الحرب على غزة تدفع الثروات نحو سويسرا وترفع الفرنك إلى أعلى مستوى له منذ عام 2015

الحرب على غزة تدفع الثروات نحو سويسرا وترفع الفرنك إلى أعلى مستوى له منذ عام 2015

الحرب على غزة تدفع الثروات نحو سويسرا وترفع الفرنك إلى أعلى مستوى له منذ عام 2015

دفعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي باتت رياحها تهب عكس ما كان يشتهيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه في أوروبا وأميركا، الثروات العالمية للهجرة نحو سويسرا بحثاً عن الملاذ الآمن، ما رفع سعر صرف الفرنك السويسري إلى أعلى مستوى له، منذ سنوات عدة، مقابل العملات العشر الرئيسية في العالم.

وحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، بات الفرنك السويسري أقوى عملات مجموعة العشر أداءً مقابل الدولار هذا العام، متفوقاً على جميع أقرانه في أكتوبر/تشرين الأول. ويقول مستثمرون، بما في ذلك “جي بي مورغان برايفت بنك” و”أموندي بنك” إنّ العملة تتجه إلى مزيد من الارتفاع. وأظهرت الخيارات على الرهانات في أسواق الصرف العالمي، أن صفقات الرهانات على الفرنك السويسري تواصل الارتفاع وفقًا للبيانات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ. وتعطي صفقات الرهانات المستقبلية على العملة غالباً توجهاً لسعر صرف العملة في أسواق الصرف.

ويذكر التقرير الصادر اليوم الأربعاء، أن الرغبة في الحصول على أصول الملاذ الآمن أصبحت قوية مع احتدام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما يواصل البنك الوطني السويسري التلويح بشراء الفرنك كأداة للحد من التضخم.

وقال رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي العالمية في بنك “جي بي مورغان الخاص” صامويل زيف: “كان شعاري لفترة طويلة هو: لا تراهن ضد الفرنك السويسري”. وتابع: “لقد أخبرنا العملاء الذين لديهم صفقات شراء للفرنك السويسري أن يبقوا في مراكز الشراء، ونقول لأولئك الذين لديهم صفقات شراء مركزة لليورو أو الدولار أن ينوعوا مراكزهم”. وارتفع الفرنك بنسبة 0.5% مقابل الدولار واليورو في أكتوبر/ تشرين الأول في لندن بعدما كان أداؤها أقلّ من كلّ عملات الأسواق المتقدمة تقريباً في سبتمبر/أيلول الماضي عندما فاجأ البنك المركزي السويسري السوق بإيقاف رفع أسعار الفائدة مؤقتاً.

وإلى جانب مخاطر الحرب الإسرائيلية على غزة، يرتكز وضع الملاذ الآمن للفرنك على الفائض الكبير في الحساب الجاري لدى سويسرا، فضلاً عن مركز الاستثمار الدولي الصافي الذي يُعد من بين الأقوى في أي دولة متقدمة. وتاريخياً، كانت معدلات التضخم منخفضة وتتخذ موقفاً محايداً في الشؤون الدولية. وتُعد تحركات الفرنك هي الأكثر انسجاماً مع تحركات الذهب، الذي يعد من أدوات التحوط المفضلة ضد المخاطر الجيوسياسية والتضخم.

وفي الوقت نفسه، دفعت المكاسب الفرنك إلى مستوياته الأعلى منذ عام 2015، ما يجعله الأغلى بعد الدولار، وفقاً لمقياس بنك التسويات الدولية. وفي حين أنّ هذا المستوى المرتفع جداً قد يبطئ وتيرة ارتفاع الفرنك في المستقبل، لكنه لا يبدو أنه يوقف التقدم في الوقت الحالي. وبينما شهدت العملة أكبر رهانات للبيع على المكشوف خلال عامين مع استمرار الارتفاع، فإنّ أي تصعيد في الشرق الأوسط، أو تدخلات من البنك المركزي، قد يؤدي إلى سرعة وتيرة صعود العملة السويسرية.

في هذا الصدد، قال رئيس إدارة العملة العالمية في “أموندي” أندرياس كونيج: “إن قيمة الفرنك مبالغ فيها بغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها إليه، ولكن سيكون من الخطأ التقليل من أهمية العملة في الوضع الحالي، خاصة بعد عملية “طوفان الأقصى”. ويضيف أنّ “التصعيد العالمي للحرب الحالية على غزة ليس قضيتنا الأساسية، لكن إذا حدث توسيع دائرة الحرب، فإنّ الفرنك هو الخيار الأنظف والأفضل  للحماية من هذه المخاطر”. ولا يستبعد كونيج ارتفاع قيمة العملة إلى 0.92 مقابل اليورو، إذا تصاعد الصراع في الحرب الإسرائيلية على غزة، وجذب دول أخرى للحرب. وتم تداول الفرنك بشكل أضعف مقابل العملة الأوروبية لليوم الخامس يوم الثلاثاء، حيث تم تداوله عند 0.9628 يورو.

من جانبه، قال رئيس أبحاث العملات الأجنبية العالمية في بنك HSBC Bank P lc، بول ماكيل: “يبدو أنّ كل الطرق تؤدي إلى أداء متفوق للفرنك”. وأضاف أنّ التزام البنك المركزي السويسري القوي بالتغلب على التضخم ورسالته الصريحة حول تفضيل العملة القوية أمر بالغ الأهمية، متوقعاً أن يتم تداول العملة عند 0.94 لكلّ يورو بحلول نهاية العام المقبل.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: