إعادة إعمار غزة حاجة مُلحة في ظل ما خلفه العدوان من دمار.. وهيئات أردنية تتحرك

إعادة إعمار غزة حاجة مُلحة في ظل ما خلفه العدوان من دمار.. وهيئات أردنية تتحرك

عمّان – البوصلة

علمت “البوصلة” من مصادر مطلعة أنّ الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين، المكونة من نقابة المهندسين الأردنيين ونقابة مقاولي الانشاءات الاردنية، ستعقد اجتماعا مساء اليوم لإقرار الخطط اللازمة فيما يتعلق بإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة وإعادة إعمار ما تم تدميره خلال العدوان والتي تقدرها بعض المصادر بأكثر من 15 مليار دولار حتى اللحظة.

وأكدت المصادر أن أعضاء اللجنة بصفتهم الاعتبارية في تحركٍ متواصلٍ ودائمٍ لجمع التبرعات النقدية اللازمة، وتذليل كل العقبات والمصاعب في سبيل إنجاح المساعي الرامية لوقف العدوان والبدء الفوري بتخفيف الآثار الإنسانية الهائلة التي خلفها العدوان على غزة.

دمار غير مسبوق

وقالت “الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين”، في منشور لها  طالعته “البوصلة” على صفحة التواصل الاجتماعي فيسبوك، تحت عنوان (دمار غير مسبوق في غزة يضاعف تحديات الإيواء وإعادة الإعمار): منذ عام 2005 وحتى الآن شهد قطاع غزة حروباً مدمرة استهدفت القطاع بشكل كامل، وكل حرب كانت أشد عنفاً وتدميراً من الأخرى، وخلفت آلاف الضحايا والنازحين من الفلسطينيين، إضافة إلى دمارا في المساكن والبنية التحتية والخدمات الأساسية بشكل كبير.

وفي الحرب الأخيرة خلف القصف خسائر بشرية ومادية فادحة. فإلى جانب آلاف الضحايا من المدنيين، دمرت آلاف المباني في القطاع، وخربت البنيات التحتية للقطاع التي قد تحتاج لسنوات لإعادة الإعمار، فيما أصبح ازيد من مليون ونصف مواطن نازحين يحتاجون لتدخل عاجل من أجل الإيواء. 

وفي تصريح لوكالة فرانس بريس، وصف مواطن من أهل غزة حجم دمار جراء القصف الاسرائيلي ليلة الجمعة -السبت بأنه “زلزال”، مضيفا “لو كان زلزالا طبيعيا لكان أهون مما تسبب به القصف”

ومع استمرار الحرب واشتداد القصف تتوسع دائرة الدمار وترتفع فاتورة الخسائر البشرية والمادية بما يرفع تحديات الإيواء وإعادة الإعمار بعد أن تتوقف الآلة الحربية.

وبالمقارنة مع حجم الدمار في الحروب السابقة على القطاع وكلفة الاعمار التي تم تسجيلها خلال 2008 و2014 و2021 يظهر أن مخلفات الحرب الجارية اليوم (2023) ستكون أضعاف مضاعفة من سابقاتها خصوصا وأنه ما يزال مستمرا.

حرب 2008

وحسب تقارير إعلامية فقد هدمت الحرب على غزة في 2008 أزيد من 4100 مسكن بشكل كلي، و17000 بشكل جزئي وقدرت الخسائر بأزيد من “5 ملايير” دولار أمريكي.

حرب 2014

أما خلال حرب 2014، وحسب إحصائية، أعدتها وزارة الأشغال ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، فإن عدد الوحدات السكنية المهدمة كلياً بلغت 12 ألف وحدة، فيما بلغ عدد المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، وبلغ إجمالي النازحين 461643.

وخلال 51 يوما من الحرب، قدّرت وزارة الاقتصاد الفلسطينية الخسائر الإجمالية المباشرة وغير المباشرة، في المباني والبنية التحتية، وخسائر الاقتصاد الوطني في قطاع غزة بكافة قطاعاته بـ 5 مليارات دولار تقريبً، وقدر مسؤولون فلسطينيون كلفة إعادة الإعمار بأكثر من 6 مليارات دولار.

حرب 2021

وفي الحرب على القطاع سنة 2021 وخلال 11 يوما من القصف كانت الحصيلة أزيد من 16 ألف وحدة سكنية لحقت بها أضرار، من بينها 1800 وحدة غير صالحة للسكن، فيما نزح أكثر من 75 ألف فلسطيني لجأ منهم 28 ألفاً و700 إلى مدارس تابعة لوكالة “الأونروا”.  وقدرت الخسائر المادية آنذاك بحوالي 8 مليارات دولار.

حرب 2023

دمرت الحرب المتواصلة على غزة إلى حدود اليوم، وفي حصيلة مؤقتة أزيد من 200 ألف وحدة، منها قرابة 32 ألف وحدة سكنية هدمت كليًا وغير صالحة للسكن، فيما بلغ عدد النازحين حوالي مليون ونصف المليون شخص.

وطال الدمار 80 مقرا حكوميا وعشرات المرافق العامة والخدماتية وألحق فيها الضرر الكبير، فيما تعرضت 203 مدرسة لأضرار متنوعة، منها 37 مدرسة خرجت عن الخدمة، مع استمرار استهداف شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي وإخراج عدد منها عن الخدمة.

 كما تم استهداف الكنائس والمساجد حيث تضرر كليا 47 مسجداً و3 كنائس تضررت بشكل بليغ، وسط استمرار بقصف المستشفيات التي تعرض محيطها للتدمير والاستهداف سعياً لإخلاء النازحين منها.

وبحسب مصادر فلسطينية فإنه يصعب في الوقت الراهن تقدير الخسائر المادية والاقتصادية والقيمة المالية لإعادة الإعمار في ظل استمرار القصف الذي ما يزال يخلف المزيد من الخسائر البشرية ودمارا في البنايات والبنية التحتية للقطاع، والتي ستكون أكبر بكثير من الحروب السابقة، وقد تتجاوز 15 مليار دولار، حسب مصادر مهتمة بمشاريع الإعمار في فلسطين.

الأردنيون يجمعون ما يقارب 3 ملايين دينار اردني لحملة “غزة معا ننصرها: الإيواء وإعادة الاعمار”

بلغت حصيلة التبرعات التي جمعت لحملة “غزة معا ننصرها: الايواء وإعادة الاعمار” التي اطلقتها اللجنة العليا للإعمار في فلسطين والمكونة من نقابتي المهندسين والمقاولين مع نهاية البث الاذاعي المفتوح عبر اثير اذاعة حسنى،  2614717 مليون دينار اردني، اضافة الى مبالغ موجودة في محلات الصرافة والبنك، ما يصل مجموع المبالغ الى ما يقارب 3 مليون دينار، حيث ستخصص هذه المبالغ لدعم صمود أهلنا في قطاع غزة ضد العدوان الصهيوني.

وأعلن رئيس اللجنة العليا للإعمار في فلسطين، نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي أن باب التبرع مفتوح وان الحملة مستمرة لحين انتهاء العدوان على اهلنا في قطاع غزة، كما أشاد بالجهود التي بذلها ابناء الوطن ومشاعرهم النبيلة تجاه اشقائهم في فلسطين، مؤكدا أن العطاء الذي قدمه المواطنون والاطفال ورجال الاعمال والمهندسين والمقاولين والصناعيين وكافة شرائح المجتمع الاردني، سيساهم في دعم صمود الاشقاء في قطاع غزة، وسيكون سبيلا لتثبيتهم على ارضهم ضد محاولات الاحتلال الغاصب البائسة في تهجيرهم القسري واخراجهم من منازلهم.

طاهر المصري يترأس اجتماعا لمجلس أمناء الهيئة العربية الدولية للاعمار في فلسطين-الاردن

يذكر أنّ اللجنة العليا للإعمار في فلسطين والمكونة من نقابة المهندسين الأردنيين ونقابة مقاولي الانشاءات الاردنية، عقد اجتماعا في السابع عشر من الشهر الحالي بحضور رئيس مجلس أمناء الهيئة العربية الدولية للاعمار في فلسطين رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، واعضاء اللجنة العليا للاعمار وأمناء الهيئة العربية الدولية للاعمار في فلسطين-الاردن، لبحث تداعيات العدوان الممنهج والغاصب الذي ينفذه الكيان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر.

وأكد المجتمعون أن الاحتلال يتصرف بخرق سافر لكافة القوانين والمعاهدات الدولية التي أكدت على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واستعادة أرضه، مستهجنين متابعة العالم لما يحدث في غزة بصمت بالغ دون أن يحرك احد ساكنا، رغم بشاعة حرب الابادة التي يشنها العدوان الصهيوني بحق الاشقاء في قطاع غزة.

واستعرض المجتمعون الترتيبات التي قامت بها اللجنة لاطلاق حملة غزة معا ننصرها لجمع التبرعات وتقديم الدعم النقدي والعيني للأشقاء في قطاع غزة، مؤكدين ضرورة وضع خطة واضحة للمرحلة القادمة بكل ما تحمله من صعوبات.

(البوصلة + وكالات)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: