اختفت الهدايا والورود.. هموم الحرب أنست الفلسطينيات يوم الأم

اختفت الهدايا والورود.. هموم الحرب أنست الفلسطينيات يوم الأم

ليس كغيرهن من الأمهات، تستقبل الفلسطينيات عيد الأم هذا العام في ظل الحرب والنزوح في خيام بدائية، وسط ظروف قاسية لا تسمح بالاحتفال وتلقّي الهدايا والورود كما جرت العادة من أبنائهن.

داخل خيمة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، نزحت سيدات برفقة أسرهن، حيث يجلسن مع بعضهن دون اكتراث ليوم الأم الذي يصادف في 21 مارس/آذار من كل عام.

ليس ككل عام

عيد الأم الذي يحل اليوم، انشغلت عنه النساء اللواتي يحضّرن طعام الإفطار في شهر رمضان في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشها سكان القطاع.

كاميرا الأناضول زارت بعض النازحات في هذا اليوم، إلا أنهن لم تكترثن عند إخبارهن بأن اليوم هو عيد الأم الفلسطينية، ففي الوقت الحاليّ لا يشغلهنّ سوى هموم الحرب وفقدان أبنائهن وأحبابهن.

وأثناء إعداد الأم الفلسطينية، أم عادل الزهار (77 عامًا)، طعام الإفطار في خيمة بدائية نزحت فيها، تقول: “كل عام، كان أبنائي يهدونني فستانا وورودا بمناسبة عيد الأم، وكنت سعيدة، ولكن اليوم لا يوجد عيد أم، بل نحن بحاجة إلى رحمة الله وإنهاء الحرب”.

وتضيف: “اليوم نريد العودة لمنازلنا نريد الجلوس فوق ركامها ورملها وتنتهي الحرب”.

تقول أم عادل: “هذا المكان ليس مكاني الحقيقي، بل أنا أحلم بالعودة إلى أراضينا في قرية حمام (إحدى قرى فلسطين التي تتبع قضاء مدينة عسقلان عام 1948)”.

واسترسلت: “هُجِّرنا مرتين، الأولى كانت عام 1948، واليوم نجد أنفسنا نكرر نفس السيناريو حيث هجّرنا من منازلنا في خانيونس ولجأنا لخيام بدائية في رفح”.

الفلسطينية أم عادل تجهل مصيرها، فتتساءل أين ستضع رحالها في ظل الحرب وعمليات النزوح المتكررة؟!

وتعيش السيدة الفلسطينية التي سلبت منها الحرب العديد من أبناء عائلتها ظروفًا إنسانية صعبة، حيث تعاني من العديد من الأمراض بما في ذلك السرطان، والطعام الذي تتناوله في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد لا يناسب حالتها الصحية التي تتطلب غذاء يقوّي مناعتها.

عيد الأم بين الهموم والحنين

من جانبها، تقول أم محمد صبيح (55 عامًا) للأناضول: “أنا أم فلسطينية حزينة على الوضع الصعب الذي نعيشه بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع”.

وتضيف: “أتذكر عيد الأم عندما كان يأتي، كانت أيامًا جميلة حيث كنا نحتفل، وتترك ذكرياتها بصور جميلة في بيتنا”.

ولفتت أم محمد إلى أن أبناءها كانوا يحضرون لها الهدايا في هذه المناسبة، لكن “العيد اليوم هو يوم حزين”.

وتتمنى الفلسطينية أن تعود الذكريات الجميلة وترجع إلى بيتها الذي نزحت منه في مدينة خانيونس جنوب القطاع بسبب الحرب الإسرائيلية.

الحرب أنست الفلسطينيات عيد الأم

وعلى مقربة منها، تنشغل الفلسطينية أنعام أبو وادي (61 عامًا) بغسل الملابس، وقد أنستها أهوال الحرب والنزوح أن اليوم هو يوم الأم الفلسطينية.

وتقول أنعام للأناضول: “اليوم يختلف عن كل عام نستقبل فيه يوم الأم، كان أولادنا يأتون ويحضرون الهدايا، لكن اليوم نقضيه وسط الخيام، لا أحد يتذكر أن هناك عيد الأم، لأن الجميع منشغل بالخوف والحرب والحياة في الخيام”.

وتضيف: “الأم الفلسطينية تستحق كل شيء جميل، فهي تختلف عن كل نساء العالم، هي أم صابرة تحملنا وتصبر معنا وتحتمل معاناتنا، وما زلنا نعيش بين الخيام بصبر واحتساب”.

حنين الأم.. الشوق إلى حضن بناتها

فيما تقول غادة الكرد (36 عاما) للأناضول: “لدي ابنتان بعيدا عني، هن في شمال القطاع وأنا في الجنوب، التواصل معهما صعب جراء سوء الاتصالات في القطاع بسبب الحرب”.

وتضيف: “في شهر مارس يأتي عيد الأم الفلسطينية، ولكن للأسف ابنتاي ليستا بجواري، كنت أتمنى لو كنت معهما اليوم، نقضي يومًا جميلًا معًا ونتبادل الهدايا”.

وتعبّر غادة عن أملها في أن تشعر بمشاعر الأمومة في هذا اليوم الجميل، وتذكر أنها لم تستطع قضاء عيد الأم الماضي مع ابنتيها أيضا، بسبب سفرها في تلك الفترة.

وتشعر الفلسطينية بالحنين الكبير إلى ابنتيها، متمنية أن تكونا بجوارها لتحتضنهما وتقدم لهما الطعام، خاصةً في ظل الحديث عن مجاعة في شمال القطاع.

مقتل 37 أمًّا في غزة يوميا

في وقت سابق الخميس، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تقتل 37 أمَّا يوميا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبمناسبة يوم الأم، قالت الجمعية عبر منصة “إكس”: “37 أم تُستشهد كل يوم في قطاع غزة”.

ووفق أحدث إحصاء أصدره المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قتل الجيش الإسرائيلي 9 آلاف و220 امرأة فلسطينية في القطاع الذي المحاصر منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعا كارثية.

28 أمًّا أسيرة

والخميس، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) ونادي الأسير الفلسطينيّ (أهلي)، في بيان مشترك، إن 28 أمًّا من بين 67 أسيرة (9100 إجمالي الأسرى والأسيرات) يقبعن في السجون الإسرائيلية، و “يحرمهنّ الاحتلال من عائلاتهنّ وأبنائهن”.

وإجمالا، خلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتُصر إسرائيل مواصلة حربها على غزة، على الرغم من مثولها للمرة الأولى منذ تأسيسها عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.

وبموازاة حربه على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس الشرقية المحتلة، فقتل 446 فلسطينيا وأصاب نحو 4 آلاف و700 واعتقل حوالي 7 آلاف و700 بينهن نساء وأطفال، وفق مؤسسات فلسطينية رسمية.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: