الجبالي: رمضان مدرسة نفسية مترامية وفرصة لتغيير عاداتنا

الجبالي: رمضان مدرسة نفسية مترامية وفرصة لتغيير عاداتنا

رصد – البوصلة

أكدت د. هنادي الجبالي الباحثة والمختصة في العلاج النفسي والأسري، أنّ رمضان مدرسة نفسية مترامية الأبعاد يمكن لكل واحد فينا أن يستغلها كفرصة كبيرة لاكتساب عادات جديدة إيجابية والمحافظة عليها طوال العام لإرضاء الله سبحانه  وتعالى والفوز بجنّته.

وقالت الجبالي في لقاء حواريٍ على فضائية اليرموك: إنّ على كل واحدٍ فينا خلال شهر رمضان أن يعمل نحو التغيير الإيجابي والتخلص من العادات السلبية من خلال معرفة مكوناته من جسد ونفس ويهذبها بالصيام كشعيرة وعبادة، والصوم للنفس سيرًا في مراتب التهذيب.

ولفتت إلى أننا عندما نتناول الجسد والنفس يجب أن نميز بين مفهومين وهما (الصيام والصوم)، فربنا عندما كتب علينا الصوم قال: (كتب عليكم الصيام)، إذن الصيام كشعيرة وعبادة وهو الامتناع عن تناول الطعام والامتناع عن اللذة والامتناع عن الشهوة وهو يختص في الجسد، ونحن هنا نحقق الصيام، القيام بهذه العبادة وهو يختص بالجسد، الذي يمتنع عن المباحات.

وتابعت بالقول: أمّا الصوم، فاختص الله سبحانه وتعالى نفسه بالأجر، “إلا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به”، إذن هنا يبقى عندنا الصوم المتعلق بالمراتب والتهذيب والتزكية وهو يتعلق بالنفس.

ونوهت الجبالي إلى أنّ الصيام للجسد والصوم للنفس، وهنا تكون درجات الترقي والمسير إلى الله سبحانه وتعالى، ومسيرتنا التربوية والنفسوية والتزكوية تكون في رمضان، وتختص بالنفس تحديدًا.

وحول سؤال كيف نغير أنفسنا في رمضان، قالت الجبالي: إنّ المدرسة السلوكية تقول إن أردت تغيير عادة معينة أو زراعة عادة في نفسك أو عند الآخرين، لا بد لهذه العادة من سبعة أيام إلى خمس وعشرين يومًا، والإنسان يتدرب عليها وهذه مدرسة رمضان ونحن معنا في رمضان ثلاثين يومًا من الممارسة والتدريب واستجلاب هذه الفكرة.

ونوهت الخبيرة النفسية إلى أنّ لدينا في رمضان فرصة تثبيت العادة، وهو العقل الجمعي في رمضان، يمكن أحيانا في الأيام العادية من الصعوبة بمكان التخلص من عادة معينة وأزرع بنفسي عادة معينة عندما أكون وحدي، أحيانا يتفلت الإنسان ويصيبه الملل ويتعب، لكن العقل الجمعي في رمضان، نفهم فكرة أننا نتعبد وأننا نطور أنفسنا من خلال الدعم النفسي والاجتماعي وكثير من الأشياء في رمضان.

ولفتت الجبالي للقول: نحن في رمضان نصلي النوافل مع أننا في الأيام العادية نتراخى عنها، ولكن نصلي التطوع أكثر في رمضان وتحتشم الفتيات أكثر في رمضان وتكف عن وضع المكياج خلال خروجها في رمضان.

ونوهت إلى أنّ ميزة رمضان الأيام والعقل الجمعي الداعم بالإضافة للبركة التي يطرحها الله سبحانه وتعالى في رمضان فتفتح أبواب الرحمة والجنان، لكن من الناحية النفسية السلوكية الدعم النفسي موجود.

وتابعت حديثها بالقول: نصلي في البيت التراويح ولكن لماذا نحب الصلاة في المسجد، لأننا نرى بعضا ونساعد بعضنا وهكذا، حتى أحيانا كثيرٌ من الناس لا نراهم في الأيام العادية ولكنّنا نراهم في المسجد.

وأكدت على ضرورة أنّ النظام الذي نرتبه في رمضان نستمر عليه، علينا الاستمرار بما كنت عليه، وإن كنا نشتغل على أنفسنا في رمضان بطريقة إيجابية في تنظيم الوقت والعبادات، وبعد رمضان انتهى، فالله رب رمضان ورب كل الأشهر، فأنا أتجه للجنّة في رمضان وما بعد رمضان.

وختمت بالقول: يمكن أن لا نبقى كما نحن في رمضان لكن علينا أن نحتفظ بما نسبته خمسين إلى ستين بالمائة من أعمالنا وهكذا، وإن فقدت كثيرًا على الأقل أحافظ على أربعين بالمائة من عاداتي التي اكتسبتها في رمضان، وأستمر في تمرين نفسي عليها طوال العام حتى يأتي رمضان القادم.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: