الإسلاميون بين تمتين الجبهة الوطنية بوجه “جنون نتنياهو”.. والاتهامات بتجيير “طوفان الأقصى” انتخابيًا

الإسلاميون بين تمتين الجبهة الوطنية بوجه “جنون نتنياهو”.. والاتهامات بتجيير “طوفان الأقصى” انتخابيًا

البوصلة- ربى كراسنة

رغم الأحداث والتطورات الجارية في قطاع غزة تنشغل الصالونات السياسية في الأثناء بالحديث عن الإنتخابات النيابية المقبلة بين إنفاذها في موعدها أو تأجيلها، بالتخوفات التي تتردد بأن الحركة الإسلامية اكتسبت شعبية واسعة في اعقاب معركة طوفان الاقصى بشكل ينعكس على فرصها والمقاعد التي ستحصدها حال إقامتها في موعدها.

هذه التخوفات التي يطلقها بعض السياسيين ويحولونها الى اتهامات، توصف بـالـ”مجحفة”، بحق الحركة الإسلامية، من أنها ستجيّر ما حققته المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الاقصى بغزة لصالحها في الانتخابات النيابية، الأمر الذي استنكرته قيادات الحركة ونوابها مؤكدين على أنها تحظى بشعبية قبل طوفان الاقصى، مع الإصرار على نفي السعي نحو الاستفراد بالحراك الجماهيري في مختلف محافظات المملكة باعتباره جهد الشعب الأردني الذي انتفض من أجل دعم إخوانه في غزة.

وهو الرأي ذاته، الذي حمله النائب صالح العرموطي في تصريح لـ”البوصلة”، قال فيه: “إنّ الحركة الإسلامية تحظى بشعبية قبل معركة طوفان الأقصى، والمواطن الأردني لديه من الثقافة ما يؤهله لاختيار النائب الذي يمثله تحت القبة”.

الحركة الاسلامية إذ تمثل حصنا منيعا للبلد

واستغرب من جهته النائب الثاني للمراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين ورئيس لجنة الإنتخاب في الحركة الإسلامية سعود أبو محفوظ في تصريح لـ”البوصلة” مثل هذه الاتهامات التي تطال الحركة الإسلامية بين فترة وأخرى، وقال:”استغرب أشد الاستغراب واستهجن أنه ما زالت هناك بعض الجهات الرسمية تنشغل في موضوع اثارة التخوفات من المنافسة مع الحركة الإسلامية في الانتخابات”.

وقال أبو محفوظ”:الأولوية القصوى للحركة الإسلامية هي تحويل الأردن إلى جبهة واحدة في وجه العدوان الصهيوني وليس الحصول على مقاعد برلمانية أو وزارية أو الدخول بمنافسة على الوظائف العليا كون القضية قضية وجود أمام هذه المعركة التي كلفت الكيان الصهيوني المجرم من الخسائر الشيء الكثير”.

وأضاف “أنّه قبل 7 اكتوبر كان العمل على الانتخابات يسير بشكلٍ مهنيٍ وفق ما هو مخططٌ له، ولكن هذه المرة لدينا قناعات أمام المعطيات الجديدة حيث أن الأولوية القصوى لدينا تتمثل بالحفاظ على البلد واستقراره أمام جنون المجرم نتنياهو”.

ومن هنا يؤكد أبو محفوظ أن “الحركة الإسلامية كانت وما زالت تمثل جدارا وحصنا منيعا للبلد في مختلف المنعطفات التي يمر بها”.

الجماهيرية للحركة الإسلامية تتمثل في عمرها السياسي

وفي الوقت الذي يبدي فيه بعض السياسيين خشيتهم من ان تجيّر الحركة الإسلامية لمنفعتها، الشعبيةَ التي تحققت للمقاومة نتيجة عملية طوفان الأقصى ، وأن تستغلها في الإنتخابات النيابية، يؤكد المحلل السياسي والوزير الأسبق الدكتور أمين مشاقبة في تصريح لـ”البوصلة”  أن جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي لها وزن في الشارع الأردني، وهذا الوزن يتراوح بين 11% إلى 14% من حجم الأصوات في الأردن.

ورغم توقع مشاقبة بان تزيد حصة الإسلاميين في القائمة الوطنية على موضوع التمثيل النسبي وسط الأوضاع الجارية في غزة التي تؤثر بشكل إيجابي في هذا السياق، لا سيما وأنّ الحركة الإسلامية تحمل توجهًا علنيًا داعماً لكتائب القسام وحماس والمقاومة في غزة الى جانب أن هناك بعدا عقائديا موجودا  لدى الأردنيين، وهم ينادون بأفكارهم ومبادئهم انطلاقًا من هذه المعادلة، وبالتالي هم لهم متعاطفون ومحبذون أكثر من غيرهم من الأحزاب السياسية الأخرى.

واستدرك مشاقبة حديثه بالقول: “من الأشياء المهمّة في الأحزاب، هو عمر الحزب السياسي، فعندما نتحدث عن حزب سياسي أو جماعة عمرها منذ عام 1947، فوق 76 سنة، ليس كما نتحدث عن حزب عمره عام أو عامين، بالتالي فان الجماهيرية للحركة الإسلامية تتمثل في عمرها السياسي وخطابها المرتفع، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهم بحصد الأصوات أكثر في الانتخابات”.

كما أوضح مشاقبة “ان القانون حدد 41 مقعدًا على أساس التمثيل النسبي للأحزاب، وما دمنا جميعًا نؤمن أردنيا بالتعددية، فهناك منافسة حقيقية ستجري بين الأحزاب التي يصل عددها إلى ثلاثين حزبًا على الساحة السياسية الأردنية، وكل حزب يستطيع أن يحصل على عددٍ من المقاعد يتناسب مع عدد الأصوات التي يحصل عليها”.

وأضاف، “ما دامت الدولة وضعت التعددية السياسية ونسبة من المقاعد وهي 41 مقعدًا، فمن حقهم أي الحركة الاسلامية أن يأخذوا حصتهم الانتخابية بقدر الأصوات التي ستفرزها صناديق الإنتخاب، وبالتالي نحن نتحدث عن معادلة تنافسية بين الأحزاب السياسية في الأردن”.

وفي السياق ذاته، استعرض مشاقبة في اخر كتاب أصدره بعنوان “الأحزاب السياسية أطروحات نظرية وعملية الحالة الأردنية” وصل نسخة منه لـ”البوصلة” نشأة جماعة الإخوان المسلمين التي تعود إلى النواة الأولى التي أسسها حسن البنا عام 1928 وانتشرت في معظم أنحاء الوطن العربي وبداية وجودها في فلسطين والأردن كان عام 1946 حيث افتتح أول فرع لها في القدس-الضفة الغربية من نهر الأردن”.

وأضاف في كتابه بالقول: “وبخلاف جميع الأحزاب والتنظيمات على الساحة الأردنية فقد كانت وما زالت حركة الإخوان المسلمين مسجلة رسميا تحت إسم جماعة الأخوان المسلمين حيث عملوا علنا وبدعم وتأييد من السلطة السياسية الأردنية”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: