البستاني لـ “البوصلة”: لقاءات العقبة التطبيعية خطرٌ إستراتيجيٌ على الأردن

البستاني لـ “البوصلة”: لقاءات العقبة التطبيعية خطرٌ إستراتيجيٌ على الأردن

عمّان – رائد صبيح

استهجن المنسق العام لحملة غاز العدو احتلال الدكتور هشام البستاني اللقاء التطبيعي الذي أعلنت عنه سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة مشددًا على أنّ مثل هذه اللقاءات تثبت مرة أخرى ازدواجية معايير وعدم اتساق مواقف الحكومة في الأردن ما بين أفعالها وكلامها. 

وقال البستاني في تصريحاته لـ “البوصلة“: إنّه أمرٌ مستهجنٌ جدًا أن تقوم الحكومة بشكلٍ متواصل بإدانة الانتهاكات الصهيونية وإدانة الاستيطان، والعدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين، ولكنّها في الوقت نفسه تعزز التعاون مع هذا العدوّ بكافة الأشكال، وتربط مستقبل الأردن بشكلٍ عضويٍ مع الكيان الصهيوني عبر اتفاقيات عضوية واستراتيجية مثل الغاز والمياه.

 وتابع بالقول: اليوم نراهم يستمرون في التعاون بقضايا كانت سابقًا محل اعتراض مثل مطار رامون الذي نعلم أنّ الحكومة تتعامل معه باعتباره انتهاكًا لسيادة الأردن وتهديدًا للملاحة الجوية في مطار العقبة، واليوم نشهد تحولاً إستراتيجيًا في هذا الموضوع، وأصبح يراد أن نتعاون مع هذا المطار الذي قيل إنه ينتهك سيادتنا سابقًا وينتهك أمن الملاحة الجوية في مطار العقبة.

وعبّر عن أسفه الشديد بالقول: الأكثر سوءًا من ذلك أنّ سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة تروّج لتشغيل الأردنيين لدى الكيان الصهيوني.

وتابع البستاني قائلاً: فبدلاً من خلق فرص عمل للمواطنين، نقوم بتزويد العدوّ بمجموعة تتحول في المحصلة النهائية إلى معتمدة اقتصاديًا واجتماعيًا وحتى أمنيًا على هذا الكيان العدواني الغاصب، ويصبحوا بشكلٍ أو بآخر تهديدًا أمنيًا للوطن، إلا إذا كانوا لا يعتبرون الكيان الصهيوني عدوًا، وليس هناك مشكلة بخرق قطاعات واسعة ونحن نتحدث عن الآلاف حسب تصريحات مسؤولية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في هذا الإطار.

وقال البستاني: أرى أنّ هذا تهديد استراتيجي خطير للأردن يضاف إلى التهديدات الإستراتيجية المستمرة السابقة.

النواب.. عزف منفرد

وحول موقف النواب من القضية، قال البستاني: إنّ النائب الرياطي تحدث عن القضية ولكنّه لوحده صوتٌ منفرد، ومجلس النواب خذلنا في الأمور الأكثر استراتيجية ولم يستطع أن يتحرك مؤسسيًا بوجهها رغم أنه يمتلك الصلاحيات التشريعية والرقابية ليوقف كل هذا الانهيار، ولكنّه بكل أسف لا يستخدم هذه الصلاحيات.

وأضاف، فقط يظل بعض النواب يرفعون الصوت منفردين دون أن تتحرك مؤسسة مجلس النواب وتقف بوجه هذا الانهيار، وهي عاجزة عن القيام بدورها الدستوري.

وتابع البستاني بالقول: لم يتبقى أحد يتحدث، فقانون الجرائم الإلكترونية يخوف الناس، حتى أصبحت المعارضة الكلامية أمرًا صعبًا وغير محسوب النتائج.

وأشار إلى أنّ الأحزاب منذ العام 1993 وهناك برنامج ممنهج من بداية قانون الصوت الواحد، وحتى هذا الشكل الجديد من الأحزاب تحت رعاية السلطة، لإفراغها من مضمونها وتحويلها إلى ملحق صغير ببرنامج السلطة بتنويعات مختلفة.

وقال البستاني: تم تحييد النقابات المهنية، وتكسير نقابة المعلمين وجهودها، وتصغير الأحزاب وقصقصة أجنحتها، مشددًا على أنّ “هذا تجريف سياسي شامل من أجل أن لا يكون هناك معارضة سياسية فاعلة لها أثرها على الأرض”.

رسالة للشباب.. الكرامة لا تقيّم بثمن

ووجه البستاني رسالة للشباب الذين يمكن أن يستجيبوا لإعلانات العمل لدى الكيان الصهيوني، قائلا: إنّ الكرامة لا تقيّم بثمن والتبعية لا يمكن استردادها بثمن، فما يحصل هدر لكرامة المواطن الأردني وترسيخ لتبعيته العميقة الاجتماعية المباشرة للكيان الصهيوني، وكليهما لا يمكن استردادهما.

ولفت إلى أنّه “على الشاب أن يفكر جيدًا بما يقوم به لأنه سيعود عليه وعلى مجتمعه بالوبال”.

وأمّال الرسالة الثانية فقال البستاني فيها: إنّه يجب أن يوجه اللوم بشكل رئيسي وأكبر لمن يفقرون المواطن ويمنعون تنميته ويهدرون أمواله على دعم الإرهاب الصهيوني، وهنا نتحدث عن عشرة مليارات باتفاقية الغاز وغيرها، وبدلاً منت تنمية اقتصاده وطاقته السيادية وخلق عشرات آلاف فرص العمل لمواطنيه تُدفع هذه المليارات للمشروع الاستيطاني الصهيوني، وتفقر المواطن الأردني وتحوله لهذا الاتجاه.

صفعة لمواجهة المخططات الصهيونية ضد الأردن

من جانبه، قال النائب عن كتلة الإصلاح النيابية حسن الرياطي إن إعلان سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عن تواصلات واجتماعات تطبيعية مع الاحتلال يشكل صفعة لجهود الدولة في مواجهة المخططات الصهيونية ضد الأردن.

وأضاف الرياطي في بيان صادر عنه، وصل “البوصلة“، أن هذه اللقاءات تشكل انتكاسة تثبت أن الحكومة غير مؤهلة للقيام بواجبها الدستوري والوطني للحفاظ على سيادة الدولة وكرامة الشعب الأردني.

وأشار إلى أن تصريحات سلطة العقبة حول التعامل مع مطار العدو الصهيوني في منطقة المرشرش المحتلة تمثل تراجعا صريحا عن الحقوق والمواقف الأردنية، وقبولا واضحا بالتجاوزات والخروقات القانونية والتعديات التي يشكلها وجود المطار على السيادة الأردنية والتي سبق وأن قدمت الحكومة بخصوصها احتجاجا رسميا لدى الهيئات والمنظمات الدولية المختصة بالطيران المدني.

وقال إن إصرار الحكومة من خلال سلطة العقبة على تشغيل الأردنيين لدى العدو الصهيوني يشكل فشلا حقيقيا لكل المخططات المعلنة لتنمية محافظة العقبة، مبينا أن المحافظة التي تم ضخ مليارات الدنانير فيها تحت مسميات الاستثمار والتنمية لا تزال تعاني من البطالة المرتفعة بين أبنائها إلى الحد الذي باتت سلطة العقبة تقوم بدور المسوق لتشغيل الأردنيين عند أعدائهم بدلا أن تستعرض منجزاتها في توظيف الأردنيين في وطنهم بكرامة وعزة.

لقاء تنسيق تطبيعي

وكانت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة أعلنت قبل أيام عن اجتماعٍ موسع للجَنة التنسيقية العليا بين الجانبين الأردني و”الإسرائيلي” على مستوى الخبراء في مدينة العقبة وذلك للتباحث حول عدد من الملفات والتي تُعنى بالتنسيق لغايات القضايا المشتركة في عدة مجالات.

وتحدث الاجتماع عن زيادة أعداد العمال الأردنيين بنحو 1150 عاملاً أردنياً، فضلاً عن 3200 عاملاً يعملون منذ سنوات سابقة في مدينة إيلات، والبحث في مجالات التعاون في الأمور الزراعية والتكنولوجيا الحيويّة ، وتم  تقديم مقترحات لبدء خطوط الطيران المباشر.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: