بعيدا عن الحالة العاطفية، وبعيدا عن الحالة الأيدولوجية، وبعيدا عن الحالة القومية، فإنه ومن باب السياسة والمصالح العليا فإن للأردن مصلحة قوية في عدم انكسار المقاومة في فلسطين المحتلة وتصفيتها.
باختصار فإن انهيار المقاومة الفلسطينية يعني انهيار المناعة ضد أي مشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن والشعب الأردني.
إن انهيار المقاومة يعني تفرغ الكيان لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن والشعب الأردني.
إن انهيار المقاومة الفلسطينية يعني انهيار خط الدفاع الرئيسي عن الأردن ضد المشاريع الصهيونية التوسعية.
ليست المعارضة وحدها تؤمن بذلك، بل هناك تيار كبير داخل الدولة يؤمن بذلك أيضا، وهذا التيار عبر عنه دولة الأستاذ علي أبو الراغب الذي أعلن بكل وضوح ” قناعتي راسخة وبصورة قطعية بأن مصلحة الأردن الأساسية والمفصلية اليوم تقتضي بأن لا تخسر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة”.
ويؤكد أن للأردنيين مصلحة مباشرة مع “من يحارب ويقاتل العدو ويحمي بلاده وأرضه”.
هذا يعني أنه لا يوجد أي مصلحة للأردنيين أو المقاومة الفلسطينية في توتير العلاقات بينهما، ذلك أن الطرفان يشتركان في الأهداف الاستراتيجية، وأن المصلحة تقتضي التعاون وفق رؤية واضحة تأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للطرفين، وهي مصالح غير متناقضة أو متضاربة كما أسلفنا.
ومع الاعتراف بأن تحالفات كل طرف تبدو متباينة، بل متباينة جدا، إلا أن المصلحة العليا للطرفين، وحاجة كل منهما للآخر، تحتم عليهما إدارة علاقات مفيدة للطرفين، وهو أمر ليس مستبعدا في عالم السياسة.
(السبيل)
