بالأمس، بمعنى أن السلاح حاضر، ويمكن أن يستخدم ضد المدنيين، ويمكن أن يفرض نفسه على أرض الواقع ويقرر المعادلة السياسية”.
وأشار بالقول: ونحن وجدناه في أكثر من مرة يفعل ذلك، بمعنى أن هذه الصيغة الديمقراطية الهشة خاضعة لقوة السلاح، وهي لا تنطلق في الحقيقة من الإرادة الفعلية للناخب العراقي، بل تنطلق من مصالح الإقليم وكيف تترجم نفسها في العراق.

 ولفت المحلل السياسي إلى انّ “إعلان الصدر لسحب المتظاهرين مجرد إبرة تخدير مؤقتة، إنّما جذور الأزمة موجودة ومتفاقمة في الصيغة السياسية التي أفرزت هكذا صراع على المناصب لأجل المكاسب وليس لأجل خدمة الشارع العراقي”.

وأوضح الحوارات أنّ “الصدر حين أنهى الأزمة كان يفعلها وتفعلها المليشيات، وحينما قال للمتظاهرين أريدكم أن تنسحبوا خلال 60 دقيقة، فمعنى ذلك أنه يقول لخصومه أنني قادر على إدخال الناس وسحبهم وفق إرادتي ومشيئتي وهذا وضع لورقة على طاولة المفاوضات أكثر منه نزع لفتيل الأزمة”.

واستدرك بالقول: وكذلك حينما استخدم الإطار التنسيقي المليشيات للدفاع عن موقفه، فمعنى ذلك أنه يستطيع أن يستخدم السلاح في لحظة مدنية وأن يدخل العراق في مسار حرب أهلية قد تكون طاحنة وقد تودي بالعراق كدولة ومجتمع وتدخله في إطار الدول الفاشلة وغير القادرة على العودة من جديد”.

الصدر يطالب أتباعه بالانسحاب  

وكان الصدر وجه كلمة الثلاثاء لأتباعه قائلا: “كنت أمل بأن تكون احتجاجات سلمية بالأكفان، بالأيادي، بالقلوب المحبة لوطنها وليس بالسلاح والرصاص، بأس الثورة هذه، وهذه الثورة ما دام شابها العنف والقتل، فهي ليست ثورة ولن أقول عنها بعد الآن ثورة”.

وأكد الصدر بالقول: “نعم هناك مليشيات وقحة ولكن يجب ألا نكون مثلها، لذلك خلال 60 دقيقة اذا لم ينسحبوا من المنطقة الخضراء وحتى الاعتصام أمام البرلمان، فأني سأتبرأ حتى من التيار، وان لم تطيعوا فسيكون لنا موقف آخر”، مشددا على أن الدم العراقي حرام حرام حرام.

كما وجه الصدر الشكر إلى القوات الأمنية والحشد الشعبي والقائد العام للقوات المسلحة لأنهم وقفوا على الحياد.

30 قتيلاً حصيلة القتلى

وقتل 30 شخصا من أنصار التيار الصدري في العراق خلال الاشتباكات التي شهدتها بغداد، حسب آخر حصيلة أعلنها مصدر طبي.

وأصيب 570 من أنصار الزعيم مقتدى الصدر خلال الاشتباكات التي استمرت 24 ساعة وانتهت بعدما أمهل الصدر أنصاره 60 دقيقة لوقف كل الاحتجاجات.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: