“الإفتاء” تبين حكم التقاط الصور للمحتضر أو الميت

“الإفتاء” تبين حكم التقاط الصور للمحتضر أو الميت

البوصلة – رصد

مع كل حادث سير مروع أو كارثة طبيعية يعود الجدل بقضية تصوير المتوفين والمصابين خلال هذه الأحداث وبدورها دعت دائرة الإفتاء العام إلى تجنب تصوير المحتضر أو الميت “لأن ذلك فيه انتهاك لحرمته وأذى لأهله”.

وقالت في فتوى رسمية أصدرتها الأربعاء الماضي، “الاحتضار حالة تسبق الموت وتعد من أكثر المواقف عبرة وعظة ومن أشد المواقف عليه لما يعانيه من سكرات الموت ومن أكثرها وعظاً للأحياء وتطلّبه صبر أهله والاحتساب والمسارعة في فعل الخيرات”».

وأضافت، “إن القيام بالتقاط الصور والفيديوهات للمحتضر أمر يجب الابتعاد عنه وتجنبه لما فيه اعتداء على خصوصيته وكرامته”.

واستشهدت الدائرة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية حول التعامل القويم مع الموقف وعدت هذا النوع من التصوير بمثابة تجسس على الغير مع الإشارة إلى أن تصوير الإنسان في الأحوال الطبيعية بغير إذنه لا يجوز شرعاً.

وتابعت، “قد يظهر المحتضر بصورة مؤلمة تتسبب بزيادة الفاجعة والضرر النفسي لأهله وأقربائه، خاصة إذا تم نشر هذه الصور على وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة مما يزيد من التسبب بالأذى لأهله ومحبيه. كما أن هذه الصور والفيديوهات قد تنشر بعد مدة من وفاة المحتضر مما يجدد الأحزان عليهم فإذا كانت التعزية مسنونة لثلاثة أيام لتسلية أهل الميت وتكره بعدها خشية تجديد الحزن على أهله”.

وقالت، “من أراد الخير للمحتضر فليجتهد بالدعاء له بالمغفرة وتذكيره بالله تعالى وقراءة القرآن ويتجنب تصويره”.

و تاليا نص السؤال والفتوى :

ما حكم التقاط الصور للإنسان حالة احتضاره؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الاحتضار حالة تسبق الموت، وهو من أكثر المواقف عبرة وعظة، ومن أشد المواقف على المحتضر؛ لما يعانيه من سكرات الموت، ومن أكثرها وعظاً للأحياء من حوله، إذ تعرف الدنيا على حقيقتها، فيترك الإنسان كل ما يملك، ويفارق الحبيب أحبابه، وقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نطمئن قلب المحتضر بذكر الله وبتلقينه الشهادتين، والاشتغال بذكر الله وقراءة القرآن والدعاء له؛ لأن الموت مصيبة ومصابه جلل كما قال تعالى: {فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ} [المائدة: 106]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ) رواه أبو داود.

وموقف الاحتضار يتطلب من أهل المحتضر الصبر، والاحتساب والمسارعة في فعل الخيرات؛ لذا فالانشغال عند المحتضر بالأحاديث الدنيوية، والقيام بالتقاط الصور والفيديوهات له، من الأمور التي ينبغي الابتعاد عنها وتجنبها؛ لما فيها من الاعتداء على خصوصية المحتضر وكرامته، فكرامة الإنسان مصونة في شريعتنا الإسلامية بقوله الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]، ولما فيها من التجسس على الغير، والله تعالى يقول: {وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ} [الحجرات: 12]، بل إن تصوير الإنسان في الأحوال الطبيعية بغير إذنه لا يجوز شرعاً.

وقد يظهر المحتضر بصورة مؤلمة تتسبب بزيادة الفاجعة والضرر النفسي لأهله وأقربائه، خاصة إذا تم نشر هذه الصور على وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة، مما يزيد من التسبب بالأذى لأهله ومحبيه، كما أن هذه الصور والفيديوهات قد تنشر بعد مدة من وفاة المحتضر مما يجدد الأحزان عليهم، فإذا كانت التعزية مسنونة لثلاثة أيام لتسلية أهل الميت، وتكره بعدها خشية تجديد الحزن على أهله.

جاء في كتاب [المجموع شرح المهذب 5/ 306]: “وتكره التعزية بعد الثلاثة؛ لأن المقصود منها تسكين قلب المصاب، والغالب سكونه بعد الثلاثة، فلا يجدد له الحزن”.
وعليه؛ فمن أراد الخير للمحتضر فليجتهد بالدعاء له بالمغفرة وتذكيره بالله تعالى، وقراءة القرآن، ويتجنب تصوير المحتضر أو الميت، ففيه انتهاك لحرمة المحتضر أو الميت وأذى لأهله. والله تعالى أعلم.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: