الجرمي لـ “البوصلة”: تعليم الفلسفة إمّا بـ”منهجٍ مستقيمٍ” أو لا داعيَ لها

الجرمي لـ “البوصلة”: تعليم الفلسفة إمّا بـ”منهجٍ مستقيمٍ” أو لا داعيَ لها

عمّان – البوصلة

حذر أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور إبراهيم الجرمي في تصريحاته لـ “البوصلة” من خطورة عودة تدريس منهاج الفلسفة لأبنائنا الطلاب دون وجود منهجٍ وخطةٍ متكاملةٍ تضمن وجود الكفاءات التعليمية لإيصال هذا المساق وما فيه من أفكار “بمنهجٍ مستقيمٍ” لعقول أبنائنا ضمن “المنظومة المعرفية في القرآن والسنّة”، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّه إذا كان الهدف من هذا الأمر تدريس ما وراء الطبيعة وزيادة شكوك الطلاب والتأثير على عقيدتهم فإنّ هذا تعليمٌ ناقصٌ وخطرٌ على عقول أبنائنا لا داعي له.

وقال الجرمي إنّ مادة الفلسفة إحدى المواد التي درسها المسلمون، لأنها عبارة عن “معرفة الحقائق عن طريق العقل”، منوهًا إلى أنّ المسلمين مارسوها قديمًا وحديثًا وهضموا الفلسفات الأخرى اليونانية والرومانية وحتى الهندية، وأكسبوها الصبغة الإسلامية، ووفق في هذا أناس وأخفق فيها آخرون.

ولفت إلى أن دراسة الفلسفة وفق النظرة الإسلامية فلا حرج في ذلك لأنّ العبرة في المنهج، فإن كان “المنهج مستقيمًا” وهذا يعني أنّ المنهج المقرر على الطلبة يستوعب مادة الفلسفة ويمنح الأستاذ الفرصة ليعطيهم المنظومة المعرفية في القرآن والسنة، فذلك أمرٌ لا حرج فيه.

أفضل كتب الفلسفة

وأشار الجرمي إلى أنّ “من أفضل الكتب في هذا المجال (قصة الإيمان: بين الفلسفة والعلم والقرآن لمؤلفه الشيخ نديم الجسر)، تكلم عن الفلسفة في ملحق طويل، وقال إن قارئ الفلسفة يجد على شواطئها الزيغ والضلال وفي عمقها الأمن والإيمان”.

د. إبراهيم الجرمي: المعوّل عليه في نجاح تعليم الفلسفة لطلابنا حسن العرض ومنهج التعليم

وتابع بالقول: “وهذا أمرٌ صحيح، لأنّ الإنسان فعلاً إن تعمق في الفلسفة واستطاع أن يفهم نظرة القرآن والسنّة، فلا حرج في ذلك، ولكن السؤال: هل يستطيع أساتذتنا اليوم فعلا أن يكسبوا الفلسفة هذا الثوب المتكامل من النظرة إلى فلسفة الإغريق واليونان والرومان والفلسفة الإسلامية”.

واستدرك: “إن تمكنا من ذلك فهو خيرٌ وبركة، وهل سيستفيد الطالب فعلاً من هذا المساق، فإن أحسن المعلم من خلال المنهج الصحيح في التعليم ستتحقق الفائدة، وبذلك فإنّ مادة الفلسفة سيستفيد منها طلاب العلم ولكن المعوّل عليه حسن العرض ومنهج التعليم فهو المعوّل عليه بالدرجة الأولى”.

لا داعي لتعليمٍ ناقصٍ

وأوضح الجرمي “أنّ الفلسفة من أهمّ مباحثها “الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة)” الأشياء الغيبية غير المرئية، وهذه القضية حُلّت عندنا في الشريعة الإسلامية”.

وقال: نعم كانوا في اليونان يفكرون بالقوة المدبرة لهذه الكون، ويسمّونها (العقل الأول، والعقل الفعّال) إلى غير ذلك، لكن نحن المسلمين نسمّي هذه القوة (الله خالق كل شيء).

وتابع، قضية من أين بدأ الخلق، وماذا بعد الموت؟ الفلسفة تتكلم في الفيزيقا والميتافيزيقا، الوجود وما بعد الوجود، منوهًا بالقول: فما دامت كل هذه القضايا حُلّت في الشرع في رأيي يحتاج الأمر لدراسة، فإن كان المعلم قادرًا على جمع هذه المعلومات المتوازنة وإيصالها بشكلٍ صحيحٍ للطالب فيمكن تدريسها، ولكن إذا كان الأستاذ يريد تدريسنا فقط “الميتافيزيقا” ما وراء الطبيعة ويزيد في شكوك الطلاب ويؤثر على معتقداتهم فلا داعي لهذا التعليم الناقص.

من الجدير بالذكر أنّ لجنة الانسانيات في مجلس التربية والتعليم أقرت الأسبوع الماضي الإطار العام للدراسات الاجتماعية من الصف الأول وحتى الثاني ثانوي، والذي يتضمن استحداث مادة الفلسفة في منهاج صفي الأول الثانوي والثاني ثانوي “التوجيهي” بكتاب مستقل.

وكانت حالة من الجدل سادت بعد هذا القرار في مواقع التواصل الاجتماعي حول عودة تعليم الفلسفة والفائدة المرجوة منها بين من يرى فيها تطويرًا لمهارات التفكير والمنطق لدى الطلاب وليست كفرًا، وبين من يرى فيها خطرًا على عقيدة أبنائنا الطلاب قد تؤثر على معتقداتهم وقد تسهم في إيصالهم لحالات الكفر والإلحاد.

وتوقفت وزارة التربية والتعليم عن تدريس الفلسفة في الأردن بمناهج مستقلة منذ 46 عاماً.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: