م. بهاء الدين الكيلاني
” الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه “
بهذه الكلمات تمتم فقيد الأمة عندما أخبره ابنه محمد بأن نتيجة الصور الإشعاعية الطبقية تكشف عن وجود كتلة سرطانية متقدمة من الدرجة الرابعة، ولا بد من إزالتها بأقصى سرعة، إلا أن فقيدنا كان على موعد قريب للسفر إلى الخرطوم بدعوة من من وزارة الشباب السودانية لإقامة دورات تدريبية ضمن مشروعه الذي بدأه من سنوات ، فعزم على السفر رغم توصيات الأطباء بضرورة إزالة الكتلة عاجلا لأنها قابلة للانتشار مستعينا بمولاه العظيم جل جلاله.
ماذا تعرف عن ” مشروع وقاية الشباب ” الذي حمله فقيدنا إلى العالم كله في أصعب ظروفه الصحية؟
وما أهدافه؟ وما محتواه ؟
بعزيمة حذَاء ماضية ترعاها عين الله وتحت شعار “يداً بيد لوقاية الشباب” وشعار “نعم للفضيلة لا للرذيلة” أطلق الرجل المُحمدي الوضيء: د. عبد الحميد القضاة مشروعه المسمى ” وقاية الشباب ” من عمان إلى العالم كله ، فتواصل مع كل المخلصين مـن أبنـاء هـذه الأمة في شتى التخصصات ، وعقدت أول دورة في مقر جمعية العفاف الخيرية في عمان عام 1427 هـ / 2006 م
بروح إسلامية معتزة بهويتها انطلق “مشروع وقاية الشباب” لحمايتهم من عواقب الرذيلة والانحراف التي تُحيط بهم في زمن الانفتاح الكبير وعصر الانترنت ، وليواجه المجتمع بعض نتائج الثورة الجنسية العالمية التي لا تبقي ولا تذر، فتزوده بالمفاهيم الإسلامية الصحيحة ، ولتصحح المفاهيم الغريبة الوافدة .
*تقوم فكرة المشروع على تأهيل المتطوعين مجانا تأهيلا علمياً و دينياً وطبياً ليحاضروا بالشباب في ثلاثة مستويات :
المستوى الأول: عبارة عن مجموعة من الدورات التمهيدية في الوقاية من مخاطر أمور استجدت على مستوى العالم، وهذه الدورات هي :
1. وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسياً
2. التثقيف الجنسي الآمن للأبناء في ضوء الشريعة الإسلامية
3. وقاية الشباب من الإدمان على المواقع الإباحية
4. وقاية الأطفال من التحرش الجنسي
5. دورة البافعين – نحو بلوغ آمن
6. الدورة الصحية الوقائية للمقبلين على الزواج
المستوى الثاني: هو عبارة عن دورات لإعداد المحاضرين في مجال وقاية الشباب تعقد خاصة للأئمة والمعلمين وقادة المجتمع بصورة أدق وأعمق.
المستوى الثالث: هو عبارة عن دورات لإعداد المدربين في هذا المشروع، مصممة لمن اجتاز الدورات السابقة وعمل بالمشروع بجد لمدة عام على الأقل ، ولها دبلوم خاص من الإتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، ليُصبح مدرباً للآخرين.
أين وصل المشروع؟
بفضل الله وحده أفاد من المشروع أكثر من 22 مليون على مستوى العالم كله ، ونظمت (879 ) دورة متخصصة، وتم تأهيل قرابة 42 ألفا من المحاضرين والمحاضرات ، وعقد أكثر من 400 ألف محاضرة ، وتم إعداد (431) مدرباً ومدربة ،وتوزيع أكثر من مليوني نسخة من كتب المشروع مجانا ، وترجمة بعضها إلى اللغات العالمية
ويهدف المشروع إلى تأهيل وتدريب 100 ألف متطوع ومتظوعة للوصول بإذن الله في كل عام إلى مليون فعالية دعوية وقائية، ولا زال نهر الخير جاريا.
اللهم اجز عبدك عبد الحميد عن أمة نبيك كل خير، واجمعنا به مع نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الفردوس الأعلى.
