التورط الأمريكي في العدوان على غزة يتعمّق.. محللون يقرأون المشهد

التورط الأمريكي في العدوان على غزة يتعمّق.. محللون يقرأون المشهد

عمّان – البوصلة

في كل يومٍ يمر من العدوان المتواصل على غزة منذ أكثر من 216 يومًا، تتكشف صحفاتٌ جديدة من التورط الأمريكي فيها حتى أبعد مدى، الأمر الذي اعترف به الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلته مع سي إن إن مؤخرا، والصمت الأمريكي والتنصل من الاتفاق الذي وافق عليه الفلسطينيون بعد ضمانات من أمريكا والوسطاء، ليتماهى الأمريكيون مع موقف نتنياهو المتعنّت لاستمرار جريمة الإبادة الجماعية وإتمام العدوان بعملية عسكرية في رفح.

وفي هذا السياق أكد الصحفي أدهم أبو سلمية أنّ تصريحات بايدن الليلة في غاية الأهمية ويجب أن تُستثمر كأدلة جديدة ليس فقط على ارتكاب الكيان الصهيوني ابادة جماعية في غزة وإنما أيضاً كدليل على المشاركة الأمريكية الصريحة فيها.

ونوه إلى أنّ بايدن قال بوضوح مطلق أن “القنابل التي قدمتها امريكا لإسرائيل وأوقفتها الان استخدمت في قتل المدنين”.

ولفت إلى أنّ اسرائيل تقتل المدنيين، وأمريكا دعمتها لتفعل ذلك.. هذه خلاصة كلامه.

عندما يعترف المجرم على نفسه

أستاذ العلوم السياسية الدكتور خليل العناني بدوره، قال: عندما يعترف المجرم على نفسه وعلى بقية زملائه المجرمين ويكون الاعتراف على رؤوس الأشهاد في أهم شبكة اخبارية في العالم.

وشدد على أنّ “هذه أهم وثيقة إدانة لبايدن بالصوت والصورة باعتباره مجرم حرب”.

ولفت إلى أنّ “غزة التي فضحت وعرّت الجميع، وما يعلم جنود ربك إلا هو”.

الموقف الأمريكي “الحقير”

بدوره وصف الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة الموقف الأمريكي من توقيع صفقة إطلاق النار بـ “الحقير” قائلا: مَن يعرفون أبجديات السياسة يدركون أن المسؤولين المصريين والقطريين لم يكونوا ليقدّموا تلك الورقة التي انتشرت ووافقت عليها “حماس” لولا موافقة وليام بيرنز والذين في القاهرة عليها.

واستدرك الزعاترة بالقول: لكن الموقف الأمريكي التالي راح يتماهى مع موقف نتنياهو عصابته، ويتحدث عن الورقة كما لو كانت مُقترحا من “حماس”.

ولفت إلى أنه لم يصدر ذلك عن بيرنز، وإنما عن كيربي وآخرين من جماعة الخارجية التي يتصدّرها صبي “الكيان” في الإدارة (بلينكن)، ما يعكس خلافا بين فريقين في إدارة بايدن الذي ما لبث أن انحاز للفريق الأكثر صهيونية، كما تبدى في كلمته بمناسبة ذكرى “الهولوكست”.

ونوه إلى أنّ هذا الموقف الإسرائيلي لا يعكس استخفافا بإدارة بايدن وحسب، والتي ردّت بتعليق شحنات أسلحة، بل يعكس استخفافا بالوسيطين المصري والقطري، والمصري الذي كان يدير العملية على وجه التحديد، والذي أضيف للاستخفاف به السيطرة على معبر رفح، وجزء من محور فيلادلفيا.

الحل السياسي ضربٌ من الوهم

وأوضح الزعاترة أنّ هناك مفاوضات تجري في القاهرة الآن، ولا ندري إلى أين تفضي، لكن الاتفاق صار يبتعد عمليا، فيما تتواصل الحرب رغم تسخيف الكثيرين في “الكيان” لوهْم “النصر المطلق” لصاحبه نتنياهو، بدليل ما حدث ويحدث في الوسط والشمال.

وقال المحلل السياسي: واضح أن “الكيان” لم يعد معنيا بمصير أسراه كما كان من قبل، لكن ذلك لا يخفي أزماته من احتجاجات الجامعات والنبذ في العالم، ومخاوف محكمة الجنايات الدولية، بحانب الخسائر المتوقعة جرّاء الاجتياح، وغياب الرؤية لما يُسمّى “اليوم التالي”.

ولفت إلى أنّه لا خيار أمامهم يمكن أن ينسخ هذه المعركة التاريخية ونتائجها على مستقبل “الكيان”. وكثير من عقلائهم يقولون ذلك، لا سيما أن قصة “الحل السياسي” هي ضرب من الوهْم أيضا، وها إن الضفة الغربية بعد 3 عقود من “أوسلو” وسلطته المتعاونة تقول لهم الحقيقة بالفم الملآن.

التورط الأمريكي يتعمّق

من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي حازم عيّاد أنّ الحراك السياسي والعسكري الامريكي يترافق مع محاولات لفرض امر واقع جديد في المعابربغزة ودون ردود او تحركات جادة وقوية من الاطراف العربية وعلى رأسها مصر التي تدير حوارا ووساطة الى جانب الولايات المتحدة فيما يتعلق بصفقة تبادل الاسرى وادارة المعابر وحوكمة القطاع مستقبلا، وهي وساطة لم تعد تفيد القاهرة التي باتت طرفا في المواجهة، وتحتاج الى ادارة مفاوضات فيما بينها وبين الاحتلال لإعادة ترتيب العلاقة وفقا للمتغيرات التي فرضها او يحاول فرضها الاحتلال، وكان آخرها معبر رفح ومثلث الحدود صلاح الدين (فيلادلفيا)؛ فمصر لم تعد وسيطا بل طرفاً كما هو واضح بعد الاجتياح الاسرائيلي لمعبر رفح، وبعد نسفها واحداً من بنود اتفاق كامب ديفيد وملاحقه المهمة.

وأكد عيّاد في مقالته بصحيفة السبيل أنّ زيارات القادة العسكريين الى القاهرة رغم انها تتخذ أبعادا تقنية وفنية لأطر وقيادات تنفيذية، الا انها تخفي في باطنها تحولات سياسية واخرى جيوسياسية ناجمة عن عجز الاحتلال الميداني وقصوره السياسي الناجم بفعل سيطرة اليمين الفاشي الذي تحول الى ازمة فاضت الى اثارها الى دول الجوار بشكل فلسفي ومادي ملموس.

وأشار إلى أنّ الهجوم على رفح بداية الشرور وليس نهايتها، فأميركا تتورط اكثر بفعل انشطة جيشها في رصيف غزة، وانشطة مقاوليها مستقبلا، واكتفاء وليام بيرنز بالمناورات السياسية دون كبح جماح الاحتلال، ودفعه للانسحاب من معبر رفح، والتركيز على الوقف الدائم لإطلاق النار فخ تنصبه الولايات المتحدة لنفسها، وتهدد بإغراق دول الاقليم فيه على نحو مدمر ومؤذٍ.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: