العالم أكبر من خمسة.. تعرف مرتكزات رؤية أردوغان لإنشاء عالم أكثر عدلاً

العالم أكبر من خمسة.. تعرف مرتكزات رؤية أردوغان لإنشاء عالم أكثر عدلاً

العالم أكبر من خمسة.. تعرف مرتكزات رؤية أردوغان لإنشاء عالم أكثر عدلاً

صدر الاثنين 6 سبتمبر/أيلول كتاب جديد من تأليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعنوان “من الممكن الوصول إلى عالم أكثر عدلاً” تناول خلاله إشكالية أن تتولى خمس دول فقط إدارة العالم وأن تتخذ بشكل فردي القرارات التي من شأنها التأثير على مصير العالم بأسره.

ويشير أردوغان في كتابه الذي سيُترجم إلى أكثر من لغة وسيُتبرع بجميع عائداته إلى إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، إلى المعضلات السياسة العالمية التي تواجه الدول الضعيفة والفقيرة على رأسها الظلم وأزمة اللاجئين والإرهاب الدولي ومعاداة الإسلام والتمييز العنصري وازدواجية المعايير.

ويؤكد أردوغان مجدداً في كتابه على عبارته الشهيرة “العالم أكبر من خمسة” التي لاقت صدى عالمياً وترجمت على شكل أغنية باللغة الإنجليزية عام 2017، إذ تحدث عن ضرورة إلغاء حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي وتفعيل دور الأمم المتحدة التي تمثل معظم الدول تقريباً، من أجل تحقيق عدالة عالمية حقيقية وشاملة.

العالم أكبر من خمسة

ويشير الرئيس التركي في كتابه إلى أن خلاص العالم وسعادته يكمنان في تطبيق العدالة، في عالم يصبح به المحق قوياً وليس القوي محقاً، بما لا يخلو من نبرة استنكارية لقرارات دول مجلس الأمن الخمس دائمة العضوية التي تشوبها ازدواجية المعايير. ويناقش الكتاب فكرة التعددية التي يمكنها أن تحل معظم المشكلات وتنتج حلولاً شاملة وفعالة في الوقت المناسب.

وحسب أردوغان: “لا يمكن ترك مصير البشرية لتقدير عدد محدود من البلدان”. ولأجل ذلك دأبت تركيا منذ سنوات على تسويق مقترحها الرامي إلى تبني منظور جديد يرتكز بشكل أساس على تغيير هيكلية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إذ ترى أن إعادة هيكلة المجلس بطريقة أكثر أنصافاً تُمثّل من خلالها الدول والقارات والمعتقدات والأصول والثقافات، ستكون خطوة ثورية نحو العدل والسلام العالمي.

ويهدف المقترح التركي أيضاً إلى تعزيز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بطريقة تجعله قادراً على التعبير عن الضمير المشترك للمجتمع الدولي بشكل عام، من خلال خطوات ثورية نحو التعددية الفعالة لا الشكلية، وإضفاء صفة الشرعية الحقيقية علية من أجل تجاوز العديد من المشكلات التي وقعت في الماضي ومنع حدوثها مجدداً، والتي كان من أبرزها تجاوز السلطات السيادية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة وصولاً لحد إزالتها بالكامل وإغراق البلاد في فوضى لا مخرج منها بحجة ترسيخ الاستقرار وإحلال السلام تماماً كما حدث في العراق عام 2003.

“عالم أكثر عدلاً”

وترى تركيا أنه توجد حاجة ماسة إلى “أمم متحدة” تعكس التعددية الثقافية والتعددية القطبية من أجل ضمان سلام عالمي عادل وأكثر استدامة.

فالعالم من وجهة نظر أنقرة ليس أحادي القطب ولا ثنائي القطب حتى، ولا يصح أن يخضع لهيمنة ثقافية واحدة أو ثقافات عدد قليل من الفاعلين داخل مجلس الأمن، وأنه من الممكن بناء عالم متعدد الأقطاب ومتعدد الثقافات أكثر شمولاً وعدلاً من خلال تفعيل دور الأمم المتحدة وإعادة هيكلة مجلس الأمن، في طريق تحقيق السلام والاستقرار والعدالة والحوكمة العالمية الفعالة.

ويقول أردوغان في الكتاب أيضاً إن “العدالة واحدة من أكثر القضايا المطلوبة في جميع أنحاء العالم اليوم. ولكن المؤسسات المسؤولة عن إقامة العدل العالمي تعيش للأسف حالة جمود قاتلة”، مضيفاً: “في عصر فقد رحمته، تقع على عاتقنا مسؤولية أن نكون ممثلين للعدالة وصوت الضمير”.

ومن أبرز القضايا التي استعرضها الكتاب قضية ازدواجية معايير مجلس الأمن، فبينما أجاز التدخل في العراق من دون موافقة الأمم المتحدة عام 2003 متحججاً بالمزاعم الأمريكية بوجود أسلحة دمار شامل، فقد تأخر في مواجهة الإبادة الجماعية في البوسنة ولم يتمكّن من اتخاذ قرار بالتدخل في كوسوفو بسبب تضارب المصالح في مجلس الأمن.

كما تصرف بطريقة مشابهة تجاه الأزمة السورية أيضاً، فعلى الرغم من مقتل ما يقرب من 500 ألف شخص ظلت الأمم المتحدة غير مبالية بشأن إيجاد حل للأزمة السورية.

أبرز الرسائل التي تضمنها الكتاب

ويورد الرئيس أردوغان الرسائل التالية في كتابه “من الممكن الوصول إلى عالم أكثر عدلاً” الذي تجري ترجمته حالياً إلى لغات منها الإنجليزية والعربية والألمانية والفرنسية والروسية والإسبانية:

* “لا أحد بريء في عالم يموت ويُقتل فيه الأطفال”.

* “العدالة هي واحدة من أكثر القضايا المطلوبة في جميع أنحاء العالم اليوم. المؤسسات المسؤولة عن إقامة العدل العالمي هي للأسف في حالة جمود كبير”.

* “في عصر فقد الرحمة، تقع على عاتقنا مسؤولية أن نكون ممثلين للعدالة وصوت الضمير”.

* “سنستمر في القول إن “العالم أكبر من خمسة” حتى يجري إنشاء نظام يكون فيه المحق قوياً، وليس القوي هو المحق”.

* “مشكلات اليوم لا يمكن حلها عبر مؤسسات تتشكل وفقاً لاحتياجات الماضي. ومن الواضح أيضاً أن هذه المؤسسات تنتج مشاكل جديدة”.

* “وفقاً لمفهومنا، فإن العدالة ستكفل الخلاص والسعادة للعالم، ونحن بحاجة إلى نظام عالمي يمنح الثقة والأمل، من أجل إنشاء عالم أكثر عدلاً”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: