الانتخابات الرئاسية الأمريكية..كيف ستؤثر على مستقبل قطاع السفر؟

الانتخابات الرئاسية الأمريكية..كيف ستؤثر على مستقبل قطاع السفر؟

البوصلة – من تحسينات المطارات مروراً بسهولة الوصول إلى وجهات معينة، قد يكون لنتيجة الانتخابات الأمريكية، سواء كانت لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو منافسه الديمقراطي جو بايدن، اختلافات جذرية في تطوير صناعة السفر، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل على مستوى العالم أيضاً.

ولم يركز أي من المرشحين بشكل كبير على موضوع النقل خلال حملتهما الانتخابية، إذ، في خضم الجائحة، هناك جوانب أكبر يجب التركيز عليها.

ولكن مع تدهور سوق صناعة السفر بسبب “كوفيد-19″، يمكن أن تحدد الاستجابة الرئاسية ما إذا كان قطاع السفر سينتعش أم سينهار.

وترى نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة والسياسة لجمعية السفر الأمريكية توري إيمرسون بارنز، أن “أحد أهم مقومات قطاع السفر هو تأثيره الضخم على الاقتصاد”.

وقالت بارنز إنه يتوجب على أي إدارة جديدة أو متجددة منح قطاع السفر الأولوية، إذ يعد القطاع الأكثر تضرراً من الجائحة.

وأشارت بارنز إلى أن قطاع السفر عانى من فقدان الوظائف بنسبة 40% على الصعيد الوطني.

وأوضحت بارنز أن قطاع السفر في الولايات المتحدة فقد نحو أربعة ملايين وظيفة منذ بداية الجائحة.

ولفتت بارنز إلى أنه إذا لم يحصل القطاع على إغاثة بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، فسيخسر القطاع مليون وظيفة أخرى، مضيفة: “نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراء سريع”.

إذا، ما الذي يقدمه المرشحان، وما رأي الخبراء في قدرة كل منهما على إحداث تغيير بقطاع السفر في الولايات المتحدة؟

ما يقوله ترامب وبايدن

وصل ترامب إلى السلطة في عام 2016 بتذكرة واعدة بإدخال تحسينات إلى البنية التحتية، بعد أن أطلق على بعض مطارات البلاد ونظام السكك الحديدية اسم “العالم الثالث” أثناء حملته الانتخابية ومرة ​​أخرى كرئيس.

ومع ذلك، لم يُصدر ترامب أي خطط للسفر أو الطيران في حملته لعام 2020، ولم يستجب البيت الأبيض لطلب الحصول على معلومات عبر البريد الإلكتروني.

وفي الوقت ذاته، يغطي بايدن الطرق والسكك الحديدية والطيران في خطته “للبنية التحتية”. وتتطرق خطته “للطاقة النظيفة” أيضاً إلى وسائل النقل.

ومع ذلك، لا يوجد جدول زمني واضح أو توقعات للتكلفة في خططه، ولم تستجب حملة بايدن للطلبات المرسلة عبر البريد الإلكتروني للتعليق أيضاً.

ويرى هنري هارتفيلدت، المؤسس المشارك لشركة أبحاث واستشارات صناعة السفر، “Atmosphere Research” إنه لا يوجد شيء ملموس للغاية فيما اقترحه فريق حملة بايدن – هاريس الانتخابي.

وقال هارتفيلدت: “لا حرج في ما قالوه، لكن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة عديدة وأزمة قطاع الطيران ليست على رأس القائمة”، مضيفاً أن حملة بايدن لا تركز على أزمة القطاع.

الاستجابة للجائحة

ولسنوات، كانت صناعة الطيران في الولايات المتحدة بحاجة إلى تطوير المطارات وتحسينات البنية التحتية، ولكن بالنسبة لهارتفيلدت، فإن الشيء الوحيد الذي يهم هذا القطاع في الوقت الحالي هو السيطرة على الوباء.

وأوضح هارتفيلدت أن قطاع السفر يعتمد على أن تكون بيئة الصحة العامة آمنة بما يكفي حتى يشعر الناس بالراحة تجاه السفر.

وتساءل هارتفيلدت حول إتاحة فحوصات “كوفيد-19” الدقيقة ذات النتائج السريعة التي ستقلل أو تلغي الحاجة إلى القيود أو الحجر الصحي عند الوصول، والوسائل التي يمكنها أن تزود المسافرين بالثقة الكافية للقيام برحلة جوية، خاصةً رحلة دولية، إذا كانوا يشعرون بالقلق حول كيفية تعامل وجهتهم مع الفيروس؟

وعلى سبيل المثال، إذا كان أحد المواطنين الأمريكيين في أوروبا يخطط للعودة إلى الولايات المتحدة للاحتفال بعيد الشكر، فهل سيرغب في القيام بهذه الرحلة الآن؟”

ويوافق بريت سنايدر، مؤسس ومؤلف مدونة صناعة الطيران “Cranky Flier”، على هذا الرأي.

ويرى سنايدر أن صناعة السفر تحتاج إلى أمرين، أولاً تحتاج إلى السيطرة على أزمة “كوفيد-19” بشكل أفضل، ثم تحتاج إلى فتح الحدود.


ويعتقد سنايدر أن احتمالات إعادة فتح الحدود في وقت أقرب من المحتمل أن تكون أفضل مع بايدن إذا فاز بالسباق الرئاسي.

ويقول سنايدر إن الاتحاد الأوروبي، تليه المملكة المتحدة، يجب أن يكون على رأس أولويات فتح الحدود، مشيراً إلى محاولة التخفيف من حدة الأزمة والعمل على إعادة فتح الحدود حتى يتمكن الناس من السفر.

ويضيف: “لقد وضعنا أنفسنا في مكان سيء للغاية، ولكن في ظل حكم بايدن كرئيس، أعتقد أن النهج الأقل عدائية سيكون أفضل”.

ويعتقد إيمرسون بارنز أن إدارة ترامب ستركز على المعاملة بالمثل عند إعادة فتح الحدود، بينما أن إدارة بايدن ستكون حريصة على إصلاح العلاقات الدولية”.

ومع ذلك، حظيت إدارة ترامب بالثناء بفضل تقديمها أموال الطوارئ لدعم قطاع السفر حتى الآن.

وأشاد هارتفلدت بتركيز إدارة ترامب على خطة دعم كشف المرتبات لشركات الطيران والمطارات كجزء من قانون “CARES”.

فتح الحدود

ويرى هارتفلدت تغييراً محتملاً آخر متعلقاً بالحدود في ظل رئاسة بايدن.

ويقول هارتفلدت: “من غير المرجح أن يحدث ذلك في ظل إدارة ترامب، لكن شركات الطيران الأمريكية ستشبه إلى حد كبير اتفاقية “السماء المفتوحة مع الصين” – حيث تمنح الحكومات شركات الطيران من الجانبين حقوقاً غير محدودة للسفر بين الطرفين.

وبالنسبة للركاب، فقد ينتهي هذا الأمر بتخفيض الأسعار من خلال زيادة السعة، ويمكن أن يفتح مسارات من المطارات الإقليمية إلى المدن الرئيسية في الصين.

أما بالنسبة لشركات الطيران، فإن ذلك سيفتح سعة شحن، وهو أمر بالغ الأهمية في وقت كانت فيه أعداد الركاب منخفضة بشكل كبير.

ومع ذلك، لم يكن سنايدر متأكداً من هذا الرأي، مشيراً إلى قلق بايدن المحتمل بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الصين.

وبالطبع، لدى ترامب أيضاً قضية حدودية مشهورة تصدرت عناوين الصحف في عام 2017، وهي حظره القصير للزوار من العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة.

ويقول هارتفلدت إن بعض سياسات ترامب تعرقل تيسير السفر، بدءاً من الحظر المفروض على الأشخاص القادمين من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وجعل الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة أكثر صعوبة.

وتوافق إيمرسون بارنز على ذلك بقولها: “أعتقد، بصرف النظر عن كوفيد-19، أن مشكلات معالجة التأشيرات وقدرة الزوار على دخول الولايات المتحدة ستكون بالتأكيد أسهل في ظل إدارة بايدن”.

تحسين البنية التحتية

ويتفق كل من هارتفلدت وسنايدر على أن البنية التحتية للطيران بحاجة إلى التحسين.

وقد وصف المرشحان المطارات الأمريكية بأنها من “العالم الثالث”. وخص ترامب بالذكر مطار “لاغوارديا” الدولي، ونيوآرك، وجون إف كينيدي في نيويورك، أثناء حملته الانتخابية في سبتمبر/ أيلول عام 2016، بينما أدلى بايدن برأيه حول مطار لاغوارديا في عام 2014، في خطاب دعا فيه إلى تحسين البنية التحتية.

ويقول سنايدر: “عندما يعود الطلب على السفر إلى طبيعته، فإن العقبة الحقيقية ستكون البنية التحتية للمطارات”، مشيراً إلى أن أكبر المطارات الأمريكية كانت مزدحمة للغاية في عصر ما قبل “كوفيد-19”.


ولم يُصدر ترامب أي خطط لتحسين المطارات، كما أن خطط بايدن المدرجة في حملته، التي تشمل جعل “المطارات الأمريكية الأفضل في العالم” من خلال مضاعفة التمويل لبرنامج تحسين المطار التابع لإدارة الطيران الفيدرالية، ودعم نظام تكنولوجيا NextGen المستمر، لا تعني الكثير في حد ذاتها.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: