قال الأب مانويل مسلم أحد الرعاة الروحيين للكنيسة في فلسطين، إنّ غزة مثلت معجزة في بقائها وصمودها وقدرتها على العيش؛ رغم حرب الإبادة الإسرائيلية “التي اشترك فيها طغاة الأرض ومجرميها”.
وأضاف مسلم، في تصريح خاص لوكالة “صفا”، “هذه المعجزة سيخلدها التاريخ؛ الذي سيكتب لهذه القرية الصغيرة ربما في مساحتها؛ لكنها الكبيرة في فعلها، أنها حافظت على بقية الشرف الإنساني والعربي، وأنها كانت صمام أمان للبشرية جمعاء في الحفاظ على إيمانها بالحرية”.
وتابع “غزة أظهرت مفارقات يصعب أن تجمعها في موقف واحد، أظهرت عزة المظلوم وإباء صاحب الحق، في الوقت الذي أظهرت فيه لؤم القريب وخيانة الصديق، وإجرام العدو وتحالف الأشرار والمجرمين”.
وشدّد مسلم على أن “هذه القرية لم تدافع عن نفسها، ولا عن إسلامها ولا كنيستها، هي دافعت عن البشرية بحد ذاتها؛ تلك البشرية التي استمرأت أن يرضخ الضعيف للقوي، وأن يستجيب المغلوب لأوامر الغالب؛ فكانت ثورة بل طوفانّا في وجه هذه المفاهيم الظالمة، وأكدّت أن الضعيف قوي طالما متمسك بحقه”.
وأشار إلى أنّ “الاحتلال لم يتخيل في أسوأ كوابيسه، أن يقف في وجهه فلسطيني عنيد رغم كل الضيم والضعف والهوان الذي تعرض له من حصار وتجويع وتنكيل على مدار 20 عاما، وأن ينهض في وجهه ويصرخ مطالبا بحقه، بل ومنتزعا حقه من أنياب سجانه”.
ووجه رسالة لأهل غزة بالقول “إذا كنتم تعتقدون أنكم صفحة عابرة في التاريخ فأنتم مخطئون، بل أنتم أول سطر، وأنتم عنوان الكتاب ومن ستوقعون إمضاءكم في شرف النهاية، وستتركون مَعينا رافدا لكل الأجيال يُدرّس معاني العظمة والإباء منكم”.
