احتفل مسيحيون، اليوم السبت، في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم (جنوب القدس المحتلة)، بوصول قطعة أثرية خشبية من “المذود” الذي وضع فيه السيد المسيح عليه السلام عند ولادته، قادمة من إيطاليا.
وبهذه المناسبة، دقت أجراس كنسية المهد وسط احتفالات رسمية شاركت فيها فرق كشفية، ورجال دين ووزراء ومسؤولون، وجمع من مسيحيي فلسطين، وسياح أجانب.
ولا يتعدى حجم القطعة الخشبية سنتميترات قليلة، وكانت محفوظة في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، بالعاصمة الإيطالية روما منذ القرن السابع الميلادي.
يشار إلى أن رئيس بلدية بيت لحم، أنطون سلمان، كان قد صرح باستعادة جزء من المذود عقب زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى إيطاليا، وطلبه من البابا فرنسيس الأول، إعادة المذود الخشبي الموجود في كنيسة ماري ماجوري “العذراء الكبرى” الإيطالية.
وبيّن أن الفكرة الأولى كانت تتمحور حول إعادة المذود مؤقتا إلى كنيسة المهد، إلا أن البابا قرر إعادة جزء منه ليبقى فيها بشكل دائم.
وأوضح سلمان، إن المذود أخرج من بيت لحم قبل نحو 1000 عام، مؤكدا أنه سيتم تسليمه إلى حراسة الأراضي المقدسة “الأباء الفرنسيسكان”، ومن المرجح أن يوضع داخل كنيسة القديسة كاترينا الرعوية في احتفالية ستقام السبت المقبل.
ويوجد موقع كنيسة المهد، في مدينة بيت لحم، على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب القدس، ويُعتقد أنها شهدت ولادة السيد المسيح.
وبنيت الكنيسة عام 339 للميلاد، وأُعيد تشييدها في القرن السادس بعد حريق شب فيها.
ويشمل الموقع أيضا كنائس وأديرة يونانية ولاتينية وأرثوذوكسية وفرنسيسكانية وأرمنية، إضافة إلى عدد من الأجراس والحدائق.
وبفضل أعمال ترميم الكنيسة التي بدأت العام 2012 وما تزال جارية حتى اليوم، استعادت أجزاء هامة منها الحياة، وكشفت عن لوحات جمالية أخفاها الزمن.
ومطلع يونيو/ تموز الجاري، رفعت منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) التابعة للأمم المتحدة، كنيسة المهد من قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر بعد ترميم الجزء الأكبر منها.
وتم إدراج الكنيسة، عام 2012، كأول موقع فلسطيني ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، لكن، ونظرا لحالتها السيئة، صنفتها المنظمة فيما بعد على قائمة المباني التراثية المهددة بالخطر.