إضرابٌ في فلسطين ورباطٌ في الأقصى والشيخ جراح

إضرابٌ في فلسطين ورباطٌ في الأقصى والشيخ جراح

دعت فعاليات ومنظمات فلسطينية، إلى إضراب شامل الثلاثاء، في الضفة الغربية المحتلة وأراضي فلسطينيي 1948، احتجاجا على العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة منذ 8 أيام.

وأدى العدوان الإسرائيلي على القطاع لاستشهاد أكثر من 220 شخصا وجرح المئات إلى جانب تدمير كبير من المباني والمنشآت.

ودعت حركة المقاومة الإسلامية(حماس)، في بيان، الشعب الفلسطيني لإضراب شامل في جميع مدن فلسطين الثلاثاء، “في القدس والضفة الغربية المحتلة والأراضي المحتلة، وإعلان النفير الثوري وإطلاق المسيرات نحو نقاط الاشتباك والمواجهة في خطوط التماس كافة”.

حركة منظمة التحرير الفلسطينية(فتح)، دعت أيضا إلى إضراب عام الثلاثاء في الضفة الغربية المحتلة تضامنا مع غزة، وضد استمرار العدوان الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية المحتلة.

لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في يافا، أعلنت الأحد، عن إضراب شامل في مجتمع فلسطينيي 1948 يوم الثلاثاء، إلى جانب القيام بخطوات احتجاجية في اليوم ذاته، حسب ما تقرره السلطات المحلية واللجان الشعبية.

وأُعلن عن الإضراب بعد اجتماع وفد عن اللجنة، ونواب عن القائمة المشتركة، وناشطين سياسيين؛ لبحث التصعيد الخطير في اعتداءات شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على منازل لفلسطينيي 1948، كان أخطرها الاعتداء على عائلة الجنتازي التي حاول أحد المستوطنين حرق منزلهم في حي العجمي؛ مما أسفر عن إصابة ثلاثة أطفال أحدهم حروقه بالغة الخطورة.

وتوجهت المتابعة للمجتمع الدولي ولمؤسسات إنسانية وأممية وشخصيات من وزراء وسفراء دوليين، للتحرك الفوري لتوفير الحماية لفلسطينيي 1948 في وجه تصعيد سياسات القمع والبطش التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، خاصة في الأيام الأخيرة، في سعي لقمع حركة الاحتجاج ضد العدوان على الشعب الفلسطيني خاصة في القدس المحتلة وقطاع غزة، واستقدام السلطات لمستوطنين متطرفين للمشاركة في الاعتداء على فلسطينيي 1948، خاصة في المدن الفلسطينية التاريخية، عكا وحيفا ويافا واللد والرملة.

وقررت الحكومة الفلسطينية، مساء الاثنين، أن الوزارات والمؤسسات الخدماتية ستعمل الثلاثاء بحالة طوارئ، لضمان استمرار تقديم الخدمات للفلسطينيين.

ودعا أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، جمهور العمال والعاملات في فلسطين، وكذا النقابات الوطنية والعامة لدعم فعاليات الإضراب العام، وعدم التوجه لأعمالهم، وذلك تطبيقاً لدعوة القوى الوطنية والإسلامية التي دعت لهذا الإضراب يوم غداً الثلاثاء 18 أيار 2021م

وطلب سعد من أرباب العمل الوطنيين باحتساب يوم الإضراب كيوم عمل مدفوع الأجر وعدم القيام بحسم أي ساعة من يوم الإضراب.

ويُطلعنا الباحث في دراسات القدس، زياد ابحيص، على أهمية هذا الإضراب الذي يجب التركيز فيه على عدّة نقاط أساسية لتحقيق هدفه، وقال إن “إضراب الغد فرصة لاستعادة الكل الفلسطيني، جبهة واحدة، وللتفرغ لنقاط المواجهة مع الاحتلال، وللرباط في المسجد الأقصى، والمواجهة والصمود في حي الشيخ جراح.

يوضح ابحيص أن تجربة “أوسلو” أفقدت الفلسطيني قدرته على استخدام أدوات المواجهة الشعبية المباشرة، ففي الانتفاضة الأولى كان الإضراب يعني تعطيل الحياة الاقتصادية التي كانت ضرائبها تنتهي في النهاية عند الاحتلال، وبالتالي كان شكلًا من أشكال العصيان المدني، وكان رفع العلم يعني إعلان هوية، لكن اليوم– بعد أوسلو– لم تعد هذه الأمور أفعال نضالية ولم يعد لها النفس النضالي، ولا أي أثر على الاحتلال، وهذا جزء أساس ما أفقد الناس ثقتها بهذه الأدوات.

ويضيف أن إضراب الثلاثاء مهم جدًا لأنه يستعيد وحدة الجبهة الفلسطينية الكاملة في الضفة الغربية بما فيها القدس والأراضي المحتلة عام 1948 وغزة، وبالتالي تستعيد وحدة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذا الإضراب هو فعل استعادة للذات، أكثر منه فعل إيذاء اقتصادي للإسرائيلي.

أما الأمر الثاني، أنه من الممكن أن يعود للإضراب معناه، إذا كان فعلُ تفرغ للذهاب لنقطة المواجهة والاشتباك مع الاحتلال على مستوى الضفة الغربية، وبالتالي هذا الأمر يمنح القدرة لأعداد كبيرة من الفلسطينيين على أن تخرج من حياتها الروتينية اليومية لنقاط الاشتباك وأن تواجه الاحتلال.

وأكد على أن الناس يُدركون تمامًا أن الإضراب العادي، ووقف الحياة الاقتصادية لم يعد مُجديًا، والمطلوب الآن أن يتحول الإضراب إلى فرصة للنزول إلى الميدان والاشتباك بدل الجلوس في المنازل.

أمّا الأمر الآخر هو فيما يتعلّق بالقدس، يبين ابحيص أن المدينة تحتاج إلى الوجود الجماهيري بشكل دائم، وبالأخص في المسجد الأقصى، وغدًا هو ثالث أيام “عيد الأسابيع” أو “الشفوعوت” العبري، والذي تراجعت فيه حكومة الاحتلال عن السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى من تلقاء نفسها تحت ضربات المقاومة وتحت سيف الخوف من تصعيد المعركة.

البوصلة – القسطل

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: