د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

التأسيس للتدنيس: إنهم أناس يتطهرون

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

منذ كانت النبوات وكان من الناس من اتبع ومن عادى نقم أعداء الأنبياء منهم ومن أتباعهم ميلهم إلى طهارة الفكر والسلوك، فقيام الرسالات السماوية على الفضيلة في التصور والعمل أزعج المنتفعين من رذالاتهم وغيهم، ورأوا أن ما هم فيه مما ورثوه عن آبائهم بات مهددا بشلال هادر من الصلاح والإصلاح الذي سينسف رأس مالهم من الفجور، فلا حل أمامهم سوى المواجهة، التي تطورت عبر أجيال الفاسدين لتأخذ أشكالا كثيرة منها التصفية الجسدية، ومنها المكر والتخطيط لهدم أركان الفضيلة المنافسة لفجورهم، ومنها التهجير والإحلال، تزعّم هذه الهجمة الوجودية فرعون ذات دهر، وتناوب عليها الملأ في كل زمان ومكان قبله وبعده رافعين شعارا مؤداه واحد: ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون).

ولقد شهد تاريخنا المعاصر استنساخا لنهج الأقدمين في مساحات جغرافية عديدة كان للمسلمين فيها حضور وتأثير، ولعل شرارة الفعل الفاجر قد انطلقت لحظة نجاح أعداء الإسلام بهدم الخلافة الإسلامية التي كانت تربط المسلمين بعقد دولة واحدة تظلهم من سحُب الشر التي أحاطت بهم قرونا من الزمان، لينجح زعماء الرجس العالمي اليهود والجمعيات التي آزرتهم في اللعب على ذقون من زينوا لهم توريثهم أرض العرب هدية خالصة بشرط أن يعينوهم على اقتلاع شوكة العثمانيين منها، فكان العون ولم يكن تنفيذ الوعد، لقد وقعوا فريسة طمع أعاد الأمة شراذم متناحرة إلى يومنا هذا.

ويستمر يهود وأنصارهم الصليبيون الجدد في لعبتهم القذرة، فقد عبثوا بدماء المسلمين في البوسنة، وحاولوا اقتلاع الإسلام من أفغانستان، ودمروا العراق ليصبح دمية في أيدي وكلائهم في المنطقة، وأشعلوا اليمن، وتآمروا في مصر لكي تظل طوع مكرهم، وشطبوا سورية من سجل الاستقلال، واستنزفوا ليبيا، ودمروا مقدرات السودان سلة غذاء العرب، ولعبوا في تونس أخبث لعبة سموها ديمقراطية نزعوا فيها أنياب كل من يقول لهم: لا، وفريق من هذه الأمة المنكوبة لعب دور تلميذ مهذب عرف قواعد لعبتهم فآثر السلامة، فأجّلوه إلى حين!

أما بلاد الشام فدرتها القدس ومسجدها الأقصى، الذي يعرف عدونا مكانته فينا، والذي تكفلت الدولة الإسلامية في التاريخ بالمحافظة عليه، وآخرها الدولة العثمانية التي أخرت احتلاله خمسين عاما.

واليوم، وبعد عقود من الهوان والتعثر في طريق الكرامة، ها هو الكون يشهد عودة نفَس الإسلام من جديد، وانطلاق طوفان الأقصى من غزة لن يكون دفاعا عن الأقصى وفلسطين، بل بداية طريق مبارك لاستعادة دور هذه الأمة في تحرير الإنسان قبل أرضه من العبودية للشر ورموزه في الشرق والغرب، وعدونا بكل ألوان طيفه يعلم ذلك، وما هرولته أول الطوفان قادما إلى المنطقة من أمريكا وأوروبا إلا دفاعا عن وجوده هو لا عن وجود الكيان الصهيوني، فباندحار خطر الصهاينة في المنطقة ستكون القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية وال…، والقائمة تطول، ستكون كلها ليست في خطر، بل إلى زوال محقق، ولأجل ذلك فإنهم ما زالوا يناورون في مواقفهم، هم ليسوا ضد حرب الصهاينة علينا ولكنهم ضد تكثير عدد (القتلى) كما يقول الرئيس الأمريكي، فهو يرى مئة وخمسين شهيدا في اليوم عددا كبيرا، لكنه ربما لا يمانع في قتل مئة مثلا !! ساء ما يحكمون.  

إننا لا نملك سوى ثقتنا بربنا وهي سلاح فعال، ثم ثبات إخواننا في معركة نُصِب شركها للأمة كلها لا للمقاومة الغزية، ورجاؤنا أن يحبط الله آمال عدونا الذي يحارب الله، فأنى ينتصر؟!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts