عمّان – البوصلة
أكد أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور إبراهيم الجرمي في تصريحاته لـ “البوصلة“، أنّ واجبًا كبيرًا يقع على المجتمع والدولة في محاربة الشائعات خلال الأحداث الكبيرة التي تمر بها البلاد، مطالبًا الجميع بتضافر الجهود وحمل المسؤولية حتى تبقى “سفينة الوطن آمنة مطمئنة” على حد وصفه.
وقال الجرمي إنّ الشريعة الحكيمة نظمت حياة الأفراد والمجتمعات والدول، ومن أخطر القضايا التي يتناولها الأفراد القضايا المجتمعية التي تعني المجتمع كله، فقال الله تعالى: “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء:83)”.
ولفت إلى أنّ هذه الآية نصٌ في الأحداث المجتمعية التي يجب أن يتناولها الخبراء الذين يستنبطون ولا ينظرون لظاهر الأمر فقط؛ بل يتعمقون في الحدث وفي الخبر، فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، إذن، هذا تعاملنا مع الشأن العام، فلا يجوز أن نتناوله بطريقة فردية ولا بتهيؤات المتهيئين ولا بتخرصات المتخرصين؛ لكن أهل الخبرة لهم أن يتكلموا أما الذين لا خبرة لهم لا يجوز لهم أن يتكلموا.
وتابع الجرمي بالقول: فكيف يا ترى إذا كان من يتكلم بالشأن العام ممّن لهم أهداف أحيانًا مشبوهة أو غير واضحة المعالم أو غير بريئة هنا يجب أن ينتبه المجتمع والأفراد ممّن يأخذون المعلومة الدقيقة.
واستدرك بالقول: “لعلّ بعض الذين يتكلمون في الشأن العام لا يريدون خيرًا بالوطن ولا المجتمع، فهذه الإشاعات يجب أن يقضي عليها”.
واجب المسؤول أكبر
وقال الجرمي في المقابل على مسؤولية الحكومة والدولة فيما يجري من أحداث: أليس في المقابل، يجب على المسؤولين وأولي الأمر أن يسبقوا أولئك فيتكلمون بالحق وبالصدق وبإيضاح الأمور ووضعها في نصابها بدلاً من أن نترك هذا الحدث العام الخطير يتناوله الداخل والخارج بدون خبرة ولا معلومة.
وتابع حديثه بالقول: لأنّ الله يطالبنا بكشف الحقائق: قال تعالى: (قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا)، وقال جلّ من قائل: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
وشدد الجرمي أنّه يجب على الحكومات والمسؤولين والمديرين أن يتقدموا مباشرة فيعلنوا تفاصيل الحدث بكل صدق وكل شفافية حتى نسد الطريق على أولئك العابثين.
وختم أستاذ الدراسات الإسلامية بتوجيه رسالة للمجتمع والدولةعلى حدٍ سواء قائلا: “علينا أيها الكرام أن نكون سببًأ في رسوّ سفينة المجتمع وأن تبقى آمنة مطمئنة، حتى لا تغرق، وإذا غرقت لا قدر الله سيغرق الجميع، دعوا الربان هو الذي يقود، وعليه أن يكون صادقًا، وعلينا أن نكون مخلصين له في بذل النصائح من باب الرقابة، نعم لمن هو مؤهل لهذا، وغير المؤهل ألا فليستمع وليحسن أخذ المعلومة من مصدرها”.
الأمن العام يحذر من تداول الشائعات
من الجدير بالذكر، أنّ مديرية الامن العام أهابت بالجميع عدم تداول اخبار ومعلومات غير دقيقة خاصة فيما يتعلق بالمصابين والشهداء في الأحداث الأخيرة وحالتهم الصحية.
وأوضحت أنها المصدر الرئيسي للمعلومات ولم تتوانى عن نشر اي تفاصيل اولا باول.
وأكدت أن كل من ينشر مثل تلك الاشاعات والمعلومات الخاطئة سيتم ملاحقته وفق أحكام القانون .
توثيق 24 شائعة خلال تشرين الثاني
سجل مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، 24 شائعة، صدرت وانتشرت بين جمهور المتلقين خلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وصلت إليهم عن طريق وسائل إعلام محلية، ومنصَّات نشر علنية، تصدّرتها الشائعات الأمنية.
وقال المرصد في تقريره الشهري المتخصص برصد الشائعات في الأردن خلال الشهر الماضي: إن عدد الشائعات لهذا الشهر سجل انخفاضا بمقدار 12 شائعة، مقارنة بالشائعات التي سجلت خلال شهر تشرين الأول الماضي، والتي بلغت 36 شائعة.
وأضاف أنَّه وبتصنيف الشائعات حسب المجال، وجد أنَّ الشائعات الأمنية تصدّرت المشهد، وحلّت بالمرتبة الأولى بواقع 8 شائعات من أصل 24 وبنسبة 33%، ثم جاءت في المرتبة الثَّانية شائعات المجال الاقتصادي بـ6 شائعات وبنسبة 25%، فيما جاءت في المرتبة الثَّالثة الشائعات الصحيّة، وشائعات الشأن العام، حيث سجّلت كل منهما 4 شائعات وبنسبة 17%.
وأشار المرصد إلى أن المرتبة الخامسة حلَّت فيها الشائعات السياسية والاجتماعية بشائعة واحدة لكل منهما وبنسبة 4%.
(البوصلة)