“التعديل الوزاري”.. مناورة سياسية لإطالة عمر الحكومة أم لتحسين أدائها؟

“التعديل الوزاري”.. مناورة سياسية لإطالة عمر الحكومة أم لتحسين أدائها؟

عمّان – البوصلة

أكد المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات أن التغيير الحكومي بات لا يحظى باهتمام المواطن الأردني لأسباب عديدة ومهمة، لا سيما أنه عبر نتائج كل التغييرات السابقة لم يلمس تغيرًا في الأداء الحكومي سواءً بالتحسن أو السوء وهنا نتحدث في المجمل حقيقة.

وقال الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة“: “إنّ المواطن الأردني لا يعرف نتائج فعلية لأي تغيير يمكن أن يلمسه أو يبني عليه أن التغيير سيكون فيه فائدة من عدمها”.

وشدد على أنه “بالأساس لا يعلم المواطن لماذا يأتي هذا الوزير أو يذهب ذاك الوزير، فليس هناك معايير أداء أو معايير جودة يعرفها، والأمور في الأردن تدار بسرية تامة”.

إقرأ أيضا: انتقادات لتغييب البرلمان عن التعديلات الوزارية.. تعديل ورحيل دون علم “النواب”

وأضاف أنه “قبل أن يقسم الوزراء اليمين الدستورية ظهر الخميس لا يعلم أحد أسماءهم ولا أحد يعلم ماذا قصر ذاك الوزير وماذا فعل وماذا أدى من نتائج إيجابية، ولماذا سيغير بوزير آخر”.

وأشار إلى أنّه “حتى الوزير الذي سيأتي لا يعلم الجمهور ما هي ميزاته وما هي نشاطاته، ولماذا أتي به بدلاً من ذلك الوزير، وبالتالي يأخذ هذا اللغط ويؤثر على المواطن بشكلٍ كبير، ويجعله غير مقتنع بالتغيير كله”.

د.منذر الحوارات: التعديل يعطي فسحة من التنفس لرئيس الحكومة ليطيل عمر حكومته

ونوه الحوارات إلى أنّ” التعديل والتغيير في مرات عديدة يحدث بسبب احتقان داخل الحكومة بين العناصر المختلفة، وربما هذا الاحتقان أو عدم التفاهم داخل الحكومة ربما هو الذي يدفع رئيس الحكومة بغض النظر عمّن يكون إلى تغيير هذا الوزير بذاك الوزير علّ وعسى أن يخلق مزيدًا من الانسجام بين الفريق الوزاري”.

واستدرك بالقول: لكن طالما ليس لكل وزير سياسة واضحة وأجندة مبنية على معرفة سابقة بالوزارة وخطة محكمة يريد أن يقوم بها  ويؤديها في وزارته، ستبقى هذه المشكلة بالأساس أصلاً رئاسة الحكومة أو رئيسها ليس لديه برنامج سابق لكونه رئيس وزراء، ويؤتى بهم من خلفيات حكومية وظيفية وبالتالي ليس لديهم أجندة سياسية تجاه منصبهم أو ما هو البرنامج الذي سيقوم به قبل أن يأتوا حتى يعرفه الجمهور.

وأضاف، “بالنتيجة يأتي رئيس الوزراء ومن ثمّ الوزراء دون أن تكون لديهم أجندات واضحة تجاه القضايا المطروحة على صعيد المجتمع سواء بطالة أو اقتصاد أو سياسة، و كل الأمور التي تمس المواطن وتجعله يهتم بالقضايا العامّة”.

وفي سؤاله حول إمكانية ارتباط التعديل الوزاري بإطالة عمر الحكومة قال الحوارات: إنّ بقاء الحكومة من عدمه مرهون بشخص الملك وهو من يحدد إلى متى ستبقى ومتى ستذهب، ولا نعرف المعايير التي تؤدي إلى ذلك، ولكن في بعض الأحيان تخفف الحكومة عن نفسها من بعض الاحتقانات التي تحدث في الشارع أو التي تحدث بسبب النخبة أو وسائل الإعلام بتغيير وزاري”.

إقرأ ايضًا: التحديث السياسي ليس بأجندة الحكومة.. قراءة في التعديل الوزاري الخامس

وتابع بالقول: “وهذا ربما يعطي مجالاً لمناقشة التغيير لفترة طويلة وبالتالي يغير الاهتمام من الأداء الحكومي من حيث الجوهر إلى أداء الوزراء الجدد وبالتالي تعطي فسحة من التنفس لرئيس الحكومة ليطيل عمر حكومته وربما يفكر بشكل أفضل فيما سيفعل”.

وخلص الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” إلى أنّ “عملية تغيير الحكومة ما هي إلا مناورة سياسية للحصول على مكاسب متعلقة بإطالة عمر الحكومة ولا يأتي في سياق تحسين أدائها”.

حكومة بلا ثقة شعبية

يذكر أن تفاؤل الأردنيين بالحكومة تراجع من 55% عند التشكيل الى 29% فقط بعد عامين على التشكيل، و(71%) من الأردنيين غير متفائلين بالحكومة، بحسب استطلاع مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية.

ولم تنجح الحكومة في تنفيذ تسعة عشر بند من أصل اثنين وعشرين تم تكليف الحكومة في العمل عليها في كتاب التكليف السامي.

وبحسب الاستطلاع فإنّ 67% لا يثقون بالحكومة، بعد مرور عامين على تشكيلها مقارنة بـ 52% كانوا يثقون بها في استطلاع التشكيل في تشرين الأول 2020، مسجلة انخفاضاً مقداره 19 نقطة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: