خطوات عربية نحو التطبيع مع الاحتلال منذ بداية 2020

خطوات عربية نحو التطبيع مع الاحتلال منذ بداية 2020

البوصلة – محمد سعد

سارعت وتيرة التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي ودول عربية منذ بداية العام الجاري 2020 إلى حد كبير، وشملت مجالات مختلفة بما في ذلك السياسي والعسكري والاقتصادي وحتى الرياضي مؤخرا في قطر.

وأقيم أمس الإثنين في الدوحة، مؤتمر دولي لحماية الطفل “ISPCAN”، بحضور الطبيبة الإسرائيلية فيريد ويندمان، التي تلقت دعوة من اللجنة القائمة على المؤتمر.

وعقد المؤتمر في فندق جراند حياة بالدوحة.

“تل أبيب” حريصة على الخروج بالعلاقات السرية مع دول عربية لا تقيم معها علاقات دبلوماسية إلى العلن في كسر للقواعد التقليدية المتبعة غالبا.

تلك التطورات جاءت بالتزامن مع الإعلان عن خطة السلام الأمريكية المزعومة المعروفة بـ “صفقة القرن”، والتي لم يكن مصادفة حضور ثلاثة سفراء خليجيين مؤتمر الإعلان عنها في واشنطن.

كما جاء الكشف عن العديد من حالات التطبيع مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقررة في آذار المقبل، في خطوة ارجعها مراقبون إلى رغبة رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو في خدمة مصالحه الانتخابية.

وباستثناء مصر والأردن، لا تقيم الدول العربية علاقات دبلوماسية علنية مع “إسرائيل”.

وهذا رصد لأهم محطات التطبيع التي شهدتها الأسابيع العشرة الأولى من 2020 وفق ترتيبها الزمني:-

** “إكسبو دبي”

في 19 يناير/كانون الثاني أعلنت “إسرائيل”، رسمياً، البدء بأعمال بناء الجناح الإسرائيلي في معرض “إكسبو دبي 2020” بالإمارات.

وقالت خارجية الاحتلال الإسرائيلية، في بيان وقتها: “بدأ فريق العمل بالجناح والمقاول المحلي في بناء الجناح، هذه هي مرحلة هامة”.

ويقام المعرض الدولي، المصمم لعرض إنجازات الأمم، مرة كل خمس سنوات، ويستقطب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم.

وسينطلق “إكسبو دبي” خلال الفترة ما بين 20 أكتوبر/تشرين الأول المقبل وحتى 10 أبريل/نيسان 2021.

ولم تعلق الإمارات رسميا على تصريحات الخارجية الإسرائيلية.

** سفراء عرب في “صفقة القرن”

في 28 يناير، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن “صفقة القرن” المزعومة، بحضور بنيامين نتنياهو.

وشارك في مراسم إعلان “صفقة القرن” سفراء الإمارات والبحرين وسلطنة عمان لدى واشنطن، وقدم ترامب ونتنياهو شكرهما لهذه الدول على موقفها من الخطة الأمريكية.

وتتضمن الخطة التي لاقت رفضا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس المحتلة مقسمة لإسرائيل.

** أسلحة إسرائيلية للمغرب

في 30 يناير، قال موقع “إنتيليجنس أونلاين” الفرنسي، المتخصص في الشؤون الأمنية، إن الجيش المغربي تسلم مؤخرا ثلاث طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع.

وقال التقرير، الذي تداولته وسائل إعلام عبرية، إن الطائرات المسيرة الثلاث جاءت في إطار صفقة أسلحة بين الرباط وتل أبيب يقدر ثمنها بـ 48 مليون دولار، تم شراؤها خصيصا للتجسس على المناطق الصحراوية المحررة.

وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه الطائرات وهي من طراز “هيرون” ستستخدم لتعقب عناصر متطرفة في الصحراء المغربية.

ولم تنف الرباط أو تؤكد رسميا ما ورد في التقرير.

** وزير إماراتي يروج لـ “صفقة القرن”

في 31 يناير شارك وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، مقالاً يدعو الفلسطينيين إلى عدم رفض “صفقة القرن” المزعومة.

وأعاد “بن زايد”، عبر حسابه على “تويتر”، نشر مقال لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يحمل عنوان “الفلسطينيون يخسرون في كل مرة يقولون فيها: لا”.

وفي 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو إنه يرحب بالتقارب بين تل أبيب و”الكثير من الدول العربية”، مؤكدًا أنه “آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام”.

تصريحات نتنياهو التي نقلها حساب مكتبه الرسمي في “تويتر” باللغتين العربية والإنجليزية، جاءت وقتها في معرض تعليقه على تغريدة نشرها عبدالله بن زايد آل نهيان في اليوم ذاته، تضمنت رابطا إلكترونيا لما كتبته صحيفة “سبكتاتور” البريطانية بعنوان: “إصلاح الإسلام: تحالف عربي إسرائيلي يتشكل في الشرق الأوسط”.

** لقاء نتنياهو والبرهان

في 3 فبراير/شباط الجاري التقى نتنياهو، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في مدينة عنتيبي الأوغندية واتفقا على “بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين”.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، حينذاك، عن مصدر إسرائيلي لم تسمه، أن “لقاء نتنياهو والبرهان يمكن أن يقود لمرور الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق السودان”.

وفي 14 من ذات الشهر، قال البرهان إن لإسرائيل دور في قضية رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

وأضاف في مقابلة مع جريدة “الشرق الأوسط” (سعودية مقرها لندن)، أنه في انتظار اكتمال الإجراءات لتحديد موعد للذهاب إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي ترامب.

وأوضح البرهان، أن لقائه مع نتنياهو، جاء في إطار بحث السودان عن مصالحه الوطنية والأمنية، مضيفاً “الاتصالات لن تنقطع، في ظل وجود ترحيب وتوافق كبير داخل السودان”.

** دراج مغربي بنادي إسرائيلي

في 6 فبراير الجاري، أعلن نادي “سايكلينيك أكاديمي” الإسرائيلي انضمام الدراج المغربي مهدي شكري (23 عاماً)، عضو المنتخب الوطني لسباق الدراجات، إلى صفوفه، كأول دراج عربي يلتحق بفريق ركوب الدراجات، المحترف الوحيد في إسرائيل.

وأعرب النادي الإسرائيلي على حسابه الرسمي بموقع “تويتر” عن سعادته بانضمام شكري لصفوفه، مشيرا إلى أنه “أول دراج عربي ـ مسلم ينضم للفريق”.

**قمة عربية مع نتنياهو

في 7 فبراير الجاري، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية (خاصة) عن دبلوماسي عربي، قوله إن اتصالات مكثفة تجري لعقد قمة في العاصمة المصرية القاهرة، تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يجري اتصالات مكوكية لعقد القمة منذ عدة شهور.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي (لم تسمه) وصفته بـ “الكبير”، قوله إن “اتصالات مكثفة، تجري بين واشنطن وإسرائيل ومصر والسعودية لعقد قمة القاهرة، خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.

وذكرت الصحيفة، أن القمة المزعومة “قد تعقد حتى قبل الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها في آذار (مارس) المقبل”.

وأشار المصدر إلى أن “الإمارات والسودان والبحرين وعُمان، ستشارك في القمة أيضا”.

ونفت السعودية لاحقا على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، صحة ما أوردته الصحيفة العبرية، قائلاً “لا خطط لعقد اجتماع بين السعودية وإسرائيل”.

**رئيس بورصة دبي في تل أبيب

في 12 فبراير الجاري كشفت قناة “آي 24 نيوز” الإسرائيلية الناطقة بالعربية أن رئيس بورصة دبي للماس، أحمد بن سليم، يزور إسرائيل منذ ثلاثة أيام، للمشاركة في فعاليات “أسبوع الماس العالمي” المقام في مدينة تل أبيب (وسط).

ولم يصدر عن الجانب الإماراتي، تعليق بخصوص ما أوردته القناة الإسرائيلية.

وأشارت القناة أن المعرض، يشارك فيه 300 من كبار رجال الأعمال والخبراء بمجال الماس ورؤساء لبورصات الماس من أنحاء العالم.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: