خبير اقتصادي: رفع أسعار الكاز والسولار يكشف انعدام إحساس الحكومة بمعاناة المواطن

خبير اقتصادي: رفع أسعار الكاز والسولار يكشف انعدام إحساس الحكومة بمعاناة المواطن

عمّان – البوصلة

حذر خبراء في الطاقة والاقتصاد من أنّ إقدام الحكومة على رفع أسعار الكاز والسولار مع دخول فصل الشتاء سيكون له آثارٌ وانعكاساتٌ سلبية على الطبقة الفقيرة من المواطنين فضلاً عن تأثيراته على الاقتصاد والقدرة التنافسية للصناعات الوطنية التي تعتمد على السولار، معبرين عن أسفهم من أنّ هذا القرار لا ينمّ عن إحساس الحكومة بمعاناة مواطنيها ولا بالآثار السيئة على الاقتصاد الوطني.

انتقد الخبير الاقتصادي محمد البشير في تصريحاته لـ “البوصلة” إقدام الحكومة على رفع أسعار الكاز والسولار بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، وما سيرتبه ذلك على الطبقة الفقيرة والمتوسطة من أعباءٍ كبيرة في سبيل تأمين الدفء لبيوتهم، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ هذا السلوك من الحكومة لا ينمّ عن أي إحساس بمعاناة المواطنين وخاصة الطبقة الفقيرة منهم.

وقال البشير: مرة أخرى تلجأ الحكومة إلى جيوب المواطنين وخاصة الطبقة المتوسطة والفقيرة، بالإضافة إلى تحميل هؤلاء أعباء العثرات المالية التي تمر بها مالية الدولة باعتبار أنّ ارتفاع المشتقات النفطية وتسعيرها هو بالنتيجة مبالغٌ فيه لمصلحة الخزينة من العامّة من الناس.

محمد البشير: العبث في الضرائب اسهم بالحالة الصعبة التي يعاني منها الاقتصاد الأردني اليوم

وتابع بالقول: سبق ولعدة مرات أن تحدثنا من خلال منصتكم أن العبث الذي حصل في الضرائب هو الذي ساهم فيما نحن عليه اليوم، باعتبار أنّ ضريبة المبيعات على المشتقات النفطية هو الذي أدى إلى ارتفاعها بحيث أصبحت أسعارها أكثر بكثير من أسعار الدول المجاورة أو حتى الأسعار العالمية استنادًا إلى أنّ ضريبة المبيعات حسب ما تحدثت وزيرة الطاقة السابقة أنّها تزيد عن 57% من تسعير المشتقات النفطية.

واستدرك البشير بالقول: لذلك مرة أخرى، وتراكمًا عن الشهر الماضي والأشهر السابقة رفعت الحكومة سعر الكاز والديزل الذي هو عنوان مواجهة البرد القارص للأشهر القادمة، وبالنتيجة أجد أنّ هذا التصرف لا ينمّ عن إحساس من قبلها تجاه معاناة الناس والضغوط عليهم.

وحذر الخبير الاقتصادي في الوقت ذاته من أنّ رفع أسعار الكاز والسولار من الناحية الاقتصادية سيؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين ويجعل من حصة الطاقة والتدفئة للفترة القادمة على حساب متطلبات أخرى ذات علاقة بالاستهلاك سواء كانت ذات علاقة بالإيجارات أو بالصحة والتعليم والغذاء.

“أعتقد أنّ هذا قرار غير سليم ولا يتفق مع ادعاءات الحكومة بحماية الطبقة الفقيرة والمتوسطة”، على حد وصفه.

وختم البشير بالقول: ومن الملفت أن هناك بعض الأقلام تتحدث عن رفع الدعم، وأي دعم يتحدث عنه هؤلاء، فأي دعم للمحروقات وهي بأسعارها المرتفعة جدًا، ونموذج ذلك ارتفاعها على الكاز والديزل.

سابع ارتفاع بأسعار الكاز والسولار

قررت الحكومة تخفيض سعر البنزين(95)والبنزين (90) 1.5 قرش، ورفع سعر الكاز والسولار 3.5 قرش ، لتصبح تسعيرة شهر تشرين ثاني:

البنزين 90 : 91 قرش/لتر و 18.2 دينار التنكة

البنزين 95 : 115.5 قرش/لتر و 23.1 دينار التنكة

السولار و الكاز : 86 قرش/لتر و 17.2 دينار التنكة

من جانبه قال خبير الطاقة عامر الشوبكي إنّ البنزين سجل ثالث انخفاض في تسعيرته المحلية بعد خمس ارتفاعات منذ بداية العام الحالي، مما يرفع الآمال بتخفيف أعباء التنقل على المستهلكين وأصحاب المركبات، رغم المطالب المستمرة بتخفيض الضرائب الثابتة الكبيرة، التي تعمق الفجوة بين سعر البنزين في الاردن و في الدول العربية.

وأضاف الشوبكي، “من جهة اخرى يسجل السولار والكاز سابع ارتفاع في التسعيرة الجديدة التي قفزت الى مستوى تاريخي غير مسبوق في تاريخ المملكة”.

آثار سلبية متوقعة

ولفت إلى أنّه من المتوقع أن يكون لارتفاع سعر السولار تأثير كبير على رفع معدلات التضخم في الاردن، لحصته في النقل وتسعير معظم الخدمات والسلع.

وحذر من أنّه سيقلص من القدرة التنافسية لصناعات أردنية يشكل السولار جزءًا من تكاليف إنتاجها، عدا اعتماد عشرات الآلاف من الأسر الاردنية على السولار والكاز في التدفئة، ويشكل السعر الحالي هاجسًا وتحديًا أمام الأسر الفقيرة في القدرة على تدفئة منازلهم مع بداية فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: