إندبندنت: بعد الحرب.. السوريون يفرون من مصافي النفط البدائية القاتلة

إندبندنت: بعد الحرب.. السوريون يفرون من مصافي النفط البدائية القاتلة

مصافي النفط البدائية

نشرت إندبندنت (Independent) تقريرا يسلط الضوء على المخاطر التي تشكلها مصافي النفط البدائية، في سوريا، على صحة وحياة السكان في مدن وأرياف البلد وعلى البيئة.

وقالت الصحيفة البريطانية إن عدد تجمعات مصافي النفط البدائية في المناطق الكردية ذات الحكم الذاتي وحدها وصل بين عامي 2013 و2017 إلى 330 تجمعا، وهو ما يقدر بـ 10 آلاف إلى 15 ألف مصفاة ذات أحجام مختلفة، لا تزال حوالي 20 مجموعة منها تعمل حتى الآن شرقي مدينة القامشلي.

وأبرزت أن مخلفات الحرب السورية لا تقتصر على الخسائر البشرية الكبيرة حيث أودت بحياة نحو 600 ألف شخص وتسببت في تهجير نحو 13.5 مليون شخص قسريا، بل خلفت أيضا ضروبا عديدة من الأضرار التي لم تحظ باهتمام يذكر رغم مخاطرها الكبيرة وتداعياتها الوخيمة ذات الأمد الطويل على الصحة العامة والسلام بالبلد، وينبغي أن تكون قضية محورية في أي جهود إغاثة أو إعادة إعمار بعد انتهاء الصراع.

موت بطيء

وسلط تقرير إندبندنت، الذي أعده مراسلاها من مدينة القامشلي هشام عرفات وخبات عباس، الضوء على انتشار حالات التسمم والإصابة بأنواع مختلفة من السرطان في المدن والأرياف خلال السنوات الأخيرة نتيجة للتلوث الناجم عن مصافي النفط البدائية الضارة.

ونقلت الصحيفة عن أطباء محليين القول إن نحو 1500 حالة سرطان جديدة تسجل شهريا بالمناطق الواقعة شمالي شرق البلاد، 200 حالة منها على الأقل في القامشلي والباقي في دمشق.

كما نقلت عن بليندا عبد الرحمن أخصائية الأورام في القامشلي، التي تعالج عيادتها حوالي 10 حالات سرطان يوميا، القول “أعاين كل يوم 5 حالات سرطان جديدة على الأقل في عيادتي”.

وأوضحت الطبيبة أنها على علم بـ 20 إصابة بالسرطان في حيها بالقامشلي، وأن هذا النوع من السرطان لم يكن معروفا في المدينة قبل اندلاع الحرب.

ويقول أخصائي أورام آخر من المدينة نفسها (دانيش الحاج إبراهيم) إن عيادته تستقبل حالتي إصابة بالسرطان جديدتين على الأقل يوميًا.

ويعلق المواطن محمد (33 عاما) وهو عامل في مصفاة نفط قرب القامشلي، قابله مراسلا إندبندنت، بالقول “لم نكن نسمع عن السرطان إلا في المجلات والتلفزيون، وعندما أصيبت أنجلينا جولي به قبل بضع سنوات، اعتقدنا أنه حيوان، مثل الفئران التي تهاجم البشر، لكننا الآن نرى السرطان في كل مكان حولنا وندرك أنه مرض خطير”.

حالات تسمم وأراض محروقة

وليس السرطان المرض الوحيد الناجم عن التلوث الذي تسببه مصافي النفط البدائية في القامشلي التي ركز عليها تقرير الصحيفة، فهناك أيضا حالات التسمم بسبب تلوث المياه والغذاء والهواء.

يقول أكرم خليل، الطبيب المتدرب المقيم بالقامشلي منذ 25 عامًا، إنه يعاين الكثير من حالات التسمم المَعِدِي والمعوي بسبب تلوث المياه والغذاء، ويضيف “عوادم السيارات وعوادم إحراق النفط تتسبب في تلوث الهواء والماء، وبالتالي تلوث الطعام، وهذا هو السبب الرئيسي وراء تفشي حالات التسمم الغذائي وتسمم الكبد”.

كما يشير إلى حالات من تسمم الكبد فيقول “منذ عدة سنوات، شهدنا حالات من تسمم الكبد بسبب بئر ماء في إحدى قرى تل حميس، بالقرب من مصافي النفط المؤقتة، ففي القرية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 500 نسمة تم تأكيد نحو 70 حالة إصابة بتسمم الكبد”.

ويشير تقرير إندبندنت إلى أن المزارعين والعاملين بمصافي النفط المؤقتة يشتكون أيضا من أعراض السرطان، وينقل عن المواطن فهد، الذي يعمل بمصفاة نفط القول “نعاني من السعال المستمر والحكة باليدين والقدمين والجسم، وكذلك الإسهال. قبل الحرب لم نكن نعاني من أية أمراض، كنا نصاب بنزلة برد مرة في السنة، ومعظمنا لم يحتج لتناول أي دواء، إذ كنا نتعالج بالأعشاب والليمون”.

ولا تقتصر الأضرار الناجمة عن مصافي النفط البدائية المؤقتة على ما سبق، بحسب الصحيفة، فقد أدت إلى تحويل الأراضي الزراعية الخضراء إلى أراض قاحلة، وتسببت في هجرة آلاف المزارعين الذين لم يعد من تشبث منهم بالبقاء في تلك الأراضي قادرا على زراعتها بسبب تلوث التربة والمياه بمنتجات النفط السامة.

إندبندنت

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: