فأر فريد من نوعه.. يقضم الأوراق السامة ويغطي فروه لمواجهة الأعداء

فأر فريد من نوعه.. يقضم الأوراق السامة ويغطي فروه لمواجهة الأعداء

الفأر الإفريقي المتوج

يقضم الفأر الأفريقي المتوج (The African crested rat) أوراق الأشجار السامة، ثم ينشر اللعاب على فروه ليحمي نفسه من الحيوانات المفترسة. وقد شاهد سكان شرقي أفريقيا العديد من الكلاب التي نفقت بسبب تلك المادة السامة.

وفي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية، تقول الكاتبة “كاثرين وو” إن هذا النوع من الجرذان الذي يشبه صغير الظربان فريد من نوعه. فعلى عكس معظم أقاربه من القوارض، يستطيع هذا الجرذ تغطية شعيرات فروه بسمّ يكفي لقتل فيل.

الفئران السامة الوحيدة

وقد قامت الدكتورة سارة واينستين، عالمة الأحياء في “جامعة يوتاه” (The University of Utah) و”معهد سميثسونيان لبيولوجيا الحفظ” (Smithsonian Conservation Biology Institute)، بأبحاث عن هذا الفأر لفهم الطريقة التي يتحوّل بها إلى حيوان سامّ ومميت.

وتوصلت إلى أن هذه الجرذان تقضم الأوراق السامة من فروع الأشجار، ولا تأكلها، بل تمضغها وتقطّعها ثم تغطي بها فراءها، لتشكل ما يشبه “الدرع الكيميائية” التي تحميها من الحيوانات المفترسة مثل الضباع والكلاب البرية.

وتعد هذه الجرذان فصيلة الفئران السامة الوحيدة المعروفة في العالم حاليا، وهي من بين الثدييات القليلة التي تستطيع استخدام السموم الموجودة في النباتات.

مسح السم على الفراء

ووفقا للكاتبة، فإن بحث الدكتورة واينستين، الذي نُشر الأسبوع الماضي في الدورية المختصة بعلم الثدييات “جورنال أوف ماميلوجي” (Journal of Mammalogy)، ليس أول الأبحاث التي توثق هذا السلوك الغريب للجرذان المتوجة، لكنه يقدم تفاصيل جديدة تدعم دراسة سابقة عن سلوك هذه الفئران.

وكانت الدراسة التي أُجريت في 2011، ونشرت حينها في دورية “بروسيدنجز أوف ذا رويال سوسيتي بي” (Proceedings of the Royal Society B) قد كشفت عن طبيعة هذا السلوك، أي امتصاص السم من أوراق نبتة تُعرف بـ”ثبيرة شمبري” (Acokanthera Shimperi)، لكن فأرا واحدا فقط قام بذلك السلوك خلال تلك التجربة، وهو ما رجّح فرضية أن لا يكون سلوكا جماعيا لهذه الجرذان.

وفي الدراسة الجديدة، قامت الدكتورة واينستين وفريقها باصطياد 25 فأرا وتصويرها في المختبر، وعندما عُرضت على الجرذان بعض أوراق نبتة الثبيرة قام بعضها بقضم الأوراق ثم وضعت تلك المادة على فرائها.

ولا يزال العلماء غير قادرين على تحديد مدى تواتر هذا السلوك لدى الفئران المتوجة، أو تفسير قدرتها على تحمل السم، خاصة إذا نزل في حلقها، لأنها مثل جميع القوارض الأخرى غير قادرة على التقيؤ.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: