البشير لـ”البوصلة”: خسائر الاقتصاد لا تساوي شيئًا أمام نزيف الدم بغزة.. أوقفوا المجزرة

البشير لـ”البوصلة”: خسائر الاقتصاد لا تساوي شيئًا أمام نزيف الدم بغزة.. أوقفوا المجزرة

عمان – رائد صبيح

أكد الخبير الاقتصادي محمد البشير في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ الاعتبارات والخسائر الاقتصادية التي تتسبب بها الحرب الأخيرة على غزة، ليس لها أي قيمة أمام نزيف الدم المُراق والمجازر التي تُرتكب بحق شعبنا الفلسطيني في غزة، مطالباً الأنظمة العربية وعلى رأسها الأردن ومصر التحرك العاجل لوقف العدوان الصهيوني الغاشم.

وقال البشير إنّ الاقتصاد الفلسطيني أصبح اليوم “صفرًا” وتأثر الاقتصاد الأردني كذلك بالهجوم البربري من العصابات الصهيونية التي تشكلت عبر المنظومة الدولية استجابة لحاجة غربية، كشفت عنها القوة المقاومة عندما هددت وجود هذا الكيان، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ الغرب كشّر عن أنيابه بهذه الطريقة وأسهم في تبنّي الرواية الصهيونية حول المقاومة الذي ثبت أنه مبني على الكذب، وأصبح واضحًا أنّ هؤلاء المقاومين كانوا إنسانيين لأقصى درجات الإنسانية كما ظهرت في الفيديوهات.

ولفت إلى أنّ هذا يشير إلى أنّ المنطقة كلها ستتأثر، باعتبار أنّ الأردن يشعر بالتهديد المباشر من هذا الكيان الذي أظهر وحشة غير عادية في هذه الحرب.

الأردن مهدد بشكل مصيري

وأكد البشير أنّ مجريات الأحداث تجعلنا نقول ليس بسبب الخوف عن الأردن، بل الخوف على وجود الأردن، مشددًا على أنّ الأردن ومصر معنيتان اليوم بتوجيه رسالة قوية للرئيس الأمريكي بايدن نفسه القادم للمنطقة لدعم الكيان الصهيوني: إمّا اتفاقيات السلام أو وقف هذه المجزرة، ومحاسبة هذا المجرم الكاذب وعصابته على ما مارسوه من وحشية.

وتابع: كلنا في ذاكرتنا نعلم جيدًا أنّ الراحل الملك الحسين عندما تمّ الاعتداء على خالد مشعل وضع الاتفاقية مقابل حياة مشعل.

وأضاف، “نقول لحكومتنا ونقول للسلطة ونقول لمصر، بالمقارنة بهذا النموذج، غزة التي تدمر وشعبها الذي يقتل ألا يستوجب أن تهددوا، ونحن طموحنا إلغاء الاتفاقيات نحن وكل شعبنا الذي رفض التطبيع طموحه أكبر بكثير، ولكننا نعلم أنّ الإلغاء يحتاج قوى سياسية واقتصادية في هذه الظروف غير موجودة لكنها ستأتي إن شاء الله بعد أن تنتصر المقاومة في فلسطين”.

محمد البشير: وقف المجزرة أولاً ثم الحديث عن المساعدات

ووجه البشير رسالة للعالم الحر: أوقفوا هذه المجزرة، لا يكفي أن نجري اتصالات، ونذهب لمؤتمرات، ونجلس في اجتماعات، فنحن نعلم أنّ هذا مجرب، فلا يكفي من مصر أن تربط القصة بإدخال المساعدات، فماذا يريد الشعب الفلسطيني من المساعدات إذا استمر القتل.

وشدد على أهمية وقف المجزرة أولاً، ومن ثم إدخال المساعدات أمر مهم، لكن المجزرة مستمرة والمصريون يطالبون فقط بإدخال المساعدات، وهي خطوة مشكورة، لكن الخطوة الأهم والخطوة الطموح والخطوة الحلم نؤجلها، ونطالب السلطات الرسمية الموقعة اتفاقيات مع هذا الكيان العصابة أن تلوّح بهذه الاتفاقيات مقابل وقف المعركة، ولكل حادث حديث لاحقًا.

ونوه بالقول: بهذا المعنى أستطيع أن أقول بأنّ التأثيرات على اقتصادنا وسياساتنا وسياسيينا كله في مهب الريح، فكيف يلقى السياسي هذا الشعب المنتفض من المحيط إلى الخليج، والذي يريد فعلاً أن يزحف إلى فلسطين.

وتابع، “لو فتحوا الحدود من الأردن فإنّ الشعوب العربية ستزحف بالملايين، وسيطردوهم بالعصيّ، رغم أنّ السلاح عنصر من عناصر المعارك، وليس هو الأساس”.

وقال البشير: في ذاكرتنا لم يكن قطز لم يكن يستطيع أن يواجه تيمور لينك وهولاكو، بعد أن احتلوا بغداد ودمروها، واحتلوا دمشق وحلب، وكل المنطقة، فاستطاع بإمكانياته المتواضعة وبجيشه وشجاعته أن يهزم فلول المغول في عين جالوت الذين كانت أعدادهم أضعاف مضاعفة من الآن.

بحاجة لتعزيز المواقف

واستدرك بالقول: برغم ذلك عندما نرى أنّ هناك تراجعًا في الدور الأمريكي في العالم، ونرى بلينكن يفشل بانتزاع إدانة لحماس، فهذه خطو ة بالاتجاه الصحيح.

وأضاف، “عندما نرى الملك عبدالله الثاني يتحرك، والمصريون يرفضوا إخراج الأجانب إلا بعد إدخال المساعدات، فهي  خطوات إيجابية يجب تسليط الضوء عليها، والسعودية رأيناها توقف عملية التطبيع، فشكرًا، وهذا جزء من الرؤية الصحيحة، ونحن نطلب أكثر”.

وقال البشير: إنّ شعبنا في فلسطين يساوي خطوات أكثر وأكبر، لأنه من الواضح أنّ السفالة الغربية الذين طوال نهارهم يحاضرون علينا بالأخلاق وحقوق الإنسان وهو كذب، ولكنّ حاجتهم الحقيقية  تتمثل بوجود هذا الكيان، ودعمه بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي وعبر الكذب والادعاء والأفلام والقوانين والسامية وكله كذب.

وخلص البشير في تصريحاته لـ “البوصلة” إلى القول: “إذن، أزمتنا الحقيقية سياسية واجتماعية هي وجود هذا الكيان، فمتى تفيق الأنظمة، الشعوب لا تنافسكم على الحكم وابقوا فيه، لكن تصالحوا معنا بأنّ هذا العدوّ هو سبب رئيسي من أسباب متعددة لأزماتنا المتعددة التي تبدأ بالسياسي وتنتهي بالاجتماعي مرورًا بالاقتصادي”.

سقوط مزيد من الشهداء في مجزرة مروعة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة، باستهدافها ساحة مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بقصف مكثف.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة في تصريح صحفي: نحو 500 ضحية في قصف الاحتلال مستشفى المعمداني بمدينة غزة.

ومنذ بدء العملية وبحسب بيان، فقد بلغ إجمالي ما وصل لمستشفيات قطاع غزة حتى اللحظة  2808 شهيدًا بينهم 853 طفلًا و636 سيدة، وإصابة 10850 آخرين.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن الطواقم الطبية لازالت تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة في غرف العمليات والعنايات المكثفة.

في حين أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أن نحو 1400 إسرائيلي على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 4000 آخرين في الهجوم الذي شنه مقاتلون من كتائب القسام يوم السبت الماضي على مستوطنات غلاف غزة والمواقع العسكري المحيطة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: