زكي بني ارشيد
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الأردن جدل الاصطفاف وغياب الحوار

زكي بني ارشيد
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

الأزمة التي يعيشها الأردن ليست اقتصادية فقط وليست سياسية فحسب انها أيضا أزمة اجتماعية، تعبر عن غياب الحوار وإدارة الاختلاف، بحيث أصبح المجتمع يعيش حالة من التوجس والتخوف وسوء الظن، ويتخوف فيها الجميع من الرأي الآخر، وينطلق من هواجس الاقصاء والتهميش والاستهداف.

ما شهدته المنابر الإعلامية وبعض الصالونات السياسية على خلفية مشروع قانون الطفل يستحق التوقف والنظر والإجابة على جملة من الأسئلة التي قد تساعد على إعادة التوازن وفتح ما أغلق من نوافذ الحوار.

إذ ليس مطلوبا الإجماع حول مشروع القانون، فتعدد وجهات النظر في موجباته ومواده مدعاه لحوار هادئ بعيدا عن التشنج والتطرف والغلو، وليس مطلوبا أيضاً أن يخرج الحوار بموقف واحد يجمع الرأي العام والخاص، لأن مشروع القانون لم يُؤسس لحالة الفرز والاستقطاب التي أصبحت ظاهرة على المستويين الرسمي والشعبي.

ولغاية تحديد موقف من مشروع القانون تطرح الأسئلة المفتاحية لجوهر الموضوع.

هل يوجد للطفل حقوقٌ اقرها الدين واكّدتها النظريات العلمية والتجارب المجتمعية؟

إذا كان الأمر كذلك فليس ثمة اعتراض على مبدأ تنظيم تلك الحقوق في قانون.

هل مشروع القانون الذي يضمن حقوق الطفل يشكل تعديا على حقوق الأسرة والمجتمع؟

إذا كان الجواب بنعم فما هي تلك التعديات التي يتخوف منها المعارضون لهذا القانون؟.

إذا كان المطلوب توفير ضمانات للحقوق وتطمينات للفرقاء المتخلفين فإن واجب السلطة توفير المطلوب وقبل ذلك تفهم كل طرف لهواجس الطرف الآخر.

قبول القانون والترويج له والحماسة العالية من أجل إقراره حق للمقتنعين به، كما أن معارضة المشروع وحتى رفضه والمطالبة برده بالطريقة السلمية ودون اللجوء إلى أي نوع من أنواع التهديد حق طبيعي أيضاً.

الأولى والأهم وقبل الصراع على مبدأ إصدار القانون والنزاع حول مواده وتفصيلاته أن تتوجه الجهود نحو الجهات المسؤولة لضمان الحقوق وتنفيذها وليس اقرارها فقط إذ أن تجاوز السلطة على التشريعات أصبح سلوكا ظاهرا لا يحكمه الظرف والإمكانات فقط وإنما الرغبة بالتفرد والتسلط أيضاً.

اخر الملاحظات أن ثمة متربصين ينتظرون اي واقعة سياسية أو اجتماعية لغاية تأكيد الفرز وتعميق الاصطفاف والدخول في صراع مع الحركة الإسلامية، هؤلاء يحاولون اختطاف المشهد لتعميق الأزمة وليس احتوائها.

أياً كانت نتيجة هذا الجدل فإن الوطن والمصالح الحقيقية يستوجب فتح الحوار وليس هدم الجسور، لأن مواجهة حالة الفساد والاستبداد والفشل هي القواسم الوطنية المعتبرة.
اهل الرأي والحكمة معنيون بإغلاق الفرصة على الأطراف المغالية التي تسعى إلى الصراع والنزاع والتقسيم.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts