د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

أيها المفرطون بحرائر غزة شاهت وجوهكم

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

كل سلوك إجرامي يسلكه الصهاينة يمكن أن يصبر عليه المقاوم ويصمد أمامه بعناد إلا أن يعبث بعرضه ويلعب بنار شرفه، فإنه يحرف المواجهة إلى منحنى آخر تماما،  وهذا ما يفهمه جيدا عدو داعر فاجر كالصهاينة ومن يشد على أيديهم من الغرب السافل، ولكنهم يقدمون عليه عندما يعجزون عن مواجهة شريفة في الميدان.

إن ما نقلته أخبار دولية من انتهاك أعراض بعض الحرائر في غزة، -وإن ثبت أن حادثة مستشفى الشفاء تحديدا ملفقة- بات اليوم تحديا جديدا لكل مدّعٍ أنه يقف مع غزة، أما الشعوب المقهورة فإنها لا تكاد تملك شيئا عمليا يمكن أن يؤثر في هذه التطورات إلا أن تخاطب حكامها فإما أن يستعملوا أوراق ضغطهم ضد هذا العدو السافل أو يترجلوا فيريحوا ويستريحوا، وأما الحكام أنفسهم فإن الوصمة قد ثبتت على جبين كل متخاذل منهم يملك أن يفعل شيئا ولم يفعل حتى الآن.

موضوعي اليوم لا يكتب بالحروف، فدموع العجز والقهر أبلغ أداة للبيان في دنيا غابت عنها قيَم العرب في مهد جاهليتهم، فلقد استهجنَتْ هند زوجة أبي سفيان عند إسلامها عام الفتح أن يأخذ النبي عليه الصلاة والسلام عليها وعلى صويحباتها عهدا وميثاقا بأن لا يزنين، لتصيح المرأة القريبة العهد بالجاهلية رافضة مبدأ افتراض هذه النقيصة فيهن وهن السيدات الحرائر : ” أوَتزني الحرة يا رسول الله” ؟

حُقّ لمن يعيش في زمان نضبت فيه أخلاق العرب حتى أسلموا حرائرهم لعدوهم، حُق له أن يحس بالغربة وكأنه يعيش في غابة مليئة بالوحوش التي تنهش غيرها لمجرد أنه ليس من فصيلتها، وحق لمن ينتمي لأهل هذه الحقبة التي أفلست فيها الأخلاق والمُثُل أن يحسّ بالخزي والهوان وهو أعجز من أن يردّ عن نفسه أسباب لباسه رداء هذا الهوان!! 

أي ساسة هؤلاء الذين يُحسَبون علينا رجالا وقد صمتوا صمت الأموات عما يحدث في غزة حتى أغروا بها وبأهلها فجَرَة البشر ركّاب راحلة الرذيلة منذ كانوا وبُعِثت فيهم أنبياؤهم، فقتلوا بعضهم وأساؤوا لبعضهم الآخر، ولم يتركوا رذيلة إلا مارسوها ولا نقيصة إلا انتسبوا إليها، أفهُم تاركو العربان وشأنهم إن تمت لهم تصفية قضية فلسطين ؟ لقد فهم الثور قديما هذه المعادلة، أفلم يفهموها بعد؟ 

يلجأ عدونا اليوم إلى هذه الخطوة النجسة بعد أن فشلت محاولاته كلها في ثني أهل غزة عن صبرهم وثباتهم، هجّرهم فلم يستسلموا، جوّعهم فلم ينقموا على المقاومة، قتلهم عند أعتاب أكياس الطحين فاختلطت دماؤهم بلقمة خبزهم فلم ييأسوا، وهو يجرب اليوم أن يعبث بأعراضهم فيحقق بظنه أكثر من هدف : ينال من عزيمة رجال غزة ونسائها، ويدفع الغزيين إلى النقمة على مشروع المقاومة، ويمني نفسه أن يؤدي تحقيق هذين الأمرين إلى تفريغ غزة من سكانها للخروج من هذا الجحيم. وقد تعوّدنا أن نرى عدونا يتخبط دائما في طريق تحقيق أهدافه فيكون حتفه في تفاصيل تطبيقها، ثم تنقلب عليه بطرق لم يحسب حسابها وأسلحة ضده لا يخزن مثلها في مستودعاته، فأنى له أن يملك الإيمان الصانع للمعجزات، والعزيمة التي تحمل أصحابها على الثبات، والتاريخ المشرّف الذي يعين دارسه على استخلاص دروس الحادثات؟

أيها الأعراب، إن المؤمن بربه لا يعدم الخروج بدروس من هذه النوازل التي تخرّ لها الجبال الراسيات، وإن أعظم فائدة لمصيبتنا التي تهز أركان وجداننا أن نعلم أن من أحب المتخاذلين فهو منهم، ومن والى الظالمين فهو أظلم منهم، ومن سكت على انتهاك الحرمات والأعراض فهو ديوث ليس لاسمه وجود في سجلّ الشرفاء، إننا نسجل أن براءتنا من المتخاذلين المنافقين هي شهادة إيماننا الحقيقي التي نحملها بكل فخر، فلا يشرّفنا انتماء ولا ولاء لمن لا يملك من الشرف إلا ألبسة مزخرفة يرتديها وألقابا يزدهي بها ورتبا تعينه على المضي في غيه بدل أن يستعملها في سبيل الرشاد، ولقد صدقت ربنا سبحانك:

(لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰ⁠نَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤئكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُۖ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ أُو۟لَـٰۤئكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ).

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts