“إبل وادي رم”.. وسيلة نقل تكشف أسرار صحراء الأردن

“إبل وادي رم”.. وسيلة نقل تكشف أسرار صحراء الأردن

ـ على بعد 250 كيلومترا جنوب العاصمة عمان يقع وادي رم، أو وادي القمر كما يطلق عليه البعض
– السياح يمتطون الإبل التي تحولت إلى مصدر رزق لأبناء المنطقة ويبحرون على ظهرها في صحراء “رم”
– السائح الألماني فيليب فونتوين: ركوب الجمل أمر ممتع ونحن نعيش تجربة لا توجد في بلادنا

على بعد 250 كيلومترا جنوب العاصمة الأردنية عمان، يقع وادي رم ذلك المكان الذي تجد خلف كل جبل من جباله قصة، وفوق رماله أطلال لحكايات تروي عمق تاريخه.

وادي “القمر” كما يطلق عليه البعض نظرا لتشابه تضاريسهما، مكان يعج بأقدام السياح من جميع أنحاء العالم، تأسر ناظريه طبيعة خلابة.

وعلى أطرافه وبين جنباته تنتشر بيوت الشعر التي تحولت إلى مزارات للسياح الراغبين في عيش تجربة حياة البداوة والاطلاع على واقع المعيشة في المدينة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، والاستمتاع بطبيعتها الصحراوية.

مراسل الأناضول زار المكان بدعوة من سلطة منطقة العقبة (جنوب) الاقتصادية الخاصة (حكومية)، وشركة خليج العقبة للإعلام (خاص)، ورصد أثناء تواجده ظاهرة لافتة حيث يختار السياح الإبل وسيلة نقل مفضلة للاطلاع على جماليات المكان.

ويمتطي السياح الإبل التي تحولت إلى مصدر رزق لأبناء المنطقة، ويبحرون على ظهرها في صحراء رم لتظل خباياها ذكرى خالدة في حياتهم، وليكتب في سجل حياته رحلة عنوانها “الخروج عن المألوف”.

وبالانطلاق من مخيم “بيت علي” في وادي رم كانت البداية صوب “عين لورنس” تلك المنطقة التي تبعد عن الحدود السعودية 45 كيلومتراً، وتقف فيها عشرات الإبل أمام خيمة محاذية لأحد جبال رم وقد امتلأت بالسياح الراغبين بعيش تجربة حياة البداوة.

وفور الوصول إلى المكان عبر سيارات الدفع الرباعي سرعان ما بدأ مجموعة من الشبان بإطلاق عبارات ترحيبية تنم عن رغبتهم في إظهار انتمائهم للمكان وكرم الضيافة التي تعد السمة الأبرز لأبناء البادية الأردنية.

ولا يحتاج الزائر لأن يُقال له “تفضّل” كي يرتشف كأساً من الشاي المعد على الحطب في إبريق كبير الحجم غطّى سواد الرماد لونه، فكل السياح ينالون حصتهم منه قبل رحلتهم في عمق الصحراء على ظهر الإبل.

يقول الشاب نايف علي (21 عاما) لمراسل الأناضول: “الإبل وسيلة نقل للسيّاح وفرصة لتجربة عيش حياة البداوة في وادي رم، والسياح يفضلونه لأنه مريح داخل الصحراء أكثر من السيارات”.

ويضيف: “مهما كانت وعورة المكان فالإبل قادرة على تجاوزها”.

ويتابع: “في هذا المكان، لدينا 25 جملا تعود لأكثر من شخص، وهي مصدر رزق لنا”.

ويوضح أن “المسافة المقطوعة عبر الإبل داخل الصحراء تكون بناءً على طلب السائح وهي تراوح بين 5 و30 كيلومترا”.

ويشير إلى أن السياح عندما يمتطون الإبل يشعرون بسعادة غامرة لأن هذه التجربة ليست موجودة في بلدانهم.

أما عن الأجرة المدفوعة مقابل ركوب الجمل، فقد أوضح بأنها “تكون بحسب الوقت المراد لذلك، ولكنها بالمجمل تراوح بين 7 و25 دينارا (9 ـ 35 دولارا)”.

فيليب فونتوين (35 عاما)، مهندس ألماني جاء إلى وادي رم برفقة صديقتيه، يقول للأناضول، إن “ركوب الجمل أمر ممتع. نحن نعيش تجربة لا توجد في بلادنا، أحب الإبل في وادي رم واستخداماتها التي تتيح لنا الاستمتاع بالمكان”.

عطا الله الزلابية (22 عاما)، من أبناء منطقة الوادي ويعمل دليلاً سياحياً، يشير في حديثه لمراسل الأناضول، إلى أن “الإبل وسيلة النقل المفضلة للسياح الراغبين بالاطلاع على جمال وادي رم والاستمتاع بالهدوء والاسترخاء في أحضان الطبيعة”.

وبحسب إحصاءات سابقة لوزارة الزراعة الأردنية، يبلغ عدد الإبل في المملكة حوالي 14 ألف رأس تتوزع على محافظات الجنوب وخصوصاً معان، والعاصمة عمان، والزرقاء والبلقاء (وسط).

وتقع منطقة وادي رم التي تبلغ مساحتها 74 ألف هكتار، جنوبي الأردن قرب الحدود مع السعودية وهي عبارة عن صحراء متنوعة التضاريس تشمل مجموعة من الأودية الضيقة والأقواس الطبيعية والمنحدرات الشاهقة والطرق المنحدرة.

وجذب وادي رم صناع السينما والدراما فقد شهد تصوير عدد من الأفلام العالمية وخصوصا أفلام الخيال العلمي التي تدور أحداثها على كوكب المريخ بسبب التشابه الشديد بين تضاريسهما.

ويضم الوادي أعلى القمم الجبلية في جنوب بلاد الشام وهما: “أم الدامي” و”رم”، ويسكن المنطقة قبيلتا “الزلابية” و”الزوايدة” التي تعود في الأصل إلى قبيلة “عنزة الوائلية” إضافة إلى عائلات من قبائل أخرى من “الحويطات”.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: