أجرى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي محادثات في الخرطوم مع نظيره السوداني عبد الله حمدوك اليوم السبت، بعد أيام من طلب السودان تأجيل المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وفي ختام المباحثات، أكد بيان سوداني مصري مشترك ضرورة استمرار التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق ملزم لتسوية النزاع بشأن ملء سد النهضة وتشغيله، بما يحفظ مصالح الدول الثلاث المعنية.
وأشار البيان إلى أن الجانبين اتفقا على إعادة هيكلة هيئة وادي النيل للملاحة النهرية بين البلدين. ورافق مدبولي في زيارته وزراء الري والكهرباء والصحة والتجارة والصناعة.
ونقلت الوكالة السودانية عن السفير المصري لدى الخرطوم حسام عيسى قوله إن المباحثات تغطي “كافة الملفات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، والربط الكهربائي والسكة الحديدية، وتسهيل حركة المرور عبر المعابر، وتنظيم التجارة، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
وأضاف عيسى أن “تطابق مصالح القاهرة والخرطوم يُحتّم عليهما التنسيق على أعلى مستوى بهدف الوصول بالعلاقة إلى مرحلة التكامل التام”.
وهذه أول زيارة لرئيس الوزراء المصري إلى الخرطوم منذ تشكيل الحكومة السودانية الانتقالية عام 2019.
أزمة سد النهضة
وتأتي الزيارة وسط توتر ناجم عن تقدم إثيوبيا في مشروع سد النهضة على النيل الأزرق. وطلبت الخرطوم الاثنين الماضي تأجيل المفاوضات بشأن السد لمدة أسبوع لإجراء مشاورات داخلية.
وصرح وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس في الآونة الأخيرة بأنهم كوفد سوداني لاحظوا تقاربا إثيوبيا مصريا خلال جولة المفاوضات الأخيرة، مما أثار اهتمام الجانب السوداني.
وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديدًا حيويًّا لها، إذ يعد نهر النيل مصدرا لأكثر من 95% من مياه الري والشرب في البلاد.
ورغم اعتراض مصر والسودان، أعلنت إثيوبيا في 21 يوليو/تموز الماضي أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة 4.9 مليارات متر مكعب، والتي تسمح باختبار أول توربينتين في السد.
الفاتيكان يدعو للحوار
من ناحية أخرى، دعا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى الحوار بين مصر وإثيوبيا والسودان، وحث الأطراف الثلاثة على عدم الانزلاق إلى صراع مسلح بسبب الخلاف على سد النهضة.
وقال خلال احتفال ديني اليوم السبت “أدعو جميع الأطراف المعنية إلى مواصلة طريق الحوار حتى يظل النهر الخالد مصدرا للحياة، يُوحّد ولا يفرّق، ينمي الصداقة والرخاء والأخوة، وليس العداء وسوء التفاهم والصراع”.
ومنذ 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق بشأن ملء السد وتشغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتفاق.