عمّان – البوصلة
قال أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور إبراهيم الجرمي، في تصريحاته لـ “البوصلة“: إنّ الشريعة الحكيمة هي التي بينت المقدس من غير المقدس، وبينت أين تكون البركة، وهذا لا تفعله العقول ولا تستنتجه القرائح، وإنّما تقوله الشريعة، مستهجنًا في الوقت ذاته ما يصدر عن بعض الأشخاص الذي يدّعون وضع بركتهم في الأشياء مستغلين بعض الضعفاء من النساء والأطفال.
وأوضح أنّ الشريعة هي التي فضلت المساجد مطلقًا، وفضلت ثلاثة مساجد على غيرها بالأجر والثواب، وقال عليه السلام: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد”، يعني طلبًا للأجر الزائد، وهي التي بينت فضل الأشهر، فهذا شهر رمضان وهذا شهر الله المحرم، وهي التي بينت فضل الأمكنة الخاصة، وحتى غير الأمكنة.
وتابع بالقول: كما نقول ماء زمزم، ماءٌ مبارك، فمن الذي باركه؟، باركته الشريعة فباركه الله سبحانه وتعالى وباركه النبي صلى الله عليه وسلم بإذن ربه ومولاه.
وأضاف الجرمي: من هذا الباب لا يجوز للإنسان التوسع في مثل هذه القضايا، فلا يجوز للإنسان كائنًا من كان أن يأتي إلى مسجد غير الثلاثة ويقول: والله الصلاة في هذا المسجد لها أجرٌ مضاعفٌ، فنقول له هذا افتراءٌ على شرع الله، مشددًا في الوقت ذاته على أنّه “نعم هذا مسجدٌ ولكن لا قداسة له أكثر من ذلك”.
زمزم ماءٌ مبارك وغير ذلك “عاديّ”
“ونقول كذلك بالنسبة للمياه، “زمزم” الوحيدة هي التي ماؤها شفاء، وهي طعام طُعْم وشفاء سُقْم، و”زمزم لما شرب له”، أما غير ذلك فماءٌ عاديٌ”، على حد تعبيره.
وقال الجرمي: أمّا ما يشيع عند بعض الناس ممّن يريدون استجلاب الضعفاء من النساء ومن الأطفال بأنّ البركة بين أيدينا، فهؤلاء يفترون على دين الله وهذا دجلٌ ولا يصح في دين الله أن نشغل الناس بمثل هذا.
وحذر بالقول: “لا إذا وضعت أنا يدي في الماء يكون مباركًا، ولا إذا حتى إذا قرأت عليه يكون مباركًا، فالرقية تجوز لكن الماء لم يصبح مباركًا بي أنا، فهذا أمرٌ شرعيٌ لا يجوز به البدع والابتداع ولا الافتراء على صاحب الشريعة”.
وختم الجرمي تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: “يكفينا ما نطقت به الشريعة من بركة للزمان والمكان والأشخاص المعينين الذين حددتهم الشريعة، وخلاف ذلك بدعة من البدع لا يجوز لأحد أن يفعلها كائنًا من مكان”، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّه “من تمام التوفيق أن يلتزم الإنسان بالسُنّة ويبتعد عن البدعة، وندعو الله أن يوفقنا إلى ذلك”.
الأوقاف تحقق
وكان الناطق الإعلامي باسم وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور علي الدقامسة أكد أن الوزارة تتحقق من صحة فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر قيام شخص بممارسة طقوس دينية بأحد المراكز الإسلامية التابع لإحدى الجمعيات التي تشرف عليها الوزارة.
وأضاف الدقامسة في تصريحات صحفية الخميس أنه وبناء على توجيهات وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة سيتم التحقق من الفيديو، ومحاسبة كل من يخالف التشريعات التي تنظم عمل المراكز الإسلامية، منوها إلى أن نظام المراكز يحظر على المركز الإسلامي استخدامه لغير الأنشطة التي رخص من أجلها.
(البوصلة)
