المقاومة تعد الأسرى بالحرية.. ماذا تعرف عن وحدة الظل التابعة لحماس؟

المقاومة تعد الأسرى بالحرية.. ماذا تعرف عن وحدة الظل التابعة لحماس؟

قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إن “موعد تحرير الأسرى اقترب”.

جاء ذلك خلال رسالة مقتضبة وجهتها كتائب القسام للأسرى ونشرتها عبر حسابها الرسمي على تطبيق التواصل الاجتماعي تليجرام، قائلة فيها: “أسرانا.. اقترب موعد حريتكم”.

وتأتي هذه الرسالة في الذكرى السنوية العاشرة لصفقة “وفاء الأحرار” التي جرى بموجبها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 معتقلاً فلسطينياً.

وحدة الظل.. أكثر وحدات القسام سرية

بعد أربع سنوات من إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل سمح القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف وبقرار استثنائي في يناير/كانون الثاني 2016 بالكشف عن أكثر وحدات القسام سرية وهي “وحدة الظل” التي تمكنت من الاحتفاظ بالجندي الأسير في غزة غلعاد شاليط لمدة 5 أعوام، ولا تزال تحكم قبضتها حتى اللحظة على عدد من جنود الاحتلال أسرى لديها.

وكشْف القسام عن الوحدة جاء بعد عشر سنوات من تأسيسها عام 2006، التي ظلت في طيّ الكتمان منذ ذلك الحين، الأمر الذي أسهم بنجاح الوحدة في المشاركة المباشرة في أعقد عملية أمنية خاضتها المقاومة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وخلال مقطع فيديو نشرته القسام حول طبيعة عمل وحدة الظل كشفت قيادة الكتائب عن دور خمسة من شهدائها الذين احتفظوا بسر من أخطر أسرار المقاومة، وشاركوا بشكل مباشر في احتجاز شاليط طوال فترة أسره، وهم القادة الميدانيون: سامي الحمايدة، وعبد الله لبد، وخالد أبو بكرة، ومحمد داود، وعبد الرحمن المباشر، إضافة إلى القائدين الكبيرين محمد أبو شمالة ورائد العطار.

وفي إشارة إلى مدى الفشل الأمني الإسرائيلي في الكشف عن مكان احتجاز الجندي شاليط، نشرت القسام صوراً لشاليط وهو يتنزه في مكان مفتوح، وصوراً أخرى تُظهر احتجازه داخل شقة سكنية، فيما كانت التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية تشير إلى احتجازه داخل أحد الأنفاق.

وخُتم مقطع الفيديو الذي نشرته القسام بمشهد يظهر أحد عناصر الوحدة وهو يفتح ملفاً جديداً يحمل المعلومات الخاصة بالجندي الإسرائيلي شاؤول آرون الذي أعلنت القسام أنها أسرته خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، في إشارة تحمل دلالات مختلفة.

ووفقاً للمتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة فإن “تأسيس الوحدة جاء لاعتبارات عملياتية في إطار مهمة كسر قيود الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو، مبيّناً أن الوحدة بضباطها وجنودها هي حلقة مفقودة ومهمتها الأساسية أن تظل على الدوام كذلك”.

وأوضح أن “اختيار مجاهدي هذه الوحدة يحدث من جميع الألوية والتشكيلات القتالية وفق معايير دقيقة، ويجري إخضاعهم لاختبارات عديدة مباشرة وغير مباشرة، كما يتمتعون بالحنكة العالية والخبرة الأمنية والكفاءة القتالية المتميزة”.

بدورها أشارت القسام إلى أن أبرز مهام وحدة الظل هي “تأمين أسرى العدو الذين يقعون في أسر الكتائب، وإبقاؤهم في دائرة المجهول، وإحباط جهود العدو المبذولة بهذا الخصوص، إضافة إلى معاملة أسرى العدو بكرامة واحترام وفق أحكام الإسلام، وتوفير الرعاية التامة لهم مادياً ومعنوياً، مع الأخذ بعين الاعتبار معاملة العدو للأسرى المجاهدين”.

واستطاعت كتائب القسام وعبر إبرام صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية الإفراج عن 1027 أسيراً من سجون الاحتلال في أكتوبر/تشرين الأول 2011، مقابل الجندي الأسير غلعاد شاليط.

وفي أول ظهور إعلامي له وخلال برنامج “ما خفي أعظم” كشف نائب القائد العام لكتائب القسام مروان عيسى عن دور الشهيد القائد باسم عيسى قائد لواء غزة في تشكيل الفريق الأول للوحدة التي أوكل إليها مهمة الاحتفاظ بالجندي شاليط.

وبيّن خلال ظهوره في الحلقة التي حملت عنوان “في قبضة المقاومة” أن الشهيد باسم عيسى الذي ارتقى في معركة “سيف القدس” كان له دور مهم في إخفاء شاليط بالفترة الأولى من عملية الأسر.

وأكد عيسى أن المقاومة تمتلك أوراق مساومة لإنجاز صفقة تبادل مشرفة لأسرانا، وأن ملف الأسرى هو الملف الأهم الموجود على طاولة كتائب القسام.

وأشار إلى أن ملف الأسرى في سجون الاحتلال “سيكون الصاعق والمفجر للمفاجآت القادمة للعدو، ولا يزال المجاهدون في وحدة الظل على رأس عملهم، ويحافظون على الأسرى الذين بين أيدينا حتى هذه اللحظة”.

وما إن أنهت وحدة الظل صفقة “وفاء الأحرار” بصورة مشرفة حتى أوكلت إليها مهمة جديدة تمثلت بالاحتفاظ بأسرى إسرائيليين أسرتهم كتائب القسام، وهم: شاؤول آرون، وهدار غولدن، وأفيرا منغستو، وهشام السيد.

وكحال شاليط لا تزال وحدة الظل منذ عام 2014 تُغيب هؤلاء الأسرى من دون أن تعلم إسرائيل شيئاً عن مصيرهم.

وتحتفظ “حماس” بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014 (من دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.

وحتى 30 يونيو/حزيران الماضي، بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 4 آلاف و850 أسيراً، بينهم 41 أسيرة و225 طفلاً و540 معتقلاً إدارياً، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

TRT عربي

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: